نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً قالت فيه إن "حزب الله" يحاول حفظ ماء الوجه بعد أكثر من 200 يوم على نشوب الصراع بينه وبين إسرائيل.
واعتبر التقرير الذي ترجمه "لبنان24" أن "حزب الله" انضم إلى هجمات حركة "حماس" ضد إسرائيل بعد 7 تشرين الأول الماضي، محاولاً بشكل أساسيّ فتح حرب محدودة مع إسرائيل، لكن ما حصل هو أن هذا الصراع امتد لفترة أطول مما توقعه الحزب على الأرجح، إذ فقد الأخير مئات المقاتلين التابعين لديه وسط صعوبة استبدال الكثيرين منهم، بحسب الصحيفة.
ولفت التقرير إلى أنَّ الحزب يمتلك "ترسانة كبيرة" من الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار، موضحاً أنّ الحزب هو "أكبر من أن يفشل" كوكيل إيراني أساسي في المنطقة، وأضاف: "إيران لا تستطيع تحمل تكاليف إدخال الحزب في الصراع حشية من تدميره. ومن ناحيةٍ أخرى، تريد إيران أن تُبقي الحزب مثل سيف مُسلط إلى الأبد على رقبة إسرائيل ويهددها باستمرار لكنه لا يسقط عليها".
واعتبر التقرير أن هذا الأمر يُمثل معضلة، مشيراً إلى أنه في حال أبقت إيران على "حزب الله" عند حدود إسرائيل، فسوف تكون هناك دائماً مناورات حربية محدودة، وهذا على الأرجح من مصلحة إيران، ويضيف: "فعلياً، فإن طهران تريد مهاجمة إسرائيل إلى الأبد على جبهات متعددة من دون عقاب، والأساس من وراء ذلك هو إضعاف إسرائيل ببطء".
وتقول "جيروزاليم بوست" إنّ لـ"حزب الله" مصالح أخرى، وتشير إلى أنّ الأخير يصعد هجماته ضد إسرائيل في وقتٍ يرى فيه مع إيران إنّ الصراع القائم مع إسرائيل يسير وفقاً لمبادئ توجيهية أو "قواعد معينة".
وبحسب التقرير، فإن إيران ترغب في إبقاء مخزون "حزب الله" حاضراً وبشكل معقول إلى أن تشن إسرائيل عملية عسكريّة في رفح، وذلك لأن إيران تريدُ دائماً أن يكون لديها خيار فتح حرب على جبهتين ضد إسرائيل، على أن تستخدم "حزب الله" كرادعٍ ضد أي عملٍ عسكري إسرائيليّ.
ويرى التقرير أنّ "قوة الردع" لن تنجح إلا إذا ظلّت القوة، وبالتالي فإنّ الضعف سيقوض فعالية تلك القوة، ويضيف: "لذلك، على حزب الله أن يبقى قوياً في موقفه حتى يتمكّن من القيام بالدور الذي تريد إيران أن يؤدّيه".
كذلك، يتحدث التقرير عن "تحديات أخرى" يواجهها "حزب الله"، وأساسها هو أن عليه أن يقيم توازناً بين هجماته اليومية على إسرائيل ومصالحه في لبنان، ويتابع: "كثير من اللبنانيين لا يؤيدون حزب الله، وعلى النقيض من حركة حماس في غزة، فإنّ الحزب لا يحظى بحلفاء غربيين رئيسيين يقفون بناحيته، وبالتالي فإن الحزب أضعف من حماس في بعض النواحي. فعلى سبيل المثال، لا يقيم قادته في الدوحة أو يسافرون إلى تركيا وإيران بسهولة تامة".
وأكمل: "كذلك، فإن للحزب ناخبون شيعة محليون وعليه أن يتعامل مع المشهد السياسي الطائفي المعقد في لبنان. وعلى النقيض من ذلك، فإنّ حماس تسيطر على مستوى الشارع في غزة، ولها مخالب عميقة داخل المنظمات الدولية التي تعمل داخل القطاع، فيما حزب الله لديه أياد عميقة في لبنان لكن نطاقها يتوقف عند عوامل أخرى تفرض نفسها".