سلطت تقارير عديدة الضوء على الأحداث العسكرية القائمة بين لبنان وإسرائيل، فيما تم التطرق إلى دور إيران وسط الحرب القائمة، وأساس دورها في المعركة الحالية بالإضافة إلى مدى ترابط علاقتها بـ"حزب الله" مقارنة مع جماعات أخرى موالية لها.
على الصعيد العسكري، انتقد اللواء السابق في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف الوضع القائم عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، معتبراً أن التصعيد العسكري مع لبنان هو "خطأ".
وفي تصريحٍ له عبر إذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية ترجمهُ "لبنان24"، يقول زيف: "الأمر لا يعني أننا لا نستطيع أن نهزم حزب الله. نحن قادرون على جعل الأمور صعبة للغاية على أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ولكن إسرائيل سوف تدفع ثمناً باهظاً في هذه العملية. لهذا، السبب فإن البدء بشنّ هجوم في الشمال بعد 9 أشهر من الحرب يشكل خطأً فادحاً".
وأكمل: "إنّ أسس إسرائيل لا تبنى على أساس سنوات من الحرب. لهذا السبب يتعين علينا أن نتراجع قليلاً ونبحث عن الوقت المناسب لمهاجمة حزب الله والتعامل معه على نحو جذري، عندما نكون مستعدين لذلك وليس عندما ننجر إليه".
ماذا عن علاقة إيران بـ"حزب الله"؟
بدورها، تقولُ صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "إيران تعمل على زيادة اشتعال حلقة النار المُحيطة بإسرائيل"، معتبرة أنّ طهران تسعى لجرّ إسرائيل إلى حربٍ إقليميّة على عدّة جبهات، بما في ذلك الضفة الغربية وغزة، حيث تتواجد حركة "حماس"، ولبنان حيث حليف إيران الأقوى "حزب الله" الذي يمثل قوة كبيرة.
كذلك، رأى التقرير أنّ إيران تعمل على تطوير استراتيجية شاملة لإحداث إزالة إسرائيل كدولة ذات سيادة، وأضاف: "من الناحية العسكرية، تتمحور هذه الاستراتيجية حول القدرات التقليدية والنووية، وقد استثمر النظام الإيراني بكثافة في الأسلحة التقليدية لمهاجمة إسرائيل، كما يتضح من الهجوم غير المسبوق على إسرائيل ليلة 13 نيسان، عندما أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ باليستي وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار".
وسبق أن قالت الصحيفة في تقرير لها إنّ "طهران لا تتطلع إلى تصعيد الأعمال العدائية مع إسرائيل، بغض النظر عن عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول الماضي".
وأردفت: "بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قالت في أواخر حزيران الماضي إنه في حال شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على حزب الله في لبنان، فإنّ حرب إبادة ستندلع. فعلياً، لقد استخدمت إيران قوتها ووكلاءها لإظهار قدراتها العسكرية في المنطقة وممارسة الضغط كما تراه ضرورياً. كانت هذه التدريبات بمثابة بروفة جزئية (أو تجربة تجريبية) لكشف قدراتهم للعالم بطريقة ماكرة، واختبار حاسم لفهم إسرائيل وردود أفعال المجتمع الدولي، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي".
من ناحيته، يقول تقرير نشره موقع "manara magazine" إنّ "علاقة إيران بحزب الله تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي تربطها بحماس في قطاع غزة أو الحوثيين في اليمن"، وأضاف: "كانت هناك اختلافات مهمة في الرأي بين النظام الإيراني وهذه الجماعات على مر السنين. على سبيل المثال، عارضت حماس دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد مما أدى إلى توتر علاقاتها مع إيران إلى حد ما. وبالمثل، على الرغم من الاعتماد على إيران، فإن الحوثيين لا يعتنقون أيديولوجية ولاية الفقيه ولا يعتبرون المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مرشداً روحياً أو دينياً. من ناحية أخرى، فإن ولاء حزب الله للمرشد الأعلى الإيراني وأيديولوجيته لا يتزعزع إلى الحد الذي يجعل قراره بالذهاب إلى الحرب مشروطاً بتوجيه المرشد الأعلى الإيراني، على الرغم من احتفاظه بدرجة معينة من الحكم الذاتي".
وتابع: "كانت علاقة إيران بحزب الله بمثابة نموذج لإيران في تنمية مستويات مماثلة من التقارب السياسي مع شركاء آخرين بالوكالة، بطريقة أدت إلى إنشاء فروع لحزب الله في أماكن أخرى أيضاً".