Advertisement

لبنان

باسيل يعيد "تموضعه": رسائل إلى "القوات".. و"حزب الله"!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
04-07-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1218991-638556837621090133.jpg
Doc-P-1218991-638556837621090133.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في جملة المواقف التي أطلقها خلال زيارته الأخيرة واللافتة إلى عكار، بدا رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في جولته الأخيرة إلى عكار تحديدًا، وكأنّه "يعيد تموضعه" إن جاز التعبير، خصوصًا تجاه حليفه السابق، "حزب الله"، وهو ما مهّد له بانفتاح يكاد يكون غير مسبوق إزاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لطالما كانت "الكيمياء مفقودة" معه من جانب رئيس "التيار" الذي وصل به لحدّ وصفه بـ"البلطجي" في السابق.
Advertisement
 
جاء ذلك بعد "تباعد" بين باسيل و"حزب الله" بدأ منذ إعلان الأول دعمه المُطلَق لترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما لم يبدُ "مستحَبًا" بالنسبة لرئيس "التيار"، الذي ردّ بإشارات "سلبية" بعد فتح الحزب لجبهة جنوب لبنان إسنادًا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تبنّى معها خطاب "خصوم الحزب" الذي لا يكتفي برفض ما يصفها "حرب الآخرين"، بل يتّهم الحزب بمصادرة قرار "الحرب والسلم" من دون وجه حقّ.
 
لكن، خلافًا لهذه المواقف "المتشنّجة"، إن جاز التعبير، ظهر باسيل في جولته العكارية الأخيرة أكثر "انفتاحًا" على الحزب، حيث وجّه له أكثر من رسالة ودّية وإيجابيّة، بدءًا من تأكيد التضامن المطلق مع المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي "الغادِر"، وصولاً إلى التأكيد سلفًا بأنّ أي حرب إسرائيلي ستنتهي "بانتصار لبنان ومقاومته"، فكيف تُقرَأ هذه المواقف في السياق السياسي العام؟ وأيّ رسائل أراد باسيل توجيهها إلى الحزب، وإلى خصومه من خلفه؟!
 
بين السياسة والاستراتيجيا
 
يستغرب المحسوبون على "التيار الوطني الحر" والمقرّبون من رئيسه الضجّة التي أثيرت حول المواقف التي أطلقها الأخير في جولته العكارية الأخيرة، رغم أنّها تندرج بمجمله في إطار الخطاب "المبدئي والوطني" الذي لم يَحِد عنه باسيل يومًا، على الرغم من الاختلاف الذي طرأ مع "حزب الله"، فهو خلافًا لبعض التفسيرات الخاطئة وربما المضلّلة، "لم ينقلب" يومًا على المقاومة، وكان دائمًا يؤكد دعمه الثابت لها، من منطلقات استراتيجية.
 
يشير هؤلاء إلى أنّ النقطة الخلافية الأساسية مع "حزب الله"، والتي لا يزال باسيل يؤكد عليها، وقد عبّر عنها بصورة أو بأخرى في جولته العكارية، هي اعتقاده أنّ لبنان لا يجب أن يدفع "الثمن الأكبر" في المواجهة، وأنّه كان بالإمكان "إسناد" الفلسطينيين من دون تعريض البلد للخطر، إلا أنّ ذلك لا يعني بالمُطلَق أنّ باسيل يمكن أن يقف "على الحياد" في حال وقعت الحرب، وموقفه بهذا المعنى واضح، بالمواجهة حتى النهاية، جنبًا إلى جنب "حزب الله".
 
لكنّ هذه المقاربة على أهميتها، تصطدم بالعديد من علامات الاستفهام، وربما التشكيك، حتى لدى المحسوبين على "حزب الله"، الذين يلفتون إلى أنّ المشكلة في خطاب باسيل في الأشهر الأخيرة، ليست في أنه اعترض على مبدأ "فتح الجبهة"، بل على أنّه ذهب بعيدًا في "المزايدة" حتى على خصوم الحزب، وهو ما لا يندرج حصرًا في خانة "الاختلاف التكتيكي لا الاستراتيجي"، وإن كان موقف الحزب ثابتًا منذ البداية بعدم الخوض في سجال مع "التيار".
 
"مراجعة ذاتية"
 
من هنا، ولأنّ ثمّة انطباعًا سائدًا لدى كثيرين بأنّ باسيل لا يقدّم "الهدايا المجانية" لأحد، وأنّ أيّ مواقف يتّخذها تنطلق من "مصلحته" بالدرجة الأولى، وهو الذي أدخل مصطلح "التحالف الانتخابي" مثلاً إلى القاموس السياسي اللبناني، يضع العارفون "إعادة تموضعه" المستجدّة، إن جاز التعبير، في سياق "مراجعة ذاتية" لأداء المرحلة الماضية، وهو قد بدأ يترجمها من خلال محاولته الالتحاق بالكتل "الوسطية"، على خطّ المبادرات "الرئاسية" الأخيرة.
 
في هذا السياق، يقول العارفون إنّ باسيل وصل إلى أكثر من "خلاصة"، أولها أنّ "البوصلة" يجب أن تكون موجّهة حصرًا نحو "خصمه الحقيقي"، أي "القوات اللبنانية"، فمعركته مع "حزب الله" أبعدته بعض الشيء عن هذه المواجهة، فيما كانت "القوات" طيلة الفترة الماضية تركّز الهجوم عليه، حتى في مرحلة "التقاطع الرئاسي" معه، لتسجّل العديد من النقاط عليه، ولو من بوابة "الشعبوية" التي قد تكون أضرارها أكثر من منافعها، في مكانٍ ما.
 
وانطلاقًا من هذا المبدأ بالتحديد، ثمّة من يعتبر أنّ المراجعة الذاتية التي أجراها باسيل، أوصلته إلى قناعة بأنّ "القطيعة" مع الحزب لن تفيده في معركته مع "القوات"، وأنّ الانفتاح على رئيس مجلس النواب لا يكفي في سبيل "تحصين" خياراته الرئاسية، والمطلوب إعادة "الزخم" إلى علاقته مع الحزب، تمهيدًا لدفع الأخير إلى "الخيار الثالث" رئاسيًا، علمًا أنّ هناك من يسجّل "ودًا مستجدًا" بين باسيل وفرنجية، ولو أنّه لن يفضي على الأرجح إلى دعمه رئاسيًا.
 
هكذا، قد لا يكون أداء باسيل المستجدّ بمثابة "إعادة تموضع" بأتمّ معنى الكلمة، بقدر ما هو "إعادة تحديد للأولويات"، وربما "تصويب للبوصلة"، التي يريدها أن تكون مركّزة بمواجهة "القوات" التي لا يكفّ رئيسها عن انتقاده، بمناسبة ومن دون مناسبة، كما فعل حتى عندما بادر رئيس "التيار" رئاسيًا، من منطقة "الوسط". لكن، هل يصمد باسيل على خياراته هذه المرّة، أم ينقلب عليها، عملاً بفكرة "التحالفات على القطعة" التي يعتبرها من ابتكاراته؟!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa