احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بقيامة المسيح في قضاءي مرجعيون وحاصبيا، وأقيمت القداديس ورتبة الهجمة في كنائس الرعايا الارثوذكسية، بمشاركة المؤمنين بالزياحات. وألقيت عظات دعت الى الصلاة من أجل قيامة لبنان.
وترأس راعي الابرشية المطران الياس الكفوري قداس العيد في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في حاصبيا وعاونه لفيف من الكهنة في حضور وزير الشؤون الاجتماعية في وزارة تصريف الاعمال هيكتور حجار، النائب ملحم خلف، النائب فراس حمدان، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا ومخاتير حاصبيا وممثلين عن حزبي الكتائب والقوات اللبنانية وحشد من المؤمنين.
وألقى عظة من وحي القيامة جاء فيها: "نحتفل اليوم بعيد القيامة المجيدة وسط ظلام يلف العالم من أقصاه الى أقصاه. من قلب هذا الظلام ينبلجُ نورُ القيامة ليضيء العالم بأسره بنور الرب. يأتي النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتٍ الى العالم. فيصبح المؤمن بالقيامة نوراً للعالم: "أنتم نور العالم لا يمكن أن تَخفى مدينةٌ موضوعة على جبل . ولا يوقدون سراجاً ويضعونهُ تحت المكيال بل على المنارة فيضيءُ لجميع الذين في البيت"(متى 5 : 14). قام المسيح متمماً نبوءات العهد القديم محققاً مشيئة الله الأزلية بخلاص الانسان ومانحاً إيانا الحياة الأبدية. قيامة المسيح ليست مجرد حدث تاريخي تمً قبل أكثر من ألفي سنة. بل هي غاية التاريخ ووجهته في آن واحد؟ إنها أساس إيماننا وجوهر حياتنا وفحوى هويتنا المسيحية." وإن لم يكن المسيح قد قامَ فباطلةٌ كرازتُنا وباطلٌ أيضاً إيمانُكم" (1كو 14: 15). قلنا في أحد الشعانين إن المسيح دخل أورشليم ملكاً متواضعاَ جالساً على جحش ابن أتان حسب النبوءات التي كانت تتحدث عن المخلص ( الماسيا المنتَظر) الذي يأتي ليخلًص " شعبي إسرائيل". قال إنجيل يوحنا "إلى خاصته أتى وخاصته لم تقبله .وأما الذين قبلوه فأعطاهم أن يكونوا أولادا لله. الذين يؤمنون باسمه.( أي أعطى الذين يؤمنون باسمه أن يكونوا أولاداً لله.) "الذين وُلِدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئةِ جسدٍ ولا من مشيئةِ رجُل بل من الله" ( يوحنا 13:1 ) إذاَ، هناك تغيير حصل: خاصته (أي الشعب الإسرائيلي) لم تقبله. أي أن الشعب الذي أتى يسوع ليخلصه رفضه. لذلك هو اختار شعباَ آخر. "أتى إلى الأمم" كما يقول بولس الرسول. "لأن الناموس بموسى أُعطيَ، وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا." موسى أتى بالناموس وفيه الوصايا العشر: لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك.... الخ. أما يسوع المسيح فقد أتانا بالنعمة والحق. لذلك قال: "اعرفوا الحق والحق يحرركم" ( يوحنا 8: 32). إذا هناك نقلة نوعية. عبور( كلمة فصح تعني عبور). في عيد الفصح المجيد عبرنا من عهد الناموس الى عهد النعمة. ومن الموت الى الحياة، ومن الأرض الى السماء كما نقول في قانون الفصح.( يرمز إلى ذلك عبور الشعب العبراني البحر الأحمر إلى أرض الميعاد)"
أضاف: "إذاً، الذين آمنوا باسمه أعطاهم سلطانا أن يكونوا أولادا لله. هؤلاء من الله ولدوا. ما يعني أن الفصح، بالإضافة إلى كونه عبوراً، هو ولادة ثانية. هو معمودية النور, في المعمودية يولد الإنسان ولادة ثانية، يتجدد. يخلع الإنسان العتيق الفاسد، ويلبس الجديد، المتجدد على صورة خالقه. في المعمودية يسأل الكاهن "العراب" ( أي كفيل الطفل): هل تقبل المسيح؟ ثلاث مرات. وبعد أن يقول: نعم قبلت المسيح" يُسأل :"وهل تؤمن به؟" .فيجيب:" أؤمن به أنه ملك وإله". ويتلو دستور الإيمان. أي إن العراب ( باسم الطفل) قَبِلَ المسيح. لذلك يقول يوحنا " كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يكونوا أولادا لله".
وتابع: "نسأل الله في هذا العيد أن يجعلنا من هؤلاء "الذين قبلوه" وأن يجعلنا أبناءه فعلاً. فنسلك عندئذ في حرية أبناء الله كما قالت رسالة الميلاد:" فلستَ بعد عبدا بل أنت ابن. وإذا كنتَ ابناً فأنتَ وارث لله بيسوع المسيح". (غلاطية 4:4). في القيامة أصبحنا أبناء الله بالتبني. عندما أقامنا معه بقيامته كما قالت رسالة رومية. في عيد القيامة المجيدة نرجو قيامة لبنان. نصلي في هذا العيد ليحل السلام في العالم ويعود الاستقرار الى الشرق الأوسط. نصلي كذلك من أجل أن يرسل الله نوره الإلهي الى لبنان ليمحو الظلام المعشش فيه. وينيرُ قلوب وعقول أبنائه فيعود السلام والوئام اليه. نسأل الناهض من القبر أن ينهي آلام المضطهدين والمشردين وضحايا الحروب الدائرة في العالم. ويحل سلامه الإلهي بدل هذه الحروب. كما نطالب بوقف فوري لإطلاق النار في فلسطين وفي لبنان. وكذلك وضع حد للاقتحامات اليومية الدائرة في الضفة الغربية. وفي الأراضي المقدسة. والتعديات التي يقوم بها المستوطنون الغرباء ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق. كما أننا نطالب بوضع حد نهائي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان والقصف العشوائي لبيوت المدنيين وأرزاقهم وتهديم البيوت على رؤوس أصحابها. ووقف انتهاك القوانين الدولية".
وختم: "كما نطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 تطبيقا كاملا من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. نحيي بهذه المناسبة انتفاضة الجامعات في العالم. وفي طليعتها الجامعات الأميركية والأوروبية. لعل الضمير العالمي يصحو. ويعيد الحقوق إلى أصحابها ويتذكر أن هناك شعبا بأكمله( الشعب الفلسطيني) تَشردَ وطُردَ من دياره، وأُقيم عوضا عنه شعب آخر يحتل هذه الأرض ويعيث بها فسادا. كما نذكر بمرور عقد وعام على خطف أناس أبرياء. لا ذنب لهم سوى أنهم مسيحيون وعلى رأس هؤلاء مطرانا حلب بولس ويوحنا. أعادهُ الله عليكم بالخير والصحة والبركة .المسيح قام. حقاً قام".
كذلك احتفلت كل من بلدات دير ميماس، برج الملوك، جديدة مرجعيون، إبل السقي، الماري وراشيا الفخار بقداس عيد الفصح، راجية العظات قيامة لبنان وحلول السلام في جنوب لبنان والعالم.