Advertisement

لبنان

لا حلّ الا بتحالف مسيحي؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
15-06-2024 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1212027-638540434388583448.jpg
Doc-P-1212027-638540434388583448.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تعاني القوى السياسية المسيحية من أزمات سياسية مركبة، ليس بالمعنى الشعبي او لناحية وضوح الرؤية السياسية، بل لجهة قدرتها على التأثير في ظل المتغيرات الداخلية والاقليمية الكبيرة التي حصلت في السنوات القليلة الماضية، اذ ان القوة الفعلية للمسيحيين في السياسة الداخلية ظهرت ما بعد العام 2005، اي بعد عودة الرئيس السابق ميشال عون من منفاه البارسي وخروج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من السجن، والانسحاب السوري من لبنان الذي كان مطلباً مسيحياً بشكل اساسي، وهذا ما عزز حضور المسيحيين في السلطة والدولة والادارة.
Advertisement

لكن، اضافة الى كل ما تقدم، كان الخلاف السنّي- الشيعي والانقسام الكبير بين القوى السياسية السنّية والقوى السياسية الشيعية عاملا اساسيا في بروز الدور المسيحي الذي شكل حاجة لا يمكن الاستغناء عنها لدى طرفي النزاع في السنوات العشرين الماضية، فكان حزبا "القوات" و"الكتائب" ضرورة لتيار "المستقبل" لتعزيز قوة "فريق الرابع عشر من اذار" النيابية والشعبية واعطاء هذا الفريق طابعاً وصورة وطنية، وهذا ينطبق ايضاً على "التيار الوطني الحر" وعلاقته بـ "حزب الله"، اذ كان يشكل الاول غطاء مسيحياً كاملاً للمقاومة في فترات مختلفة، إضافة إلى تعزيز الواقع الداخلي للحزب.

استفادت القوى المسيحية من هذا الواقع وانجزت خطوات كبيرة الى الامام وعادت الى الادارة اللبنانية بشكل كبير وكذلك الى المؤسسات الدستورية، فتم تعديل قانون الانتخاب وبات المسيحيون يتمثلون في الحكومة بأحزابهم الممثلة شعبياً، لكن هذا الواقع قد يتبدل في المرحلة المقبلة اذا لم تجد الاحزاب المسيحية بديلا عن التموضعات السابقة يساعدهم على الحفاظ على مكتسباتهم التي استعادوها في السنوات الماضية، خصوصاً أن تراجع حدة الخلاف السنّي- الشيعي في لبنان والمنطقة والمسار الذي تتخذه القوى السنّية والشيعية نحو التحالف سيضعف القدرة التأثيرية للاحزاب المسيحية في حال بقيت ضمن تموضعاتها السابقة.

اليوم يعاني كل "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من ازمة تحالفات، اذ ان "التيار" لديه خلاف كبير مع الاحزاب الشيعية ولا أفق لديه لتحسين علاقته بالشخصيات والقوى السنّية، وهو على علاقة عادية مع الشخصيات والاحزاب الاخرى، وهذا ينطبق على "القوات" التي خسرت التحالف الوثيق مع الحزب "التقدمي الإشتراكي" وخسرت في السنوات السابقة ايضاً العلاقة الايجابية مع غالبية الاحزاب والقوى والشخصيات السنّية، في ظل خلاف لم يتقلّص مع "الثنائي الشيعي"، اضافة الى كل ذلك لم يتقدم الحزبان، (القوات والتيار) نحو فتح باب الحوار الثنائي من اجل الوصول الى تحالف ثنائي متين.

لا يمكن للاحزاب المسيحية الاستمرار في ظل الظروف الحالية، والحفاظ على موقع مؤثر في النظام اللبناني الجديد الذي بني بعد الطائف على قاعدة الانكفاء السياسي للمسيحيين، الا في حال استخدمت سلاح الميثاقية، بمعنى اخر حق النقص للقرارات السياسية والتوجهات العامة، عندها لن يكون اي تفاهم داخلي قادرا على تخطي المسيحيين والذهاب الى قانون انتخاب جديد مثلاً لا يراعي الحضور المسيحي ومصالح الاحزاب المؤثرة، لكن هذا التقارب المسيحي-المسيحي بحاجة الى قرار واضح وتجاوز للمصالح السلطوية التي تتناقض في الكثير من الاحيان بين الاحزاب ذات البيئة الواحدة.

لا يمكن، وفق الظروف الحالية، ومهما حصل من تطورات في الداخل اللبناني وفي المنطقة اعادة المسيحيين الى مرحلة ما قبل العام ٢٠٠٥ سياسيا، بل على العكس ان ما استطاع المسيحيون استعادته لا يمكن خسارته بسهولة، لكن المعركة هي على مدى حفاظ هذه القوى على مستوى النفوذ والحضور نفسه وعدم تعرضه للقضم التدريجي..
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash