لن يفارق حلم "النحافة بلا مجهود" كلّ محبّ للأطعمة الشهيّة، فما بالكم حال هؤلاء في لبنان، حيث "اللقمة الطيبة" وكرم الضيافة شعار الاستقبال. ومع تطوّر التقنيّات الحديثة، برزت صيحة "تفتيت الدهون" وخسارة الوزن بلا تعب وامتلأت منصات مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لمشاهير يروّجون لهذه التقنيّات، مبشّرين بنائج مبهرة لمعتمديها.. هكذا انطلق "تراند تجميد وتفتيت الدهون" في لبنان، وبعد ان كان ارتياد صالات "الجيم" موضة وبعدها اعتماد نظام "الكيتو" رائجاً، أصبحت جلسات تفتيت الدهون حديث الساعين لجسم "ملائم" للصيف.
في الفترة الأخيرة، إزداد الإقبال في لبنان على عيادات "تذويب الدهون"، حيث تستخدم أحدث طرق التخسيس من دون جراحة أو جهد يذكر. الأمر بالنسبة للعديد أشبه بحلم يتحقق.. جسم مثالي وصحيّ بلا تدخّل جراحي! لكن تريّثوا.. لم تكن النتائج على قدر تطلّعات العديد؛ خيبة كبيرة بوهم "التنحيف السريع السهل" أصابت عدداً منهم، فيما البعض الآخر كان راضياً بما أحدثته تقنيات الإذابة من تغيير في شكله الجسدي.
جلسات "التنحيف" الرائجة في لبنان
عيادات عدّة لـ"التنحيف بالطرق الحديثة" افتتحث في لبنان مع انتشار الصيحة الجديدة، مصطحبة معها موجة من المصطلحات المرتبطة بأنواع الجلسات كتقنية الراديو فراكوانسي، الكافيتيشن (Cavitation)، التدليك الهوائي (Air Massage)، تفتيت الدهون بالليزر وحقن الميزوثيرابي.
هذه "الكلينيكات" تستخدم تقنيات مختلفة لإذابة الذهون وتفتيتها ثمّ التخلّص منها؛ فتقنية الراديو فراكوانسي مثلاً تتلخّص بانتاج طاقة قوية من ترددات الراديو ما يؤدي الى تسخين الكولاجين الموجود في طبقات الجلد العميقة ويؤدي الى إذابة الطبقات العليا من الدهون المتراكمة تحت الجلد. أمّا تقنية الكافيتيشن، وهي الأكثر رواجاً وتعتبر الأقوى مفعولاً، فهي تعتمد على موجات فوق صوتية قوية قادرة على إحداث تغيير في الضغط الموجود بين داخل وخارج الخلية الدهنية، ما يحدث شروخاً وتشققات في تلك الدهون ويتسبب بتفتيتها.
ومن التقنيات "التراند" في لبنان أيضاً، المساج الهوائي، وهو التخسيس بواسطة جهار "بخار الهواء" الذي يزيد معدل حرق الدهون بالجسم، سرعة التخلص منها دون جهد.
بالإضافة الى هذه الأساليب، يلجأ البعض في لبنان الى حقن الميزوثيرابي لعلاج السيلوليت وتفتيت الدهون المتراكمة في منطقة البطن والأرداف تحديداً.
أما عن كلفة "التخسيس السريع" فهي "باهظة"، وفقاً للمصادر التي تشير لـ"لبنان 24" الى أن جلسة الكافيتيشن الواحدة لا تقلّ عن 50 دولاراً، فيما جلسة "تجميد الدهون" (Fat freezing) تبلغ 150 دولاراً، مع العلم الى أن عدد الجلسات قد يتخطّى الـ15 جلسة في بعض الحالات لنيل النتيجة المرغوبة.
"تراند" زائل أم "حلّ سحري" فعّال؟
"النتيجة السريعة لن تكون دائمة وستزول بسرعة أيضاً" هذا ما تؤكّده المدرّبة الرياضية هبة، وهي من الذين اختبروا هذه التقنيات، بحثاً عن اجابات حول منافعها وفعاليّتها بعدما أصبحت "صيحة" وحتى "اوفر رايتيد".
وتوضح المدرّبة في حديثها لـ"لبنان 24" أنه "للحصول على جسم صحّي وسليم بشكل دائم لا بدّ من اعتماد نمط حياتي غذائي سليم، وهذا ما يبرّر ما يحصل داخل هذه العيادات، اذ انها الى جانب التقنيات الحديثة، تحثّ روّادها الى اعتماد نظام غذائي صحي اضافة الى القيام بالتمارين الرياضية" للوصول الى النتيجة المرجوة سريعاً".
وتضيف: "لا تخفي هذه العيادات الحاجة الى الرياضة و"تنظيم الغذاء"، فلدى ارتياها يخبر "الاختصاصيون" المتواجدون فيها العملاء بان من دون اتباع نظام غذائي صحي منظم لن يحصلوا على النتيجة المطلوبة"، وتكمل: "في بعض العيادات المعروفة، يكون الأمر أكثر حزماً لجهة النظام الغذائي، اذ يطلب من العملاء تناول الصويا واتباع حمية قاسية".
وتلفت المدربة الرياضية الخاصّة (PT) الى أن "مفعول هذه التقنيات، بمعظمها، يكون لمدة زمنية لا تتخطى الشهرين وبعد ذلك على الشخص العودة للجلسات وتكبّد المزيد من التكاليف للحصول على "الحجم والشكل" المبتغى"، مؤكدة أن الحلّ الأمثل والأفضل يبقى بالطرق التقليدية أي بالمواظبة على ممارسة الرياضة مع الاعتماد على نظام غذائي متوازن.
يمكن القول الّا أضرار صحية من تقنيات التنحيف "الحديثة" والرائجة ولكن لم يرغب بجسم صحي دائم، لا غنى عن الرياضة الى جانب أسلوب غذائي صحي.. لا "تنغشّوا" بالنتائج السريعة فالـ"ترند" يزول ويستبدل بـ"تراند" آخر، بحسب قول المدربة هبة.