Advertisement

لبنان

جعجع في هجومه على الحكومة... صمت دهراً ونطق باطلاً

Lebanon 24
17-08-2024 | 06:30
A-
A+
Doc-P-1235439-638595035773254844.jpg
Doc-P-1235439-638595035773254844.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت هبة نشابة:

اطل رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع على الشعب اللبناني بكلام عالي النبرة اتهم فيه حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي ب "الخيانة العظمى"، وقد فاجأ هذا الاتهام ليس فقط الاوساط السياسية بل ايضا الجمهور اللبناني بتنوع اطيافه المذهبية والسياسية والاجتماعية. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعرف جعجع معنى اتهامه هذا وابعاده؟ ان تهمة الخيانة العظمى في اي مكان في العالم تستوجب اعدام مرتكبها اذا ثبتت التهمة عليه وهو الامر نفسه الذي يطبق في القوانين اللبنانية. لقد ساق جعجع اتهامه هذا كشربة الماء ومن دون ان يرف له جفن ومن دون ان يفند اسباب اتهامه لا من الجوانب السياسية ولا بالجوانب الحسية والادلة الملموسة، ما اثار موجة عارمة من الاستياء والاستنكار عبرت عنها اوساط قيادية في البلاد من مختلف الوان الطيف اللبناني.
Advertisement
ان هول هذا الاتهام يستوجب الرد بطبيعة الحال، وقد رد مكتب الرئيس ميقاتي عليه بكثير من اللياقة والدبلوماسية المعروفة عنه، وكان رده بصفته رئيس حكومة وبحسب الاوساط المتابعة لينا ويترك الباب مواربا مع جعجع وحزبه كونه يمثل كتلة برلمانية وازنة في البلاد. 
من الواضح ان مفهوم الخيانة عند جعجع هو انها وجهة نظر سياسية وليست جريمة، وهو الذي نفذ من كل الجرائم التي ارتكبها بعفو خاص او انه رمى الكلام على عواهنه، من دون ان يتمعن فيه، فهل يتخيل لانسان وفي ظل الفراغ الرئاسي الذي تعيشه البلاد منذ قرابة العامين كيف كان ليكون وضع البلاد لو ان الرئيس ميقاتي لم يتلقف كرة النار بيديه العاريتين ويمضي في تسيير شؤون البلاد؟ اذ ان ميقاتي وحكومته لا يتحملون مسؤولية الفراغ الرئاسي وقد دأب منذ اليوم الاول على دعوة القوى السياسية للاتفاق من اجل اخراج البلاد من هذا الفراغ القاتل الذي لا شأن له فيه وهو الذي لا يملك كتلة برلمانية كما الامر مع جعجع الذي استسهل المضي في الانتقاد من دون ان يكون له اي رؤية مستقبلية، وهذا امر ليس بجديد عليه، فخلال كل تاريخه السياسي لم يربح معركة واحدة، لا في العسكر ولا في السياسة لافتقاده مثل هذه الرؤية. وهنا لا داعي للرجوع الى هذا التاريخ  بل من الضروري النظر الى الامام كما يفعل الرئيس ميقاتي.
وفي النظر الى الامام، يقود ميقاتي البلاد وسط حقل من الالغام، فقد تولى المسؤولية وهناك انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق ولا علاقة له فيه، وحرب مع العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى الحدود الجنوبية طاولت نيرانها بيروت والبقاع وهي الاطول منذ نشوء الكيان الغاصب على ارض فلسطين المحتلة، وتهدد هذه الحرب ان تطورت اكثر بحرب اقليمية تعيد رسم خرائط المنطقة برمتها، وهناك حصار اقتصادي ومالي اميركي يضغط على البلاد، وهناك الخلافات السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد وتعمق المآزق التي تعانيها، وهناك ازمة النزوح السوري وقد كان جعجع في طليعة المصفقين لاستقبال هؤلاء النازحين من دون رؤية مستقبلية للتعامل معهم كونه كان يأمل ان يكونوا اداة طيعة له في مشروعه لدعم اطراف سياسية في الصراع الذي عصف بسوريا منذ 13 عاما، كل هذا غيض من فيض المصاعب التي على ميقاتي ان يتعامل معها على مدار الساعة يوميا، وهو لا يطلب حمدا ولا شكرا على مساعيه، ولكن اضعف الايمان الا يشحذ جعجع سكاكينه ليطعن الحكومة ورئيسها في الظهر.
ان اقل ما يستوجب فعله امام فجور الاتهام الذي اطلقه جعجع هو ان يساق مطلقه الى العدالة من دون ان يفتح له افق العفو. وان كان رهان السيد جعجع في اتهامه هو ان موازين القوى داخليا واقليميا ستتعدل لمصلحته  فهو واهم جدا، فالتاريخ لا يعود الى الوراء، واقل ما يمكن ان نختم به الان هو انه في اتهامه هذا صمت دهرا ونطق باطلا، وللحديث تتمة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك