Advertisement

لبنان

خطاب نصرالله والرد "المحسوم".. أسهم الحرب الشاملة تتراجع؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
02-08-2024 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1229618-638582024743049469.jpg
Doc-P-1229618-638582024743049469.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مطابقًا للتوقعات، جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الأول بعد جريمة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت القائد العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر، المُصنَّف على أنّه المسؤول العسكري الرقم واحد في صفوفه، سواء لجهة التأكيد على صمود المقاومة وصلابتها، وقدرتها على تجاوز "صدمة" الاغتيال، أو لجهة التأكيد على "حتميّة" الرد، الذي لا نقاش ولا جدال في أنّه آتٍ، ولو تعمّد عدم تحديد أيّ مهلة زمنية له.
Advertisement
 
في الخطاب، كان السيد نصر الله واضحًا وحازمًا في "تشخيص" فداحة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل، حين عدّد جوانبها المختلفة، بدءًا من استهداف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى اغتيال فؤاد شكر مع كلّ ما ينطوي عليه من رمزية، لكن مرورًا أيضًا بالفاتورة "الثقيلة" على المدنيّين تحديدًا، باعتبار أنّ المبنى الذي تمّ استهدافه مليء بالسكان وليس قاعدة عسكرية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، جلّهم من النساء والأطفال.
 
وإذا كانت الأنظار كلّها شخصت نحو ما يمكن أن يقوله السيد نصر الله، على وقع "حبس الأنفاس" المستمرّ منذ ارتكاب العدو الإسرائيلي لجريمته، التي تزامنت أيضًا مع جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، فإنّ علامات الاستفهام بقيت مطروحة في أعقابه حول السيناريوهات والاحتمالات، فهل خفّض الخطاب أسهم "الحرب الشاملة" بعدما وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، أم أنه رفعها بصورة أو بأخرى؟!
 
قواعد اشتباك جديدة
من استمع إلى خطاب السيد نصر الله لا بدّ أن يستنتج أنّ ما بعد جريمة اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر لن يكون كما قبله، على كلّ المستويات، بما في ذلك مستوى "الإسناد" الذي سيستمرّ على جبهة الجنوب، الذي عادت إلى نشاطها بعيد الخطاب مباشرة، وذلك بعد "تجميد قسري" لم يصمد طويلاً، علمًا أنّ الأمين العام للحزب كان واضحًا بأنّ عمليات الجبهة غير مرتبطة بالردّ على اغتيال شكر، الذي سيأتي منفصلاً، بالشكل والمضمون.
 
من ضمن الاستنتاجات أيضًا أنّ "جبهات الإسناد" بمجملها ستختلف بدورها عن المراحل السابقة، فما حصل من اغتيال لفؤاد شكر وإسماعيل هنية في ليلة واحدة، لا يُفهَم سوى في سياق "الضغط الميداني" على هذه الجبهات، وهو تحديدًا ما دفع السيد نصر الله للحديث عن "معركة كبرى ومفتوحة"، باعتبار أنّ "هذه لم تعد جبهات، بل معركة مفتوحة في كلّ الجبهات"، مشدّدًا على أنّها دخلت في "مرحلة جديدة"، وهنا بيت القصيد على هذا الصعيد.
 
بهذا المعنى، يتحدّث العارفون عن "قواعد اشتباك جديدة" ستدخل حيّز التنفيذ في المرحلة المقبلة، على مستوى الجبهة الجنوبية وغيرها من الجبهات، فالعدو الإسرائيلي هو الذي كسر قواعد الاشتباك السابقة، ولو لم تكن مُعلَنة، وهو الذي تجاوز كلّ الخطوط الحمر، وبذريعة يدرك القاصي والداني أنها كانت واهية، وبالتالي فلا بدّ من أن يتحمّل التبعات والنتائج، مهما بلغ مستوى الاستنفار الدولي، وفق قاعدة أنّه من بادر إلى الهجوم والغدر.
 
الردّ المنتظر وسيناريوهات الحرب 
بعيدًا عن الجبهة الجنوبية وقواعد الاشتباك الجديدة على خطّها، تبقى كلّ الأعين شاخصة نحو ردّ المقاومة على اغتيال قائدها العسكري، والذي كان السيد نصر الله أكثر من حازم في تمرير الرسائل بشأنه، بدءًا من "فصله" عن كل العمليات القائمة حاليًا على الجبهة الجنوبية، حتى لا يعتقد أحد أنّ الفاتورة سُدّدت بعملياتها، ولو كانت "نوعية"، وصولاً إلى تأكيد "حتميّته"، ليس فقط من باب ردّ الاعتبار، ولكن أيضًا من باب "الثأر" بما يليق بدم الشهيد شكر.
 
لكن، بموازاة التأكيد على هذه "الحتميّة"، ترك خطاب السيد نصر الله الباب مفتوحًا أمام الكثير من السيناريوهات "غير الحتمية"، فهو لم يحدّد شكل الرد، ولا توقيته، الأمر الذي يضعه العارفون بأدبيّات الحزب في خانة الرغبة بترك الإسرائيلي على تأهّبه واستنفاره، وهي الحالة التي بدأها منذ لحظة تنفيذ جريمته في الضاحية الجنوبية، ولو أكثر من التهديد والتهويل، وفق قاعدة أنّ الحرب تبقى مرهونة بردّة فعل "حزب الله" على الهجوم الإسرائيلي.
 
ومن الأسئلة التي تركها الخطاب مفتوحة، ذلك السؤال عن أسهم الحرب، التي لا شكّ أنّها وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، ولكن ثمّة من يعتقد أنها عادت لتتراجع، ولو "نسبيًا" بعد الخطاب، للعديد من الأسباب، بينها ما فُهِم أنّ الرد "المحسوم" لن يكون فوريًا وانفعاليًا، بل مدروسًا، علمًا أنّ السيد نصر الله مرّر رسالة أساسيّة في هذا الصدد، حين قال إنّ محور المقاومة يقاتل "بغضب" لا بدّ من أنّ تفجير الضاحية زاده، ولكن أيضًا "بعقل وحكمة"، وهنا نقطة الارتكاز.
 
  إذا كان العدو الإسرائيلي "يرهن" الحرب المفتوحة كما يقول، بحسب حجم ردّ "حزب الله"، فإنّ الأخير يعتبر أنّ العدو هو الذي فتح باب المعركة المفتوحة بـ "العدوان" الذي شنّه على الضاحية الجنوبية لبيروت. ومع أنّ الحزب يؤكد على معيار "الحكمة" في التعامل مع ما حصل، فإنّ الثابت بالنسبة إليه أنّ "ردع" الجنون الإسرائيلي يبقى واجبًا عليه، حتى لا تصبح بيروت ساحة مستباحة بالنسبة إليه، مهما كلّف الأمر من تضحيات!
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa