بات واضحا ان البحث في الملف الرئاسي علق إلى ما بعد عيد الاضحى بعدما اقفل على لا قرار في موضوع التشاور وربطه بضمانات، ما يعني أن ما من خيار وسطي، وقد يدفع ذلك بالملف إلى المزيد من التأزم، حتى أن العاملين على الخط الرئاسي غير متفائلين بقرب الحل.
وانطوت بالتالي صفحة التحركات النيابية، وكأن شيئاً لم يكن، بالنظر الى صعوبة التوافق على آلية تنتج رئيساً للجمهورية، او حتى الاقتراب من خطوة عملية.
وتطرق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء بالامس ، الى مناسبة مرور سنة على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية دون جدوى، معتبرا ان الحوار هو الأساس لانتخاب رئيس واعادة الاستقرار والانتظام في عمل المؤسسات.
اكدت مصادر كتائبية لـ«الديار» بانها ليست ضد مبدأ الحوار ولا تتوقف عند من سيترأسه لان هذه الامور ثانوية علما ان الرئيس نبيه بري ترأس حوارات عدة ولم يخرج احد ليعتبرها عرفا جديدا. اما ما يهم حزب الكتائب هو المشاركة في حوار يصل الى نتيجة اي ينهي الشغور الرئاسي ولكن اذا كانت الدعوة للحوار قائمة على اساس ان الفريق الاخر غير مستعد لتقديم تنازلات عبر التخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا يريد ان يلاقي المعارضة بالليونة التي اظهرتها تجاهه عبر التخلي عن مرشحها ميشال معوض والقبول بعدم الاستمرار بترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مقابل الذهاب الى الخيار الثالث فان هذا الحوار معدوم وسيكون مضيعة للوقت.
واشارت هذه المصادر الى ان حزب الكتائب وجه عدة اسئلة خلال لقائه الرئيس بري وايضا في اجتماعه مع النائب جبران باسيل ان الاكثرية المسيحية ترفض ان يكون سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية فهل سيستمر الثنائي الشيعي بترشيح فرنجية؟ وفي حال لبت الكتائب دعوة الحوار برئاسة بري انما التشاور بين الافرقاء فشل في تقريب وجهات النظر وردم الهوة بين المعارضة وبين فريق الممانعة فهل سيدعو بري لعقد مجلس النواب لحصول جلسات انتخابية ودورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان كما ينص الدستور؟ وهنا لفتت المصادر الكتائبية انه حتى اللحظة لم تحصل على اي جواب لطروحاتها وبالتالي لا تطور على الصعيد الرئاسي.
من جهة اخرى قالت اوساط مقربة من حزب الله ان كل المبادرات التي اطلقها اللقاء الديمقراطي والنائب جبران باسيل وكتلة الاعتدال لانهاء الشغور الرئاسي مشكورة ولكن للاسف لن تؤدي الى اختراق جدي في الاستحقاق الرئاسي لان الفريق الاخر لا يقبل بالحوار الا تحت شرط واحد وهو ان يتخلى الثنائي الشيعي عن مرشحه سليمان فرنجية وبالتالي اي حوار مشروط لا يؤدي بطبيعة الحال الى اي نتيجة بناءة.
ولفتت هذه الاوساط ان الثنائي الشيعي على دراية انه غير قادر على ايصال مرشحه الى قصر بعبدا والامر ذاته ينطبق على مرشح المعارضة نظرا للتحالفات السياسية القائمة حاليا. وعليه رات الاوساط المقربة من حزب الله ان الجميع وصل الى حائط مسدود في حين ان الانسداد يمكن كسره فقط عبر رفع الفيتو الخارجي عن فرنجية والذهاب الى الحوار مع جميع الافرقاء دون شروط مسبقة.
من جهته اعتبرت اوساط مقربة من التيار الوطني الحر ان الحوار ضروري لانتخاب رئيس للجمهورية وان ترأس الرئيس بري «التشاور» ليس عرفا بل وضع استثنائي علما ان هناك اعرافا كثيرة سيئة لم نسمع اي اعتراض عليها.