Advertisement

لبنان

ردها تحكمه "حسابات معقدة ودقيقة جدا".. ايران "تعرف" خطة نتنياهو للحرب

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi

|
Lebanon 24
20-08-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1236546-638597464293001850.jpg
Doc-P-1236546-638597464293001850.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لن يكون الرد الايراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من النوع الذي يبرر لبنيامبن نتنياهو استدراج الولايات المتحدة الاميركية الى الحرب التي يريدها ضد ايران ويمكن ان يبدأها تحت شعار القضاء على "وكلاء ايران" في لبنان والمنطقة. فطهران تؤكد انها تعرف  خطة نتنياهو وخريطة طريقه لهذه الحرب، ولكنها في مكان ما تلاحظ ان واشنطن تمارس "سياسة كسب الوقت",,
Advertisement
يقول سفير دولة فاعلة في بيروت أن عملية "طوفان الأقصى" إعادت احياء القضية الفلسطينية التي كانت في الطريق إلى الأفول في غياهب المشاريع الوهمية التي بنيت على اتفاقات أوسلو من "حل الدولتين" الى غيرها من الصيغ بحيث أن مقارنة ما قبل "الطوفان" بما بعده تظهر ان المشهد بات لمصلحة الفلسطينيين وليس لمصلحة إسرائيل، لأن قضية فلسطين استعادت حيويتها وحضورها في مقابل "تطيير" مشروع "حل الدولتين" وتجميد عمليات التطبيع. ولذلك بات الواقع محكوم بفريقين: فريق يؤيد المقاومة في مقابل فريق يؤيد التطبيع، ولم تعد هناك منطقة رمادية يمكن أي فريق أن يقف فيها، فالجميع باتوا أمام احد خيارين: إما المقاومة وقضية فلسطين،وإما التطبيع، وحتى السلطة الفلسطينية بات عليها اتخاذ الخيار الواضح.
ويرد هذا السفير على قول البعض من إن ما يجري هو "حرب استنزاف للمقاومة في فلسطين كما في لبنان"، فيسأل: "من قال أنها حرب استنزاف للمقاومة؟ أنها حرب استنزاف لإسرائيل، فلو قررت المقاومة مهاجمة إسرائيل من كل حد وصوب يوم "طوفان الأقصى" هل كانت النتيجة أفضل؟ فلو تم اللجوء إلى خيار الحرب الشاملة فستكون الولايات المتحدة الأميركية مشاركة فيها وموجود بقوة الى جانب اسرائيل ولن يكون الامر جيدا بالنسبة الى المقاومة ومحورها. وان ما يجري الآن من حرب استنزاف هو أفضل وأفعل بكثير من الحرب الشاملة. ويقول: حتى ولو كانت إيران وحزب الله غير موافقين افتراضا على عملية "حماس" في طوفان الأقصى من حيث توقيتها، فإن ما حصل بعد الحرب على غزة أن الحزب وإيران استفادا في استنزاف إسرائيل الذي جاء بنتائج إيجابية لمحور المقاومة اذ كيف اتجهت الأوضاع فإن المحور يحقق فوزا بالنقاط على إسرائيل المربكة في الداخل والخارج نتيجة انكسار هيبتها وهي ليست بقادرة على حسم المعركة وتحقيق "النصر الكامل" الذي يطمح اليه بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي تراجع التأييد الدولي لإسرائيل بنحو مخيف الى درجة ان كيانها بات يحتاج الى تدخل الولايات المتحدة الأميركية المباشر لحمايته فيما كل هذه العواصم تؤكد أن إسرائيل باتت في وضع صعب وهي تنحدر إلى الاسفل فيما المقاومة تندفع نحو الأعلى".
