رأى الكاتب والبروفسور الإسرائيلي، أماتزيا بارام، وهو أستاذ لتاريخ الشرق الأوسط، أنه من دون احتلال جنوب لبنان وبيروت، فإنه من المستحيل نزع سلاح "حزب الله"، مشيراً إلى أنه "من خلال استغلال نقاط ضعف الحزب، يمكن أن يضطر الأخير إلى سحب مقاتليه إلى ما وراء الليطاني والحفاظ على وقف كامل لإطلاق النار لمدة سنوات".
وفي مقال له نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قال بارام إنّ "الكثيرين في إسرائيل مفتونون بالتشابه بين حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، ويحيى السنوار زعيم حركة حماس الفلسطينية، إلا أن هناك اختلافات كبيرة جداً بينهما"، وأضاف: "لقد ارتكبت إسرائيل الخطأ الفادح الأول عندما ردت بتردد على الانفجار الذي وقع بالقرب من مجيدو في شهر آذار من هذا العام".
وأشار الكاتب إلى أنه "آنذاك فهم نصرالله أن إسرائيل ارتدعت، ومن أجل الظهور كمشارك في الحرب يوم 8 تشرين الأول صعّد التنظيم على الحدود وتكيفت إسرائيل مع الوضع الجديد، ليدرك نصرالله مرة أخرى أنها تترك القرار في يده، ولذلك يواصل التصعيد ولكن بحذر، ولذا يبدو نصرالله أكثر حذراً من السنوار، لأنه يدرك أن لدى حزب الله نقاط ضعف، ومن الممكن الاستفادة منها من خلال الكشف عن المزيد من المبادرة الإسرائيلية".
شرعية استخدام القوى
وعن نقطة الضعف الأولى، قال الكاتب إن القرار الأممي رقم 1701 الصادر عام 2006 ينصُّ على أن ينزع "حزب الله" سلاحه ويسحب قواته من جنوب لبنان، وأن ينتشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في المنطقة، وأضاف: "القرار هذا تجاهله الحزب، ولذلك فإن إسرائيل تتمتع بالشرعية الدولية الكاملة لاستخدام القوة.
مسؤولية نصرالله تجاه اللبنانيين
أما عن نقطة الضعف الثانية، فقال الكاتب إن خسارة الآلاف من مقاتلي حماس لا تزعج السنوار، بشرط أن يبقى على قيد الحياة هو وبضعة آلاف من مقاتليه، وأن تنسحب إسرائيل حتى المواجهة المقبلة، ولكن في المقابل، شعر نصرالله بمسؤولية عميقة تجاه جنوده والمجتمع في لبنان.
ولفت إلى أن "نصرالله شعر بالانزعاج بعد خسارة بضع عشرات من مقاتليه منذ 7 تشرين الأول، لأنه على عكس سنوار، فهو مسؤول أمام عائلاتهم".
أضرار سياسية
قال الكاتب إن السنوار مستعد للتضحية بمعظم سكان غزة من أجل أيديولوجيته، ولكن نصرالله على عكسه يشعر بمسؤولية عميقة تجاه طائفته الشيعية الكبيرة في جنوب لبنان، لافتاً إلى أن ما حدث من دمار في 2006 سبب أضراراً سياسية جسيمة، واليوم، بدأت الانتقادات تتصاعد بسبب الحرب التي بدأها ضد إسرائيل، وهذا الأمر يمثل نقطة الضعف الثالثة.
الضغط على نصرالله
وعن نقطة الضعف الرابعة، يقول الكاتب إنه عندما تنتهي الحرب في غزة، يجب إقناع السكان في الجنوب اللبناني، بأنه إذا لم يسحب نصرالله قواته بنفسه، فإن إسرائيل سوف تغزو، ومثل هذا التهديد الحقيقي وحده هو الذي سيدفع السكان إلى ممارسة ضغط على نصرالله.
تحالف داخلي
وفي ما خصّ نقطة الضعف الخامسة، يشير بارام إلى أن "الشيعة في لبنان يشكلون ما بين 35% وـ40% من سكان البلاد، وأنه على نصرالله أن يتحالف مع شركاء مسيحيين ودروز وسنّة، ولذلك لا يستطيع أن يتخلى عن لبنان ويفعل كما يفعل السنوار في غزة".
وأوضح أنه "من المهم جداً بالنسبة لنصرالله أن يُعتبر المدافع عن لبنان، إلا أنه يخسر مؤيديه في المجتمعات غير الشيعية، وهذه نقطة ضعف أخرى".
وضع اقتصادي صعب
أما على صعيد نقطة الضعف السادسة، فيوضح الكاتب أنه لبنان يعاني من إفلاس اقتصادي كامل حتى من دون حرب، وهو يحتاج إلى قروض ضخمة للتعافي، وعلى الدول الغربية ودول المنطقة ضمان مثل هذه القروض شرط أن يسحب "حزب الله" قواته، وبعد هذا الوعد، سيغير بعض أعضاء البرلمان من مؤيدي "حزب الله" موقفهم، مما يمثل نقطة ضعف مهمة.
حصار دولي لحزب الله
وعلى صعيد نقطة الضعف السابعة، يزعم الكاتب أنه "إلى جانب الدعم الإيراني، يأتي الدخل الرئيسي لحزب الله من إنتاج المخدرات وتهريبها"، لافتاً إلى أن "إسرائيل تستطيع أن تسحق هذه الصناعة، ويمكن للغرب أيضاً أن يجمد حسابات نصر الله المصرفية إلى الأبد".
حاجة إيران لنصرالله
وبشأن نقطة الضعف الثامنة، يقول بارام إنه "على نصر الله أن يأخذ بعين الاعتبار رعاته الإيرانيين، الذين أوضحوا له أنهم لا يريدون أن يعرض وجود حزب الله ومكانته في لبنان للخطر".
وذكر الكاتب "إن الإيرانيين يحتاجون إلى نصرالله في اليوم الذي ستهاجم فيه إسرائيل منشآتهم النووية، وليس قبل ذلك، وهذا ما يفسر حذر الأخير".