يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية سعيا لتطويق تداعيات التصعيد الاسرائيلي في الجنوب مع ما يحمله من مخاطر انفلات المواجهات على نطاق واسع.
بالتوازي يواصل رئيس الحكومة العمل على تحصين الوضع الداخلي عبر ملء الشواغر في قيادة الجيش وتعيين اعضاء المجلس العسكري الثلاثة وهم رئيس الاركان والمفتش العام ومدير الادارة.
ويبدو، بحسب المعطيات المتوافرة، أن هذا الملف لا يزال يحتاج الى المزيد من المشاورات، مما يعني عمليا انه لن يطرح قبل بداية العام المقبل، خصوصا وأن لا جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية العام، بحسب ما افادت اوساط حكومية.
في هذا الوقت، تحركت المساعي الوزارية على خط السرايا - وزارة الدفاع في محاولة لرأب الصدع المستمر بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، منذ ان حضر الاخير الى السرايا في الخامس والعشرين من تشرين الاول الفائت مفتعلا اشكالا على خلفية مراسلة خطية وجهها له رئيس الحكومة تتضمن مطالبته برفع اقتراحاته في ما يتعلق بالشغور المرتقب في قيادة الجيش.
وكان رئيس الحكومة واضحا في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء لدى اطلاعه الوزراء على نص رسالة ثانية وجهها الى وزير الدفاع بشأن رفع اقتراحاته لاستكمال ملء الشغور في المراكز العسكرية، حيث جدد التأكيد "أن رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا...وفي اللحظة التي حضر فيها موريس سليم إلى السراي وعلا صراخه، في هذه اللحظة أعتبر أنه انتهى بالنسبة إليّ والتعاطي معه سيكون رسميًّا من خلال الكتب".
اوساط حكومية معنية كشفت انه بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء سعى بعض الوزراء وتحديدا وزيرا المهجرين والثقافة لاعادة الامور الى مجاريها بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع، ناقلين عن وزير الدفاع انه يكن كل الاحترام والتقدير لرئيس الحكومة. فكان موقف رئيس الحكومة واضحا في هذا الاطار حيث اكد ان المدخل الى اي حل يكون بتصحيح وزير الدفاع الخطأ الذي ارتكبه يوم خروجه من السرايا وهو يصرخ ويتوعد، على ان يصار بعد ذلك الى معالجة سائر القضايا وفق احكام الدستور والصلاحيات المناطة برئيس الحكومة وبروح التعاون الايجابي لخدمة المصلحة العامة".
وتتابع الأوساط "على هذا الاساس نقل وزير الثقافة محمد وسام المرتضى ان وزير الدفاع سيزور السرايا اليوم الخميس للقاء رئيس الحكومة والتفاهم معه على مجمل الملفات، واطلاق موقف من السرايا يؤكد تقديره لرئيس الحكومة واحترامه لمقام رئاسة مجلس الوزراء".
وتتابع الاوساط الحكومية المعنية "كعادته في محاولة اقتناص الفرص والتسلق على ظهر الناس والمواقف، دخل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، على الخط محرضا وزير الدفاع على رئيس الحكومة، ومطلقا سلسلة مواقف تحريضية، في محاولة "لتبييض وجهه" مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل".
وتتابع الأوساط "لم يكتف بو صعب بالدخول على الخط ، عارضا "بطولاته " المعروفة، بل لجأ كعادته الى النميمة عبر دس خبر صحافي ملغوم مفاده ان رئيس الحكومة سيزور وزارة الدفاع اليوم، بهدف "فركشة" مساعي التوافق وتعطيلها".
ودعت الاوساط الحكومية المعنية بو صعب "الى الانصراف الى معالجة مشكلاته المتعددة وابرزها اصلاح علاقته مع باسيل لضمان موقعه النيابي في الدورة المقبلة بعدما انقلب على "التيار" موهما نفسه انه وصل الى البرلمان "بعضلاته" وترسيماته المزعومة، على غرار ما فعل يوم كان البحث جاريا في الترسيم البحري".