ويتطرق السفير نفسه إلى موضوع رد إيران المنتظر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب طهران قبل أسابيع، فيقول "أن هذا الرد سيحصل حتما ولكن من الواضح أن لدى إسرائيل خطة وخريطة طريق لجر الولايات المتحدة الاميركية إلى حرب واسعة النطاق في المنطقة عموما وضد إيران خصوصا، ولكن طهران في المقابل تدرك هذه الخطة ولو كانت استعجلت الرد على إغتيال هنية قبل استئناف المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة للاتفاق على وقف النار في غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمعتقلين بين إسرائيل وحماس، لكان الجميع اتهمها بتعطيل المفاوضات وتخريبها وبالتالي تحميلها المسؤولية عن كل ما يترتب عن هذا الامر. أما وبعد ان تحدث الأميركيون عن "أجواء جدية وبناءة وإيجابية" تجري فيها المفاوضات، مع أنها تواجه تعقيدات كبيرة، فإن ذلك يدل على أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تتمكن من إقناع "حماس"والإسرائيليين بالاتفاق على وقف النار،وكذلك حتى تتمكن من حسم مسائل أخرى ربما تفيد الحملة الانتخابية للمرشحة الديموقراطية.
وفي ضوء ذلك فإن حسابات طهران في الرد على اغتيال هنية في المرحلة الراهنة هي حسابات "معقدة جدا ودقيقة جدا" لانها تحرص على أن يكون هذا الرده"مؤلماً" لكن من دون أن يتسبب بحرب واسعة في المنطقة لأنها لا تريد ايصال الأوضاع إلى ما يريده نتنياهو وهو الحرب الشاملة التي يورط الولايات المتحدة الاميركية بها، فيما ايران تدرك ان مثل هذه الحرب لن تكون في مصلحة القضية الفلسطينية وان استجلاب التدخل الأميركي فيها من شأنه ان يغير عناوين المعركة من معركة تحرير فلسطين إلى معركة اميركا وإسرائيل في مواجهة إيران "ووكلاء إيران"، حسب التوصيفين الأميركي والإسرائيلي.
ويؤكد هذا السفير أنه قبل عملية "الوعد الصادق" الايرانية في 14 نيسان الماضي ردا على القصف الاسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق تلقت طهران كثيرا من الرسائل واستقبلت عددا من المبعوثين الذين نقلوا إليها رسائل أميركية لا تدعوها إلى عدم الرد على قصف القنصلية لأن واشنطن كانت مدركة ان طهران سترد، وإنما تدعوها إلى أن يكون هذا الرد "غير مؤلم" أو "خفيفا" ومن بين الموفدين الذين حملوا أخيرا مثل هذه الرسائل كان الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة للبنان، ولكن الجواب الإيراني على كل هذه الرسائل كان أنها مصرة على "الرد المناسب" وهي تتهيأ لتنفيذه "في الوقت المناسب".
ويتحدث السفير نفسه عما سماه "التسويف" الذي تشهده المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة، ويقول "أن الجانب الأميركي يعمل على كسب الوقت"، ويضيف: "صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية تعارض توسيع الحرب حسبما يرغب نتنياهو لأنها منشغلة بالتحضيرات الداخلية للانتخابات الرئاسية مراهنة على تحقيق خرق لإيصال نائبة المرشحة الديموقراطية إلى البيت الابيض، وترى أن لديها فرصة جدية في هذا المجال، لكنها في الوقت نفسه لا تريد لحرب غزة أن تتوقف في واقعها الحالي وإنما بعد أن تحقق إسرائيل انجازات على مستوى إعادة تحسين صورتها وترميم قدرتها الردعية التي انهارت أمام المنطقة والعالم".
وفي حديثه عما يمكن أن تكون عليه السياسة الخارجية الإيرانية بعد تولي الإصلاحيين رئاسة الجمهورية، يقول السفير "أن سياسة إيران كانت أيام قائدها ومؤسسها الإمام آية الله الخميني تقوم على معادلة "لا شرقية ولا غربية" حيث كان العالم يومها منقسما بين قطبين كبيرين هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي، أما اليوم فإن الوضع قد اختلف كثيرا ولم يعد هناك قطبان وإنما قطب واحد،وان المطروح عالميا  الآن هو محاربة الاحادية القطبية، ولذلك فإن سياسة إيران خرجت من المعادلة السابقة وباتت تقوم على التعاون مع التكتلات الدولية الصديقة من مثل مجموعة "البريكس" وغيرها لمواجهة تلك الأحادية والتي يبدو أنها باتت آيلة للسقوط لمصلحة قيام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi