إحتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في قرى الهرمل وبعلبك برتبة دفن السيد المسيح، حيث نظمت المسيرات وغصت الكنائس بالمصلين.
وترأس كاهن رعية رأس بعلبك الأب إبراهيم نعمو رتبة دفن السيد المسيح في كنيسة مار اليان، بحضور قائد اللواء التاسع العميد سامر منصور وفاعليات البلدة.
وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى الأب نعمو عظة قال فيها: "تتميز الجمعة العظيمة بأمرين الأول رتبة دفن المسيح، والثاني حضور الجميع إلى هذه الكنيسة من كل الأطراف في البلدة، والجمعة العظيمة هي للتأمل والحداد، وهي تقف كحجر زاوية للإيمان المسيحي. ليكن جرح قلب السيد المسيح بداية للعبور إلى الله".
وتمنى الأب نعمو أن "تمنحنا روح الجمعة العظيمة المزيد من التعاطف والتفاهم فيما بيننا، عسى أن تعطينا دروسا في التضحية والنزاهة"، وتابع: "يجب أن نتأكد أن المسيح سينير حياتنا، فهو يعلم بأننا نعيش اليوم عدم إستقرار إقتصادي وأمني، وسيحول الأيام الصعبة التي نعيشها إلى أيام حلوة، ويلهم أصحاب الرأي والشأن بإنتخاب رئيس للجمهورية ونكون مستعدين للتضحية من أجل وطننا لبنان ليكون وطنا جامعا لكل أبنائه، ونتغلب على الصعاب ونعيش حياة حرة وكريمة".
وختم الأب نعمو بتوجيه التحية إلى الجيش "الذي هو الأمل بالحفاظ على الأمن على جميع الأراضي اللبنانية، وهو الضامن لوحدتنا وعيشنا المشترك وبصلواتنا ستتحسن حياتنا على جميع الصعد".
بشري
كذلك، أحيت منطقة بشري يوم الجمعة العظيمة، فترأس النائب البطريركي العام على المنطقة المطران جوزف نفاع يعاونه رئيس ديوان كرسي الديمان الخوري خليل عرب وكهنة بشري، رتبة سجدة الصليب في كنيسة السيدة، وألقى عظة تناول فيها معاني المناسبة وسرّي الفداء والقيامة.
وفي بقاعكفرا ترأس الرتبة في كنيسة السيدة الخوري ميلاد مخلوف، وأقيم تطواف في محيط الكنيسة. أما في حدث الجبة، فقد ترأس الخوري حبيب صعب الرتبة المقدسة في كنيسة مار دانيال الاثرية.
وفي دير سيدة قنوبين في عمق الوادي المقدس نظمت الراهبات الانطونيات في الدير برئاسة الاخت جانيت فنيانوس برنامج الجمعة العظيمة، وقد أحياه الخوري هاني طوق، وتخللته مسيرة صلاة وتراتيل من دير سيدة قنوبين البطريركي الى دير سيدة حوقا، مروراً بكنيسة القديسة مارينا، تلتها رتبة السجدة ودفن المسيح.
وفي حديقة البطاركة في الديمان نظمت الراهبات الانطونيات برئاسة الاخت لينا الخوند برنامج صلوات الجمعة العظيمة، وقد توزعت بين كنيستي مار اسطفان ومار يوحنا مارون. وأقام الخوري نافذ صعيّب رتبة السجدة والتطواف في مجمّع مار يوحنا مارون على مشارف الوادي المقدس.
وفي حدشيت أحيا الوكيل البطريركي في الديمان، الخوري طوني الآغا، والخوري ميلاد الكورة احتفالات المناسبة، ونظما تطوافاً في محيط كنيسة مار رومانوس. وترأس الخوري طوني جبارة رتبة صلوات الجمعة العظيمة في كنيسة السيدة – حصرون، وكانت مسيرة صلاة وتراتيل في محيط الكنيسة.
