Advertisement

لبنان

المعركة الشاملة مستبعدة.. والتصعيد حتمي

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
04-07-2024 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1218989-638556836517338133.jpg
Doc-P-1218989-638556836517338133.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تستمر الجبهة اللبنانية ضمن الوتيرة ذاتها التي بدأت بها قبل اشهر من دون ان يعني ذلك عدم حصول موجات من التصعيد المحسوب والمدروس والذي لا يؤدي الى حرب شاملة او كبرى بين الطرفين، وهذا مرتبط بشكل اساسي، في الاشهر الاخيرة على الأقل، بتطورات المعركة بين الحزب واسرائيل ولا علاقة للحرب بغزة بالأمر، لان الستاتيكو الغزاوي بات واضح المعالم ولا يمكن ان يتطور بشكل دراماتيكي يهدد قوة وحضور حماس مثلاً، او حتى الواقع الديموغرافي في قطاع غزة.
Advertisement

السؤال الابرز المطروح اليوم في لبنان يمكن في امكانية توسع الحرب الحاصلة لتشمل كامل الاراضي اللبنانية وتالياً كامل فلسطين المحتلة، اذ ان التهديدات الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة اضافة الى زحمة الوسطات والمبعوثين الغربيين، يوحي بأن القرار قد اتخذ في تل ابيب بتوجيه ضربة عسكرية جوية او بريّة لـ "حزب الله"، مع ما يعنيه ذلك من اتساع رقعة الاشتباك لتشمل دولا وساحات اخرى مثل سوريا والعراق، وعليه فإن الاجابة على هذا السؤال تتطلب فهم الواقع الدولي والاقليمي وليس فقط الواقع الميداني.

من الواضح بأن الدخول في حرب مع "حزب الله" سيعرض اسرائيل لخسائر كبرى قد لن تستطيع تحملها، وهذا يفرض عليها ضمان عدة امور قبل الاقدام على هذه المغامرة، وكل هذه الامور مرتبطة بالاميركيين، اولاً من خلال الحصول على انواع اسلحة مخصصة للمعركة مع "حزب الله" وبكميات كبيرة، وثانياً الحصول على غطاء سياسي دولي كامل وهذا ما لا يستطيع احد تأمينه سوى واشنطن، وثالثاً اخذ إلتزام حقيقي من الولايات المتحدة الاميركية بالمشاركة المباشرة بالمعركة في حال تطلب الأمر ذلك.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الولايات المتحدة الاميركية، ولأسباب متعددة وكثيرة، ليست في وارد الموافقة على اي حرب اسرائيلية على لبنان، لذلك فهي لن تدعم إسرائيل ولن تؤمن لها حاجاتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية الكافية للدخول في مثل هذه الحرب، من هنا يصبح احتمال حصول حرب شاملة ضعيفا للغاية، خصوصاً ان الطرف الآخر، اي "حزب الله" لا يجد أي مصلحة بالحرب الكبرى بل يؤمن بالتقدم على اسرائيل بالنقاط ولا يرغب ابداً بتوريط ايران وسوريا بحرب اقليمية في هذه اللحظة بالذات.

لكن، وكما تقول المصادر، فإن ضعف إحتمالات الحرب الشاملة لا ينفي فرضية التصعيد، فإسرائيل وبالرغم من كل عمليات الاغتيال التي قامت وتقوم بها، لم تستطع ردع "حزب الله" الذي سيتمكن في حال انتهت الحرب ضمن القواعد الحالية، من اعادة فتح جبهة مزارع شبعا، وان عبر عمليات متقطعة، وفي الوقت نفسه لن يكون من السهل على تل ابيب اعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم في الشمال بسهولة من دون القيام بعملية عسكرية، وان كانت شكلية ضدّ الحزب.

وترى المصادر، انطلاقاً من كل ما تقدم، ان امكانية التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل عالية جداً في النصف الثاني من الصيف، وهذا سيؤدي الى ازمة جدية في لبنان وفي الداخل الاسرائيلي، لان دائرة النار ستصبح أكبر بكثير، لكنها لن تصل الى بيروت او الضاحية الجنوبية او حتى البقاع، بل سيكون الجنوب المتضرر الأكبر منها، لكن الخطير هو أن ضبط مثل هذه المعركة لن يكون سهلاً وسيكون تدحرج الحرب حينها الى حرب شاملة واقليمية اسهل من تدحرجها اليوم.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك