أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفدا من "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم" أن "لبنان الدور والرسالة ومن خلال مغتربيه، هو إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، هو يحتاج في الداخل كما في بلاد الإغتراب الى تعزيز ثقافة الإعتدال التي تستلزم من روادها والمؤمنين بها المزيد من الشجاعة على التمسك بها في مواجهة التطرف الذي بدأ يغزو العالم على نحو مقيت وخطير ومسيء وأحد وجوهه البشعة ما حصل مؤخرا في حفل إفتتاح اولمبياد باريس".
وقال :" ما حصل في ذلك المشهد لا يمثل إهانة للمسيحيين، فحسب هو أيضا إساءة للمسيحية والإسلام على حد سواء، وأكبر دليل على ذلك أن هناك فصلا كاملا تدلل عليها الآيات الاخيرة من سورة المائدة في القرآن الكريم".
أضاف الرئيس بري : شهادتي أمام المغتربين مجروحة، وعليه أؤكد أن الإغتراب اللبناني بما يمثل من غنى ثقافي وروحي وتراثي وإنساني وديموغرافي. هذا الاغتراب ليس هو لبنان الثاني،إنما هو الوطن كل الوطن وخاصة الإغتراب في ساحل العاج والقارة السمراء، فهو حجر الزاوية الذي يحمي لبنان وهو الذي ساهم ويساهم في التأسيس لقيامته" .
وتابع :"أمام المغتربين ومن خلالكم، أؤكد أننا لن نقبل بأي إصلاح مالي ومصرفي إذا كان لا يشتمل على ضمان إعادة ودائع اللبنانيين كاملة من دون أي مس بها عاجلا أم اجلا وضمنا وأولا وآخرا ودائع المغتربين".
وحول الوضع الراهن على خلفية ما يحصل في المنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة، قال الرئيس بري : "إن ما يحصل يهدد المنطقه بأسرها، لكن على الرغم من خطورته، نحن لسنا خائفين على لبنان وعلى مستقبله فضمانة لبنان هي الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة بين مواطنيه في الداخل وفي الإغتراب وأيضا من خلال التمسك بعناوين قوة لبنان وبحقوقه المشروعة في الدفاع عن أرضه وعن سيادته وثرواته بكل الوسائل المتاحة التي نصت عليها القوانين والشرائع الدولية" .
وأشار رئيس المجلس إلى "أن ما يحصل في غزة يندى له جبين الإنسانية وما يتعرض له لبنان هو صدى لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بوابة غزة".
وقال:" ومن خلالكم أيضا اؤكد بأن لبنان التزم وملتزم بالقرار 1701 منذ لحظة صدوره وإسرائيل سجلت رقما قياسيا بخرق هذا القرار بأكثر من 33,000 خرق ، فالمدخل الأساس للإستقرار وتجنيب المنطقة إندلاع صراع لن يسلم منه أحد ، يكون بالضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف عدوانه المتواصل على غزة وعلى لبنان منذ ما يزيد عن تسعة أشهر".
واستقبل الرئيس بري، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب وبحثا في المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع لاسيما الميدانية منها اضافة الى شؤون تشريعية.
بعد اللقاء، قال بو صعب :" طبعا كان النقاش مع دولة الرئيس في الظروف التي يمر بها البلد والوضع الدقيق والخطير الذي نمر فيه. وتطرق النقاش الى الأزمة القائمة حاليا خاصة في الجنوب ومع العدو الاسرائيلي وآخر ما سمعت وأهم ما سمعت من دولة الرئيس انه رغم كل هذه الظروف التي نمر بها ورغم دقة المرحلة عنده حرص شديد على إيجاد حل في اسرع وقت لإنتخاب رئيس للجمهورية وسيكون هناك جهد وعمل في هذا الإتجاه".