لم يأت أحد على التهدئة في لبنان في سياق مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، إلا أن الاكيد أن الحراك الدولي تجاه لبنان يعمل على إعادة الاستقرار الى الجنوب وهذا ما سيؤكد عليه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني خلال زيارته بيروت يوم غد الثلاثاء وما شدد عليه أيضا وزير الخارجية البريطاني دايفيد كاميرون. كما ان هذا الموضوع سيكون محل نقاش الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين مع القيادات السياسية في حال زار لبنان بعد انتهاء محادثاته في تل أبيب هذا الأسبوع، خاصة وان العدو الإسرائيلي يضغط باتجاه إبعاد حزب الله عن الحدود. وينقل المقربون من هوكشتاين في بيروت عنه قوله أنه سيحاول الاستفادة من الهدنة في غزة لترتيب مسار مفاوضات الجنوب ضمن سلة متكاملة تتصل بالترسيم البري وتطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وفي سياق متصل، فان الطرح الإسرائيلي الذي حمله اكثر من موفد غربي الى لبنان من بينهم هوكشتاين يتمثل بأن إسرائيل تريد عودة مستوطنيها الى المستوطنات، بالتوازي مع إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني واخلاء مواقعه.
ويقول مصدر سياسي مطلع على الأجواء الأميركية أن الحل سيكون من خلال اكتفاء حزب الله بعناصر أبناء البلدات الجنوبية مع اسلحتهم التي ستكون في منازلهم وليست ظاهرة الى العلن، وهذا يعني تفكيك المواقع العسكرية وابعاد المظاهر العسكرية عن الحدود، في مقابل أن توقف إسرائيل لانتهاكاتها البرية والجوية وانسحابها من الاراضي والنقاط التي تحتلها. ولا تستبعد المصادر ان تبقى مزارع شبعا خارج اي اتفاق في المرحلة الراهنة.
في هذا الوقت عاد الملف الرئاسي الى الخلف، وسط تأكيد مصدر سياسي بارز لـ "
لبنان 24" أن أي موعد لم يحدد بعد لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، معتبرا أن مرد ذلك عدم نضوج الأفكار بعد، وأن سفراء "الدول الخماسية" لم يحرزوا أي تقدم في حراكهم، كذلك الأمر بالنسبة إلى لودريان الذي لم تخرج زيارته إلى قطر والسعودية بأي تطور ينعكس إيجابا على المشهد الرئاسي اللبناني، علما ان المصدر نفسه رجح أن يستأنف السفراء جولاتهم بلقاء عدد من رؤساء الكتل النيابية، رغم خلافاتهم التي لم تعد تخفى على احد.
وبحسب المصدر نفسه يبدو واضحا أن هناك تقاطعا كبيرا بين الدوحة وواشنطن تجاه الملف اللبناني، وقد تظهر ذلك في أكثر من محطة، حاول مسؤولون أميركيون من خلالها ابراز أهمية دور قطر في "اللجنة الخماسية" على حساب فرنسا والسعودية وهذا الامر يؤشر إلى أن هناك محاولات لابعاد باريس عن الواجهة في المرحلة المقبلة، خاصة وأن قطر تظن أن مبادرة لودريان سقطت، مع ترجيح المصدر ان التباين القطري الفرنسي مرده جملة اعتبارات ترى من خلالها الدوحة أن الوقت حان لتكون لها الكلمة في "الخماسية" نظرا لدورها الفاعل في لبنان، في حين أن مصدرا سياسيا آخر يرى أن التقارب السعودي- السوري سوف يطيح بآمال الكثير من الدول الإقليمية والعربية التي تطمح لنفوذ أكبر في لبنان.
حكوميا، تشهد السرايا هذا الاسبوع حركة ديبلوماسية تبدأ غدا بزيارة وزير خارجية فرنسا، بالتوازي مع التحضيرات لعقد جلسة لمجلس الوزراء سيتحدد موعدها النهائي اليوم في ضوء تسلّم الحكومة من مجلس النواب قانون الموازنة لعرضه على الحكومة واقراره.
كذلك ستبحث الجلسة في ملف التعويضات والتقديمات للقطاع العام والمتقاعدين، اضافة الى جدول اعمال مكثف.
واليوم يعقد رئيس الحكومة اجتماعين بارزين مع كل من "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" و" البنك الدولي" للبحث في المشاريع التي يمولانها في لبنان.