نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مقال رأي ترجمهُ "لبنان24"، تحدث فيه عن الدور الأميركي القائم على خط الجبهة بين لبنان وإسرائيل، معتبراً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقترفُ خطأ كبيراً عبر حراكها الذي تقومُ به.
ويقول كاتب المقال إريك ماندل إنه "عند القراءة والاستماع إلى وسائل الإعلام الأميركية والغربية، قد تعتقد أن الأمر متروك لحزب الله ليقرر ما إذا كان سيقاتل إسرائيل في حرب شاملة في لبنان أو يهاجم قبرص، إذا كانت قبرص تدعم إسرائيل".
ويتابع: "هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت أن إسرائيل وحزب الله يلعبان بالنار، لكن لا أحد منهما يريد حرباً أخرى. كذلك، تقولُ وكالة رويترز للأنباء إن حزب الله يستخدم المزيد من ترسانته في صراعه مع إسرائيل حتى مع إعلانه عدم رغبته في خوض حرب شاملة. بدورها، تكتب صحيفة نيويورك تايمز أن الجماعة المسلحة [حزب الله] ستعاقب الدولة الجزيرة الصغيرة [قبرص] إذا سمحت لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لاستهداف لبنان".
وأردف: "عندما أقرأ العديد من المقالات، وأستمع إلى البرامج الصوتية، وأشاهد البرامج الإخبارية التي تتحدث عن برميل البارود في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فإن أياً منها تقريباً لا يذكر إيران باعتبارها العامل الحاسم في قرار حزب الله استهداف الكنيست الإسرائيلي في القدس أو محطة ديمونا النووية أو قرار إسرائيل بتحويل بيروت التي يسيطر عليها حزب الله إلى غزة".
وقال: "إذا أطلق زملائي الصحافيون على الحدود الإسرائيلية اللبنانية السورية اسم الحدود الشمالية الإيرانية، فسوف يعيدون تصور المنطقة كما هي، وسوف يدركون أن إيران لا تسيطر فقط على حزب الله، وكيلها الأقوى في لبنان، بل وأيضاً على المجموعات الموالية لها في سوريا والعراق، والتي سوف تنضم إلى حرب إقليمية ضد إسرائيل. سوف يخلص الصحافيون سريعاً إلى أن التركيز فقط على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لن يكشف إلا عن جزء من الصورة الأكبر، لأن القضايا الاستراتيجية الكبرى التي تؤثر على إيران وهدفها المشترك المتمثل في القضاء على إسرائيل يتم تقريرها في طهران".
وأكمل: "لم يتم تضليل الصحافيين وقرائهم فحسب، بل أيضاً الحكومة الأميركية التي أرسلت مؤخراً مبعوثها آموس هوكشتاين للقاء الدولة اللبنانية للتفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. يبدو أن الصحافيين غافلين عن حقيقة أن السبب الوحيد الذي أدى إلى اختتام المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية بشأن حقوق الغاز الطبيعي البحري في البحر الأبيض المتوسط، والتي سهلها هوكشتاين، هو أن حزب الله، بمباركة إيران، أيّد الاتفاقية عام 2022".
وقال: "لقد زعمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تسويقها للاتفاق أنه بما أن لبنان وإسرائيل يتقاسمان الآن مصالح اقتصادية مشتركة، فإن هذا من شأنه أن يقلل من فرصة اندلاع حرب بين إسرائيل وقوة الأمر الواقع في لبنان، حزب الله. ولكن إلى أي مدى نجحت هذه الخطة؟ لا تزال إدارة بايدن تعتقد أن أفضل مسار لخفض التصعيد هو التعامل مع الدولة اللبنانية كوسيط".
وتابع: "الطريقة الأكثر فائدة تتمثل في وضع هوكشاتين على متن طائرة متوجهة إلى طهران والتوقف عن التظاهر بأن الدولة اللبنانية لها أي تأثير على تحديد ما إذا كانت الحرب ستندلع أم لا. فعلياً، فإن حزب الله يهيمن على السياسة اللبنانية ويتواصل بشكل مباشر مع الحرس الجمهوري الإيراني، التابع للمرشد الأعلى".
وقال: "على أقل تقدير، يتعين على الإدارة الأميركية أن ترسل هوكشتاين إلى سلطنة عمان أو قطر، حيث يشارك أتباع الرئيس في مفاوضات سرية مع إيران خلف ظهر الكونغرس. لقد سمعت ذلك من العمانيين والقطريين خلال زيارتي العام الماضي".
وأردف: "في فئة الجهل المطلق وعدم الكفاءة، لدينا الأمم المتحدة. صحيفة جيروزاليم بوست قالت إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على تهدئة الوضع ومنع سوء التقدير. لقد تمكنت قواته التابعة لليونيفيل، الموجودة على الساحة منذ عام 2006، من إيقاف صفر ــ وليس صاروخاً واحداً ــ من بين آلاف الصواريخ التي تم نقلها من إيران إلى لبنان".