قال وزير الداخلية بسام مولوي، إن أصابع الاتهام في قضية قتل الصرّاف اللبناني محمد إبراهيم سرور، تتجه إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، وذلك بعد استدراجه إلى شقة في منطقة بيت مري بمحافظة جبل لبنان.
وعُثر على جثمان "سرور" (57 عاماً)، الثلاثاء، الماضي، بعدما أُطلِق عليه عدة أعيرة نارية، داخل شقة في بلدة بيت مري المطلة على بيروت.
وفقدت عائلة "سرور" الاتصال به منذ الثالث من الشهر الحالي، وكان بحوزته مبلغ مالي لم يسرقه منفذو الجريمة.
واعتبر مولوي في مقابلة مع "الشرق"، أن استهداف "الموساد"، لـ"سرور" مرتبط بنشاطه، مضيفاً: "كنت على اتصال بفريق التحقيق، وكل المعطيات تشير إلى أن سرور كان هدفاً أمنياً، ولهذا تم تصفيته بهذه الطريقة".
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في آب 2019، عقوبات على سرور وأربعة أفراد آخرين، وقالت إنه كان "مسؤولاً عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنوياً" من "فيلق القدس"، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، إلى "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال مولوي إن "التحقيقات مستمرة، وتُجرى بواسطة شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي"، لافتاً إلى أنه تم العثور على الجثة وأدوات الجريمة"، وهي "مسدسان والقفازات المستعملة في عملية القتل"، فيما يتتبع المحققون حالياً "التحركات منذ فقدان الاتصال بسرور"، وفق الوزير.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، أن الجناة وضعوا الملابس والقفازات والمسدسين في أوعية مملوءة بالمياه ومساحيق التنظيف، من أجل مسح البصمات.
كذلك، قالت المصادر إن المتورطين تركوا مبلغ 6500 دولار للتأكيد أنهم ليسوا "قُطّاع طرق".
جريمة في "40 دقيقة"
ورجحت التقديرات الأمنية، وفق ما ذكرت مصادر "الشرق"، أن الفرقة التي نفذت عملية القتل، استغرقت 40 دقيقة لتنفيذ الجريمة.
وفي التفاصيل، تلقى سرور اتصالاً على هاتفه من سيدة بلهجة لبنانية ادّعت أنها تنتظر حوالة مالية من العراق، طلبت منه إيصالها إلى منزلها في منطقة بيت مري، بحجة أنها خضعت للتوّ لعملية جراحية.
وأفادت التقارير أيضاً أن سرور قصد البيت للمرة الأولى مع ابن شقيقه، وقصده للمرة الثانية لإيصال مبلغ الحوالة حيث تمت تصفيته.
وأضافت المصادر أنه تم الاستيلاء على هاتفه وكلمة المرور، بعد استجوابه تحت التعذيب قبل قتله.
وأصيب سرور بتسع رصاصات في أنحاء مختلفة من جسده، من بينها إصابات تشير إلى أنّ من استجوبوه أطلقوا النار على أطرافه لإرغامه على الكلام وانتزاع معلومات منه، قبل تصفيته، وفق ما ذكرت المصادر.
وبخصوص الوسائل المستخدمة في الجريمة، قالت المصادر إن الجناة عمدوا إلى وضع ملابس وقفازات ومسدسين في أوعية مليئة بالمياه وبمسحوق تنظيف لمحو البصمات، وذلك من أجل تنظيف مسرح الجريمة.
وأشارت المصادر إلى أن "المنفذين غادروا لبنان فوراً"، ويعتقد المحققون الأمنيون أنهم غادروا عبر البحر.
"خيوط متشابكة"
وفي سياق حديثه، قال مولوي لـ"الشرق": "نقوم بكل شيء لتتبع كل ما يمكن فعله لاسترجاع الأدلة، وقد يصل التحقيق لغاية مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لمعرفة حركة الدخول والخروج في الأوقات المشبوهة".
وأضاف مولوي: "نتتبع كافة التحركات التي سبقت فقدان الاتصال بسرور، منذ استئجار الشقة في بيت مري من قبل أشخاص استعملوا هوية مزورة أرسلوها عبد الهاتف، ومحاولة استئجار شقة أخرى في منطقة الحازمية"، إضافة إلى "المرأة التي استعملت هاتفها مرة واحدة، واستدرجته إلى بيت مري، وطريقة دخول وخروج الذين نفذوا العملية".
وأشار وزير الداخلية إلى أن التحقيقات "حتى الآن لم تحدد من الهويات الصحيحة لمنفذي العملية، هناك خيوط كثيرة، ويجب أن يصل التحقيق لنتائج جيدة".
كذلك، ذكر المولوي في تصريحاته لـ"الشرق"، أنه جرى "توقيف عدد كبير من الشبكات التي تتعامل مع العدو الإسرائيلي" خلال العام الماضي والعام الحالي في لبنان.