تسلم لبنان رسميا امس الورقة الفرنسيّة المعدّلة الرّامية إلى خفض التّصعيد ووقف القتال في الجنوب، بعدما كانت الرئاسة الفرنسية قد أعدّت التّعديلات على الورقة الأصليّة، في ضوء ملاحظات المعنيّين والاجتماع الّذي عُقد بين الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
ومن المقرر أن تنشط الاتصالات الرسمية بشأن الرد اللبناني على الورقة، علما ان رئيس الحكومة كان اعتبر خلال استقباله وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه الاحد "أن المبادرة الفرنسية تشكل إطاراً عملياً لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملاً، مع المطالبة بالتزام إسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالإضافة الى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود".
ووسط تكتم رسمي شديد على مضمون الورقة الفرنسية في انتظار عقد سلسلة اجتماعات رسمية لمناقشتها والرد عليها، بدا لافتا استقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصرا السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بعد اقل من أربع وعشرين ساعة من لقاء ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسي. وأفاد بيان رئاسة الحكومة ان ميقاتي بحث مع ماغرو نتائج زيارة الوزير سيجورنيه الى لبنان الأحد الماضي والأفكار الفرنسية الجديدة في شأن الوضع في جنوب لبنان".
في المقابل، تعكف الدوائر المختصة في رئاسة الحكومة على استكمال التحضيرات للزيارة الرسمية المشتركة التي سيقوم بها الخميس المقبل الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين .
ووفق اوساط حكومية معنية فان محادثات رسمية سوف تعقد في السرايا بعيد وصول الضيفين قبل ظهر الخميس يليها لقاء اعلامي مشترك مع رئيس الحكومة لشرح نتائج الزيارة، على ان يقيم رئيس الحكومة مأدبة غداء تكريمية للوفدين القبرصي والاوروبي. وستشمل الزيارة ايضا اجتماعا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس اعلن في حديث قبل ايام انه سيتوجه مع رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى لبنان للإعلان عن مبادرة للتوصّل الى اتفاقية تتضمن حزمة مالية أكبر من ذي قبل من الاتحاد الاوروبي للتعامل مع اللاجئين غير المرغوب في دخولهم الى دول التكتل، وستشمل ايضاً دعم المؤسسات مثل القوات المسلّحة اللبنانية، وأنّ ذلك سيكون من ضمن خطة طويلة الأمد".
وأوضح أن الهدف ليس مساعدة لبنان فقط في التعامل مع اللاجئين حتى لا يصل المزيد منهم الى قبرص، انما ومن خلال الاتفاقية، فإنّنا نريد ان نظهر دعم الاتحاد الاوروبي للبنان، وأن العمل سيتم بشكل ثنائي لوقف التدفّق المفرط للمهاجرين الى الجزيرة.