وأقام رهبان دير مار اليشاع مسيرة درب الصليب من الدير الجديد الى الدير القديم في عمق الوادي حيث ضريح الاب أنطون طربيه بحضور مؤمنين من مختلف المناطق.
كذلك، احتفل رئيس دير مار انطونيوس قزحيا في الوادي المقدس التابع للرهبانية اللبنانية المارونية الأب كميل كيروز، برتبة سجدة الصليب في كنيسة الدير الأثرية، عاونه لفيف من الرهبان وجمهور الدير، بمشاركة الناسك الحبيس الأب يوحنا خوند.
وحضر الرتبة نائب رئيس مطار بيروت الدولي يوسف طنوس، رئيس بلدية مزرعة التفاح الأسبق طوني شباط، تريزا يمين عقيلة العميد الركن في الجيش اللبناني محسن معوض، منسق عام جهاز شبيية كاريتاس لبنان ومدير وحدة الطوارئ الدكتور بيتر محفوظ، نقيب عمال وموظفين شركة كهرباء قاديشا السابق جوزيف سركيس، منسق اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي- الإسلامي في الشمال جوزاف ابراهيم محفوض، أمينة سر عام مكتب شبيبة كاريتاس لبنان بهية اسكندر وعدد كبير من الوجوه الثقافية والتربوية والإجتماعية والبلدية والقروية والأطباء والمهندسين والمحامين.
بعد قراءة الأناجيل الأربعة، ألقى الأب الرئيس كيروز عظة تحدث فيها عن هذا اليوم العظيم المقدس، ودعا المؤمنين إلى التشبه بالمسيح وعيش التسامح والمحبة والغفران، بعدها حمل المشاركون النعش مزيناً بالأزهار والبخور، وطافوا به خلال زياح مسيرة في باحة الكنيسة الخارجية رافعين أصوات الترانيم الروحية.
برج حمود
وترأس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان رتبة جناز المسيح في كنيسة المخلص في برج حمود بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة وجموع غفيرة من المؤمنين.
وألقى ميناسيان عظة قال فيها: "يا للخزي والعار يا للخيانة العظمى التي وقعت في ذلك الحين عندما أمسكوا بالإله المتجسّد وقادوه من محكمة إلى أخرى وعذبوه ثم صلبوه بغية بالسلطة المتمرّدة. لقد عذبوه وصلبوه هؤلاء الذين أكلوا وشربوا معه، هؤلاء الذين نالوا منه كل ما طلبوه وتمنوه، هؤلاء الذين قالوا إنّه الفادي وساروا معه وهللو له، يوم الشعانين. يا لنكران الجميل! بعد كلّ العجائب التي فعلها أمامهم ولهم من خبز وخمر وشفاء، حتى قيامة الموتى من قبورهم، أهانوه ومزقوه حتى الصلب على خشبة العار. في الماضي كانوا أغلبية الشعب المختار، أمّا اليوم فمَن هم هؤلاء؟ أخذوا منه النعم وراحوا يصرخون "اصلبوه اصلبوه". وما الفرق اليوم من ذلك الشعب لشعب يتنكر لكلّ نعمة ورخاء ينلها من ذات الاله المتجسد، ويردها بالحقد والتمرّد والاجرام. ماذا يميّزنا عن ذلك التلميذ الذي عاش معه، مع يسوع المخلّص الذي اليوم نقوم بذكرى فداه من أجل خلاصنا، وخانه بقبلة. نعم يا لها من نكران جميل رهيب ولكن ما أعظم الجواب الذي ناله من الفادي برحمة وحنان خارق الطبيعة قائلاً له: "بقبلة تخونني يا يهوذا؟ فكم من قبلات خيانة نعطيها نحن له كل يوم بأخطائنا، ونأتي اليوم ونسير في ذكرى صلبه وموته على خشبة الصليب".
أضاف: "ماذا تريدون أن تسمعوا منّي في مثل هذا اليوم الحزين، غير أنّ أشجعكم على التوبة والغفران والندامة الحقيقية مثل بطرس الذي نكر معلمه ثلاث مرّات ثم بكى على خطيئته وندم ونال الغفران. هذا هو الطلب اليوم في هذه الأيام العصيبة التي خلقناها بأيدينا ونكرنا فادينا الاله المتجسّد الذي نزل من عرش الصباؤوت ليصعدنا إلى عرشه السماوي. ماذا نفعل من أجل شعبنا وأرضنا ووطنا. ماذا نفعل من أجل خلاص نفسنا، أي فداء وأي نذر نقدّمه من أجل خلاص نفسنا، وأنفس أولادنا، ووطننا وأرضنا؟ إنّ المسيح نذر وفدى نفسه من أجل البشرية وليس من أجل أي فئة أو طائفة أو شعب بل للبشرية أجمع. فما فعلناه نحن حتى اليوم من حقوق أولادنا وشعبنا ووطننا؟ فليت الجواب يكون فعليًا في إيماننا بالله وحياتنا مع اخوتنا في هذا الوطن الحبيب".
في الختام، أقيم الزياح في الباحة الخارجية حيث حمل النعش ووضع في القبر الى يوم القيامة المجيدة.
الشوف
وأحيت بلدة دير القمر يوم الجمعة العظيمة، ففي كنيسة سيدة التلة ترأس رتبة سجدة الصليب رئيس الرعية الاب جوزيف أبي عون عاونه لفيف من الآباء، وفي كنيسة مار الياس ترأس الرتبة الارشمندريت نعمان قزحيا، بمشاركة النائب غسان عطالله وممثل عن النائب فريد البستاني ورئيس البلدية السفير السابق ملحم مستو وشخصيات.
ودعت العظتان في الكنيستين الى "الاهتداء بالمسيح الذي هو الحق والحياة".
كذلك، أحيت الرتبة كنائس المنطقة في الحرف والعرقوب والودايا وبلدات عدة.
جونية
وترأس الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مارون مبارك رتبة سجدة الصليب من مذبح كنيسة مار يوحنا الحبيب في جونيه ، عاونه فيه لفيف من الكهنة وحضره حشد كبير من المؤمنين والمؤمنات.
بعد قراءات رسائل القديسين من الانجيل المتعلقة بموت يسوع وقيامته . قال الأب مبارك :" أمام ما سمعناه وما نؤمن به ندرك عظمة هذه المواقف - التقدمة التي بذلها يسوع عنا من أجل خلاصنا ". واضاف: "إن موت يسوع على الصليب وقيامته يصور لنا مدى حبه لنا . قبل القيامه لم يكن الإنسان مدركا عمق هذه المحبة فمن أجل محبته لنا ارتضى أن يعطي ذاته حتى النهاية . فأدرك البعض منهم هذه الحقيقه بعد القيامه ، وفي موته اليوم يرفع عنا التقديمات لنفهم عمق ما يقوم به من اجلنا " .
وتوقف الأب مبارك عند بعض هذه التقديمات وأولها ( المغفرة ) عندما قال يسوع " اغفر لهم يا ابتي لأنهم لا يدرون ما يفعلون ، وهذا.لأن الشعب لم يكن على علم وإدراك واع لما كان يفعله يسوع من اجلنا ".
وأكمل الأب مبارك شارحا : " الرب غفور فهو يغفر لنا دائما خطايانا لأننا نجهل كيف بقلة ايماننا اوعدمه وبتصرفاتنا في لا وعينا مع الاخرين نجرح محبة يسوع لنا".
وأشار الأب مبارك الى ان التقدمة الأخرى التي قدمها يسوع وهو معلق على الصليب قبوله غفران اللص الذي كان إلى يمينه طالبا منه المغفرة وان يذكره في ملكوته بقوله "ستكون معي الليلة في الفردوس " لقد فهم اللص عمق هذا الحب الذي يقدمه يسوع من اجلنا فطلب المغفره من المخلص ورد يسوع عليه بالقبول . فأعطى السعادة الأبدية للإنسان الذي يدرك مدى محبة الله له ، ووعد يسوع للإنسان الخاطئ برفعه الي المجد ، لأنه أدرك حقيقة يسوع وآمن به وأدرك حقيقة الرجاء وكيف يعيشها مقدما نفسه عنا علي الصليب
ورأى الأب مبارك في قول يسوع ليوحنا قبل أن يسلم الروح "هذه امك وقال لمريم هذا ابنك " بأكبر فعل تقدمة حب يقوم بها يسوع من أجل الانسان لأن جميع من يتبعه هم إخوته وقال لمريم أمه تلاميذي أصبحوا اولادك. وقال يسوع لتلاميذه " هذه امي وأصبحت الآن امكم جميعا " وبهذا القول يؤكد مدى عمق محبته لنا، داعيا كل منا لعيش المحبة بصدق أي أن "تفهموا أهمية المحبة في ما بينكم انطلاقا من الصليب الذي اعيشه " وختم الأب مبارك بالقول : " كلنا يدرك أهمية الكلمة التي يتفوه بها الإنسان في لحظاته الأخيرة ومدى وقعها على الناس الذين يسمعونه فاسمعوا وآمنوا".
المتن الأعلى
تتوالى احتفالات دير مار الياس- الكنيسة (المتن الاعلى) بالأسبوع المقدس، وفي هذا الإطار ترأس الأب الدكتور نجيب بعقليني رئيس الدير ورئيس "جمعيّة عدل ورحمة" الاب الدكتور نجيب بعقليني رتبة سجدة الصليب في كنيسة الدير، القى خلالها عظة قال فيها: "نعم مات الله وعبَر من هذه الحياة إلى الأبديّة. الموت معه ليس حاجزًا أمام الحياة بل جسر عُبور إليها. فموته يُقيم كلّ مؤمن على مثاله. هو يوم الموت والقيامة معًا".
وتساءل: "هل إيمانُنا راسخ بأن الرَبّ مات وقام؟ هل نؤمن حقًا بأن موتَنا هو عُبور إلى القيامة؟" أضاف: "يدعونا هذا الحَدَث العظيم، يوم الجمعة العظيمة، إلى العودة إلى الذات، والوقوف برَهبة أمام آلام السيد المسيح وموتِه على الصليب، كفّارةً عن خطايانا ومعاصينا وأمراضِنا وأوجاعِنا ورذائلنا المتنوعة والكثيرة. ألا تحثّنا "حالة" المسيح، أيّ عذابه وموته إلى الصَّمت والتأمُّل والصَّلاة، والندم، والشُّعور بالذنب، وتحضير أنفسنا لمُلاقاة الرَبّ عندما يدعونا إلى الحِساب؟ تابع: " نعم مات الله في القُلوب بعدما سيطرت عليها الرذيلة والشرّ والضغينة والقتل والتدمير، وما نشهد في بلادنا وفلسطين صورة جلية عن "قتل" الرحمة والتعاضُد والتضامُن. نعم، مات الله في ضمائر البعض، الذي لا يعي، للأسف، أهميّة القِيَم والمبادئ، في مسيرة الحياة الإنسانية، ويجهل ثِمارها".
وختم: "اختبر المسيح صليبَ الآلام، وهو يُدرك ثقلَ صِلباننا وكم نرزح تحتها. دعوتُنا اليوم للاقتداء بالمسيح الفادي، كي نحمِل صليبَنا وننطلقَ نحو الملكوت بمسيرة صوم وصلاة ومحبّة وعطاء. أعطنا يا ربّ أن نعيش الآمَ صليبنا بأمانٍ ورجاء، من دون يأس أو استسلام، فنستحقّ أن نعبُر معك إلى القيامة والحياة الأبدية".