نفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس تورط بلاده في «أي شكل من الأشكال في الأعمال العدائية» ضدّ لبنان.
وقال رداً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ان «التصريحات التي تُقدِّم تصوراً بأن قبرص منخرطة في العمليات العسكرية، لا تبعث على السرور»، مؤكداً أن الجزيرة على اتصال مع الحكومتين اللبنانية والإيرانية.
وذكرت «الاخبار» ان المسؤولين القبارصة بدأوا مساء امس حملة اتصالات مع المسؤولين في لبنان، ويجري الحديث عن امكانية وصول مسؤول رفيع الى بيروت خلال الساعات القادمة لعقد اجتماعات مع مسؤولين رسميين وعسكريين لبنانيين.
واشارت" الاخبار"الى انه خلال المعركة الحالية الجارية في غزة، كشفت إذاعة الجيش، في نيسان الفائت، أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مناورات جوية في الأجواء القبرصية مع نظيره القبرصي تُحاكي هجوماً إسرائيلياً على إيران.
كذلك استقبلت الجزيرة اكثر من 25 الف مستوطن اسرائيلي انتقلوا مع اعمالهم الى الجزيرة، خصوصا العاملين في شركات التكنولوجيا. وسط تحذيرات امنية لهم بعدم الاختلاط مع العرب وتجنب التوجه الى الجزء الشمالي (التركي) من الجزيرة.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكد أنَّ «على إسرائيل أن تخاف» لأن «المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد ولا أسقف إذا فُرضت علينا الحرب»، و«العدو يعلم بأن عليه أن ينتظر المقاومة براً وبحراً وجواً، وأنه ليس هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومُسيّراتنا، ويعرف أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جداً، وكل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف». وأضاف: «لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي والقدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يشلّ أسس الكيان»، لافتاً إلى أن دخول الجليل يبقى احتمالاً «مطروحاً في حال تطور المواجهة». وحذّر الحكومة القبرصية من أن فتح مطاراتها في أي حرب للطائرات الإسرائيلية، «يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءاً من الحرب وسنتعاطى معها على هذا الأساس».
وفي كلمة له امس أعلن نصرالله أن «لدينا كماً كبيراً جداً جداً من المعلومات وما نُشر (في الفيديو الذي وزّعته المقاومة) في حيفا هو حلقة من ساعات طويلة من التسجيل»، مشيراً إلى أن لدى المقاومة «حلقات من مدينة ثانية وثالثة ورابعة، ولحيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا». وأضاف: «أننا قاتلنا بجزء من سلاحنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان بحسب المجريات، وطوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة، ولدينا عدد كبير جداً من المُسيّرات التي نصنّعها»، كما أن «لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة فوق حاجة الجبهة حتّى في أسوأ ظروف الحرب»، مشيراً إلى أن عدد المقاتلين في المقاومة «تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير». وكشف أن «قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا وعرضوا إرسال عشرات آلاف المقاتلين فأكدنا أن ما لدينا يزيد عما تحتاج إليه المعركة».
وشدّد نصرالله على أن المقاومة في لبنان «ستواصل تضامنها وإسنادها لغزة وستكون جاهزة لكل الاحتمالات ولن تتوقف عن أداء واجبها، والحل هو وقف الحرب في غزة». وأشار إلى أن «جبهة لبنان المُساندة تُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو»، ومن أوضح الأدلة على قوة تأثيرها «الصراخ الذي نسمعه من قادة العدوّ ومستوطنيه». ولفت إلى أنه «منذ بداية معركة إسناد غزّة عملت ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد، علماً أنه بحسب قادة العدوّ، أشغلت جبهة لبنان أكثر من 100 ألف جنديّ وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرّت القوات الكافية لهزيمة غزّة». وأكّد أن «جبهة لبنان حجبت قوات العدوّ عن المشاركة في غزّة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوفاً لدى العدوّ من دخول المقاومة إلى الجليل، الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطوّر المواجهة»، مشيراً إلى أن «الاحتلال يخفي خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط»، وأوضح أن جبهة لبنان، «إلى جانب استنزاف العدوّ هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتّى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة، وصورة العدوّ عسكرياً وأمنياً وردعياً انهارت، ويبدو جيشه مهزوماً منهاراً تعباً ومنهكاً». وأشار إلى أنه «ليست هناك حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على حدود لبنان وغزّة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة على إعماء العدوّ وإغلاق آذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة ميرون ساعة نشاء»، وشدّد على أن «كلّ ما تصل إليه أيدينا لن نوفّره ولم نوفّره».
وعن التهديد الصهيوني بالحرب الشاملة قال: «على مدى 8 أشهر لم يخفنا ذلك، ونحن حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره، ولذلك بقي مرتدعاً». وأضاف: «العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالماً من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائياً، ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير، ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان». كذلك «يعلم العدوّ أنه ليس قادراً على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق التي نفّذتها إيران. فرغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمُسيّرات إلى الكيان، فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات». وأكّد أنه «إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، والعدو وسيده الأميركي يعلمان أن شن الحرب على لبنان سيجر تداعيات في المنطقة والإقليم». ولمن يهوّل بالحرب، قال نصرالله: «لديّ قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضاً، أمّا نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة، وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا»، مشيراً الى أن «هذه أعظم معركة تخوضها الأمة منذ 1948 ولها أفق واضح ومشرق وستغير وجه المنطقة وستصنع مستقبلها».