سجلت الوقائع الميدانية في جنوب لبنان عودة "حزب الله" إلى "قواعد الاشتباك" السابقة، وحصر عملياته ضمن مناطق مزارع شعبا وتلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة، مستهدفاً مواقع عسكرية ونقاط تجسس إسرائيلية.
وجاء في "الشرق الأوسط": من يتابع بيانات الحزب يلاحظ أن الهجمات التي يشنها الحزب تتركز في الفترة الأخيرة بمنطقة المزارع إذا ما كان هو المبادر، فيما تكون عملياته في المناطق الأخرى تحت عنوان الردود على الهجمات الإسرائيلية.
وأكد مصدر مقرّب من الحزب أن "العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة في الأيام الأخيرة قد يكون أغلبها في مزارع شبعا، لكن ليس صحيحاً أنها مقيدة بهذه البقعة الجغرافية".
وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أنه "منذ أن غامر الإسرائيلي بعملياته وخرق قواعد الاشتباك وقتل المدنيين، وآخرها كان استشهاد 6 مدنيين مع الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، بدأت المقاومة تنفيذ عمليات بعيدة واستخدام أسلحة متطورة. وقد أعلن نصر الله أنه بمعزل عن عملية الثأر لدماء شكر، فإن العمليات ستتواصل داخل فلسطين المحتلة، وأن معيار استهداف العمق الإسرائيلي رهن مسألتين: الأولى هي الردّ على الاغتيالات وقصف المسيرات، والثانية اختيار الهدف العسكري والأمني الذي يسجل في خانة المقاومة ويراكم إنجازاتها".
وأشار النائب حسن عز الدين، إلى أن الفيديو الذي تم نشره لمنشأة "عماد 4" العسكرية تحت الأرض، "هو بحدّ ذاته تحدٍّ ورسالة قوية جداً للعدو، خصوصاً في هذا التوقيت، في ظلّ المفاوضات الجارية في قطر، ليعرف أنّه عندما تتحدّث المقاومة عن قدراتها وإمكانياتها وما تمتلك من ميزان قوي في المواجهة معه، عليه أن يصدّق ما تقوله".
وأكد عز الدين خلال احتفال تكريمي أنه "إذا ما فكَّر العدو بأنّ ضبط النفس عند المقاومة وصمتها في بعض الأحيان بهدف عدم توسعة الحرب ورفض الانجرار إلى حرب شاملة ضعف، فهو واهم"، مشدداً على أن "المقاومة حاضرة لأي طارئ، ولأي مفاجأة، ولأي حماقة قد يقدم عليها، ومن ثم لا نريد الحرب الواسعة، إنما نحن بالمرصاد لأي فكرة يُفكّر بها العدو إذا ما أراد الذهاب بالمنطقة إلى توسعة الحرب".
وأشار عز الدين إلى أنّ "رد المقاومة في لبنان ورد الجمهورية الإسلامية في إيران على جرائم العدو آتٍ حتماً، وأن توقيته ومكانه وكيفيته بيد القيادة الحكيمة والشجاعة، وبيد الميدان، وهذا الرد هو بمعزل عما يجري من مفاوضات لوقف إطلاق النار في قطر، وما قد تصل إليه من نتائج".
وكتبت "الأنباء الكويتية": توقف خبير عسكري عند الفيديو الذي وزعه "حزب الله" عن منشأة عسكرية تحت الأرض تحت عنوان "جبالنا خزائننا"، والذي يضم أنفاقا وطرقات ومتفرعات تسير فيها شاحنات محملة براجمات الصواريخ، وتوقيت هذا الفيديو عشية التوجه نحو اتفاق لوقف النار.
وقال الخبير ان "هذا الاعلان يؤشر لأمرين: الأول عدم التوجه إلى تصعيد لان من يريد الذهاب إلى الحرب لا يكشف اوراقه المستورة. وفي الوقت عينه هو بمثابة رفع معنويات او ما يشبه إعلان الانتصار. وثانيا هو رد على التهديدات الإسرائيلية، خصوصا بعدما ارتفعت النبرة العسكرية والتصريحات الأخيرة بأن ما سيحصل في بيروت اذا فتحت الحرب سيكون جحيما".
وتابع المصدر المطلع: "لن يتراجع حزب الله عن الرد، ولكن سيكون مضبوطا بقواعد الاشتباك السائدة بحيث يستهدف مواقع عسكرية دون استجرار رد يتجاوز الهجمات الإسرائيلية اليومية على اهداف للحزب".