أحدث اغتيال المسؤول الكبير في حركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، صدمة في كل أنحاء لبنان، حيث تم احتواء الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير حتى الآن في المناطق الحدودية.
وبحسب موقع "Middle East Eye" البريطاني، "كان العاروري يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأحد مؤسسي جناحها العسكري، كتائب القسام، ويمثل اغتياله في الضاحية، وهو حي سكني مكتظ يعد أيضًا معقلًا لجماعة حزب الله، تصعيدًا كبيرًا في المسرح اللبناني للحرب الإسرائيلية الحالية على غزة. وأدى الهجوم إلى مقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم العاروري، وثلاثة لبنانيين. ومع وعد حزب الله بالرد على الهجوم، يخشى كثيرون من جر لبنان إلى حرب شاملة".
وتابع الموقع، "تفيد التقارير أن إسرائيل، رغم أنها لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، تستعد لانتقام حزب الله، وهو ما يتوقع الخبراء أنه سيكون كبيرا. وقالت أمل سعد، المتخصصة في الشأن اللبناني وتحديداً في ما يتعلق بحزب الله والمحاضرة في جامعة كارديف: "لا بد أن يكون هناك تصعيد". وأضافت: "سيذهب الامر إلى أبعد من أنواع الهجمات والتكتيكات التي نشهد عليها الآن. ومن الواضح أن التصعيد سيكون مختلفاً". ولا يزال الخبراء يتوقعون ألا يصل انتقام الحزب إلى مستوى حرب شاملة، حيث لا يزال مصراً على تجنب هذه النتيجة".
وأضاف الموقع، "يعتقد الباحث البارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، أن "حزب الله ليس لديه مصلحة في تغيير مسار الأحداث". وأضاف: "إسرائيل ستخسر هذه الحرب. فهي لا تستطيع تحقيق أهدافها، خاصة وأن حماس لا تزال نشطة في شمال غزة، ولا تزال تضرب القوات الإسرائيلية، مما يزيد من تكلفة الاحتلال الإسرائيلي لغزة". كما أن تراجع الدعم الدولي لإسرائيل يعني أن حزب الله قد لا يرى جدوى من فتح جبهته بشكل كامل لتشمل لبنان كله، ومع ذلك، سيحاول ضمان عدم تكرار إسرائيل لهجوم الضاحية".
وبحسب الموقع، "قبل أسابيع قليلة من هجوم بيروت، أعلن مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن خطط لاستهداف مسؤولي حماس في أي مكان في العالم، حتى أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشين بيت، قال في تسجيل مسرب إن عملياته قد تستغرق سنوات، وستتم "في لبنان، وتركيا، وقطر، وفي كل مكان". بالإضافة إلى ذلك، مع ظهور تقارير تكشف عن المخاوف الأميركية بشأن تصرفات إسرائيل التي قد تؤدي إلى حرب أوسع في لبنان، يعتقد الخبراء أن حزب الله يحاول تجنب إعطاء عدوه ما يريد".
وتابع الموقع، "هدد المسؤولون الإسرائيليون حزب الله ولبنان مراراً وتكراراً منذ أن بدأت الاشتباكات الحدودية بينهما في 8 تشرين الأول، بعد يوم واحد من هجوم حماس المفاجئ على البلدات الجنوبية الإسرائيلية، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنهم "سيحولون بيروت وجنوب لبنان" إلى "غزة وخان يونس" في حالة اندلاع الحرب. وطالبت إسرائيل أيضًا بانسحاب قوات الرضوان التابعة لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مما يمنحها منطقة عازلة آمنة إلى حد ما، وزعمت أنها ستفعل ذلك بالقوة إذا لزم الأمر. وفي حين أن الحرب اليوم يمكن أن تكون ضارة بلبنان الذي يعاني من الأزمة، إلا أنها قد لا تؤدي بالضرورة إلى هزيمة إسرائيل المرغوبة لحزب الله".
وأضاف الموقع، "لقد خاض الحزب حربًا سابقًا ضد إسرائيل في عام 2006، وانتهت بفشل الأخيرة في تحقيق أهدافها المعلنة. ومنذ ذلك الحين، قام الحزب بزيادة ترسانته بشكل كبير واكتسب سنوات من الخبرة القتالية في الحرب الأهلية السورية، حيث قاتل إلى جانب الحكومة السورية. وأدت الاشتباكات الحالية مع إسرائيل إلى مقتل ما لا يقل عن 140 من مقاتلي حزب الله، وعدد غير واضح من الجنود الإسرائيليين وعشرات المدنيين على الجانب اللبناني. وتم إخلاء المناطق الشمالية من إسرائيل، كما تم تهجير عشرات الآلاف من اللبنانيين المقيمين في المدن الجنوبية داخلياً".
وتابع الموقع، "يعتقد بعض الخبراء أن انتقام حزب الله قد يتماشى مع ما فعلته الجماعة وحلفاؤها في أعقاب اغتيال شخصيات مثل سليماني الإيراني، حيث أطلقت إيران عدة صواريخ باليستية على قاعدة جوية اميركية في العراق. ورأت سعد أن اغتيال العاروري يرتبط أكثر بإعطاء إسرائيل "ما يشبه النصر الرمزي لجمهورها" في ظل افتقارها إلى الإنجازات العسكرية في غزة. وقالت: "إذا أرادت إثارة حرب شاملة كرد من حزب الله، فلا أعتقد أنها كانت ستستهدف مسؤولاً في حماس فقط". أما بالنسبة لحزب الله، فيزعم الحاج علي أن "لا شيء" يمكن أن يدفعهم إلى بدء حرب ما لم تشن إسرائيل غزوًا كاملاً لجنوب لبنان أو تقصف الضاحية بشدة. وختم بالقول: "إن شن الحرب أو إشعالها في يد إسرائيل، وإلا فلن يبدأها حزب الله"."