وسط الحركة النشطة لرحلات النقل الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي، تأتي تحذيراتٌ مُهمة وأساسية عبر خبراء الطيران الذين يتحدثون عن خطورة التشويش على نظام التموضع العالميّ (GPS)، وانعكاس ذلك على حركة الطائرات.
الخبيرُ في شؤون الطيران ورئيس جمعية الطيّارين الخاصّين في لبنان الكابتن مازن سمّاك شرَح عبر "لبنان24" ماهية تشويش الـ"GPS"، مشيراً إلى أن هذا التشويش يتضمن بث إشارات على نفس ترددات أقمار GPS الصناعية، مما يغلب على الإشارات الأساسية والشرعية للـGPS ويتسبب في فقدان المستقبلات لقدرتها على تحديد موقعها".
وكشف سمّاك أنّه عندما يحصل هذا التشويش، فإن "المُتسقبِل" يكون أمام حالتين، إمّا أن يفقد الإشارة تماماً أو يتلقى إشارات ضعيفة أو مشوشة جداً بحيثُ لا يُمكن تفسيرها، ما يؤدي إلى عدم قدرة جهاز الـ"GPS" على توفير أيّ معلوماتٍ عن الموقع، وأضاف: "بالنسبة للطائرات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على التنقل، مما قد يتسبب في مشكلات تتعلق بالسلامة".
وفي سياقِ حديثه، تطرّق سمّاك إلى ما يُسمى "تحايل الـGPS"، وقال: "يتضمن تحايل GPS بث إشارات GPS مزيفة تحاكي بنية الإشارات الشرعية ولكن توفر معلومات غير صحيحة عن الموقع والوقت. الهدف هو خداع جهاز استقبال GPS ليظن أنه في موقع أو وقت مختلف".
وأكمل: "عندما يحدث تحايل GPS، يتم خداع المُستقبِل ليحسب موقعاً خاطئاً، هذا يمكن أن يؤدي إلى توجيه الطائرة إلى إحداثيات غير صحيحة. التحايل يمكن أن يكون أكثر خطورة من التشويش لأنه يوفر بيانات خاطئة، مما قد يؤدي إلى قرارات ملاحية غير صحيحة".
وختم سمّاك قائلاً إنَّ "تشويش GPS يعطل الإشارة، مما يؤدي إلى فقدان بيانات الموقع، فيما تحايل الـGPS يوفر بيانات GPS خاطئة، مما يؤدي إلى أخطاء ملاحية قد تكونُ خطيرة".