لا يتعلّق هذا المقال بالنساء حصراً، بل يعني الرجال أيضاً. فصحة الجلد أمر يهمّ الجميع لأنها مرآتنا أمام الآخرين. لذا، في حال سبق لك أن لاحظت ظهور بثرة جديدة أو أن بشرتك شاحبة اللون أو فيها شوائب، فاسأل نفسك عمّا تتناوله من طعام، لأنه قد يكون السبب وراء المشاكل التي تعاني منها.
لم تحظ التعديلات الغذائية عموماً باهتمام كبير في علاج الأمراض الجلدية. ومع ذلك، فقد اكتشفت الدراسات الحديثة وجود صلة قوية بين مختلف الأمراض الجلدية والتغذية.
ما هي الأطعمة المفيدة للبشرة؟
وفي هذا الإطار، أشارت أخصائية التغذية نغم طنوس إلى أن الطعام الصحي الذي يغذي الجسم بشكل عام، هو بدوره مفيد جداً لصحة البشرة، وتحديداً، الطعام المضادّ للإلتهاب.
وفي مفاجأة علمية بالنسبة للكثيرين، كشفت طنوس عبر "لبنان 24" أن أحدث الدراسات أثبتت أن السكر السريع والطحين الأبيض ومنتجات الألبان كالحليب والأجبان، هي من أكثر الأصناف التي تعزز الحصول على حب الشباب، وليس فقط الطعام الحارّ والشوكولا كما هو الشائع.
إلى ذلك، الفيتامينات لا مفرّ منها في حال كان هدفك الحصول على بشرة صافية وصحية. فلصناعة الكولاجين، بحسب طنوس، يجب استهلاك الفيتامين A او البيتا- كاروتين الموجود في الحشائش الخضراء كالبقلة، النعنع، السبانخ، بالإضافة إلى الخضار والفاكهة ذات اللون الأصفر والبرتقالي، الفليفلة الحلوة الصفراء، الشمام وسواها.
كما أن الفيتامين C هو دواء للبشرة إذ يدخل بدوره في صناعة الكولاجين، وهو موجود في الفاكهة الحمضية كالليمون، الأفندي، الغريفون، البوملي، الكيوي، الفريز، البندورة، البقدونس، كما أنه لتعزيز الكولاجين أيضاً، يجب تناول مرقة اللحم والدجاج بعد غليها مع عظامها، وفق طنوس.
علاوة على ذلك، شرب المياه مهم جداً ولا يمكن الإستغناء عنه لترطيب البشرة من الداخل، لذا يجب شرب ما لا يقلّ عن 2 ليتر يومياً. وفي نصيحة سريعة، دعت طنوس كل شخص أي يضرب وزنه بـ0.03 لمعرفة كمية المياه التي يحتاجها جسمه في اليوم. مثلاً، إذا كان وزنك 60 كيلوغراماً، ما عليك فعله هو 60*0.03= 1.8 ليتر من المياه بشكل يوميّ.
وفي هذا الإطار، شددت طنوس على أن الفاكهة والخضار والشوربات، والكوكتيلات الطبيعية من دون سكر مضاف غنية أيضاً بالمياه، إلا أنها تحتوي على سعرات حرارية أعلى.
أما عن الأطعمة المضادة للأكسدة فهي موجودة في كل ما هو أحمر أو بنفسجي كالتوت، التين، العنب، بالإضافة إلى الزيوت المفيدة أي الأوميغا 3 الرائعة جداً للبشرة والموجودة في الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، فضلاً عن المكسرات النيئة وزيت الزيتون والأفوكا.
ودعت إلى الابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين، تناول الزيوت المهدرجة المضرة جداً للصحة، واستهلاك المقالي، مشددة في الوقت عينه على أهمية النوم باكراً في جوّ هادئ ومريح لمدة لا تقل عن السبع ساعات.
دور النظام الغذائي في علاج الأمراض الجلدية المختلفة
تُعرف العناصر الكيميائية الموجودة في الأطعمة بالعناصر الغذائية. ويمكن للعديد من أوجه القصور في الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية أن تنتج أعراضاً جلدية يمكن ملاحظتها.
سرطان الجلد: أظهرت العديد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضروات يقلل من الإصابة بالسرطان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسرطان الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية. فتناول مضادات الأكسدة الغذائية والمواد الكيميائية النباتية في شكل أطعمة كاملة، وخاصة الفواكه والخضروات، أظهر نتائج واعدة ويجب تشجيعه.
شيخوخة البشرة: التغييرات في الكولاجين والألياف المرنة في الجلد، والتي تتأثر هي نفسها بالطعام، ترتبط بترهل الجلد وفقدان مرونته. على وجه التحديد، يمكن أن يؤدي استهلاك السكر إلى تسريع مؤشرات الشيخوخة لأنه يحفز الارتباط المتبادل لألياف الكولاجين. وركزت العديد من الدراسات البحثية أيضًا على الأطعمة التي قد تبطئ عملية شيخوخة البشرة، وتشمل الأعشاب والتوابل مثل الأوريغانو والقرفة والقرنفل والزنجبيل والثوم، بالإضافة إلى المواد الكيميائية التي تتواجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه والخضروات، مثل حمض ليبويك.
حب الشباب: على الرغم من قلة عدد الدراسات التي تدرس العلاقة بين التغذية وحب الشباب، إلا أن هناك أدلة على أن النظام الغذائي يلعب دورًا في ظهوره وعلاجه. بناءً على مجموعة متنوعة من الأبحاث، هناك أدلة دامغة تدعم مشاركة منتجات الألبان والأنظمة الغذائية ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع في تنظيم المتغيرات الهرمونية والالتهابية، والتي يمكن أن تزيد من انتشار حب الشباب وشدته. كما يرتبط الاستهلاك المنتظم لأحماض أوميغا 3 الدهنية والوجبات الغذائية ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض والنظام الغذائي المنخفض بالانخفاض الكبير في حب الشباب.
الصدفية: هي حالة التهابية يبدو أنها تتفاقم بسبب اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات. قد تكون حساسية الطعام أو اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة غير متوازنة من أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3 الدهنية جزءًا من نظام غذائي التهابي. من هنا، يساعد النظام الغذائي الخالي من الغلوتين في علاج هذا المرض الجلدي. كما أنه من المستحسن أن يتبع مرضى الصدفية نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية ومنخفض البروتين.