حسم الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الحزب سينفذ رداً عسكريا واضحاً وحقيقيا على ما قامت به اسرائيل من اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت ، اذ ان نصرالله اشار الى ان اسرائيل تخطت خطوطا حمراء كثيرة وتحديدا قتل المدنيين وقصف الضاحية وهذا ما يوحي بحجم القرار الذي اتخذ من قبل حارة حريك. فالرد اليوم لم يعد ممكنا الهروب منه خصوصا ان السيد اشار الى انه لم يقل انه سيحتفظ بحق الرد.
فصل نصرالله بين رد "حزب الله" والرد الايراني، اذ تحدث عن ان رد طهران سيكون كبيرا جدا وقال ان ايران ترى ان "شرفها" قد تم مسّه، وعليه فإن الموضوع ليس فقط مرتبطا بخرق السيادة وتهديد الامن القومي وضرب الهيبة للجمهورية، وعليه فإن الرد سيكون اكبر من الرد الايراني بعد قصف اسرائيل للسفارة الايرانية في دمشق، من هنا بات الحديث عن كيفية رد ايران يحتاج الى فهم الهدف الذي تريد الوصول اليه، لذا فإن قصف مواقع عسكرية لم يعد كافياً لايران بل هناك اهداف اخرى سيتم استهدافها قد تنقل المعركة من كونها معركة اسناد لتصبح معارك مستقلة لكل جبهة بحد ذاتها.
لكن خطاب نصرالله الذي لم يحمل لهجة عالية النبرة بشكل كبير، تضمن رسائل واضحة مرتبطة بالردود التي تنتظرها تل ابيب، اذ ان الرد الذي لا يمكن المناقشة بشأن تنفيذه، قد يتم تخفيف وطأته في حال تم وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وان كان امين عام الحزب لم يقل ذلك بشكل صريح الا انه اوحى بأن من لا يريد توسع الاشتباك والحرب في المنطقة عليه وقف الحرب على قطاع غزة، اذ جاءت هذه العبارة مرتبطة وضمن سياق الحديث عن الرد وحجمه وعن ان اسرائيل "ستبكي" بعد ان ضحكت في الايام الماضية.
وتعتبر مصادر مطلعة ان نصرالله حصل على مزيد من الوقت اذ طلب من الجميع عدم الضغط على المقاومة في توقيت الرد الذي سيكون قريبا لكنه متروك للميدان، وعليه فإذا لم تتوقف الحرب ولم يستطع الوسطاء ايقاف اطلاق النار في غزة فإن الرد سيكون كبيرا، اما توسع الحرب لتصبح شاملة وواسعة واقليمية، فمرتبط حصرا بردة فعل اسرائيل وهذا ما قاله نصرالله بشكل شبه حرفي، وعليه فإن التطورات ومسارها لم يحسم بعد بل ينتظر استكمال المفاوضات والاتصالات والرد الاسرائيلي على الرد.
وتقول المصادر ان الخطوط العامة للمرحلة المقبلة التي وضعها نصرالله تعني ان الازمة قد تكون طويلة وان جبهة الاسناد ستصبح اكثر تصعيدا بغض النظر عن الرد على اغتيال شكر، وعليه خلال الايام المقبلة سينتظر "حزب الله" الميدان لتوجيه ضربة قوية ضد اسرائيل وربما ضد عاصمتها وسينتظر بعد ذلك ردة الفعل الاسرائيلية ليبنى على الشيء مقتضاه، لذا، وكما قال نصرالله فإن الرد قد يكون منفصلا وقد يكون مشتركا مع ايران والعراق واليمن.
بعيدا عن خطاب امين عام "حزب الله" وبشكل متصل به، تحسم المصادر ان الحزب يكاد ينهي اجراءاته الامنية تحسبا لما قد يحصل بعد الرد، وهنا نتحدث عن اخلاءات واستنفار على كامل الاراضي اللبنانية، وهذا الامر بحد ذاته يشكل مؤشر واضح على القرار المتخذ بالرد الذي لا يشبه اي رد اخر حصل قبل ذلك في الحرب المندلعة منذ عشرة اشهر...