إستعادت "جبهة الجنوب" نمطيتها السابقة المرتبطة بـ"قواعد الاشتباك" السائدة بين "حزب الله" واسرائيل، من دون افق واضح للمرحلة التي سيستغرقها الوضع السائد منذ السابع من تشرين الاول الفائت، او من دون تبدد المخاوف من اندلاع مواجهات شاملة ربطا بالتطورات الجارية في غزة.
ومن المرتقب ان تتكثف التحركات الديبلوماسية مجدداً على خلفية السعي إلى إبقاء الوضع ضمن الضوابط وعدم اتساع التوتر خصوصاً بعد التمديد المرتقب للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" بما يطلق دورة جهود جديدة لإحياء تنفيذ القرار 1701 .
وفي هذا الاطار، تشير المعلومات الى أن فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لـ"اليونيفيل" على أن توضع باللون الأزرق وتقرّ في مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل من دون تعديلات جوهرية مبدئياً.
ويجري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات واجتماعات ديبلوماسية بعيدة من الاضواء في اطار السعي للتمديد لليونيفيل. كما يعقد اجتماعات مكثفة مع وزير الخارجبة والمغتربين عبدالله بو حبيب للغاية نفسها.
واعلنت نائبة المتحدث باسم اليونيفيل كانديس ارديل " ان اليونيفيل ستطبق قرار مجلس الامن، وستستمر بمهامها بموجب القرار 1701 وبالتنسيق مع الجيش".
وقال مصدر ديبلوماسي إنه لا يستبعد ان تشهد بيروت زيارات لعدد من الموفدين الاجانب في وقت لاحق من الشهر الجاري، وحتى أواسط الشهر المقبل، بهدف ربط جبهة الجنوب بمسار الحل الديبلوماسي.
وافاد أن واشنطن على اعتقاد راسخ بأن احتمالات الحل الديبلوماسي باتت اقوى مما كانت عليه قبل اسابيع قليلة"، مشيرا" الى أنها تدرس خطة للتحرك في هذا الاتجاه في المدى المنظور".
ومن المتوقع أن يزور بيروت قريبا رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي كيو براون الذي يقوم منذ أيام بجولة على بعض بلدان المنطقة، وذلك لإجراء محادثات مع قائد الجيش العماد جوزف عون تتناول الوضع في الجنوب والمنطقة والدعم الأميركي للجيش .
وبحسب المعلومات فإن الدافع الأساس للتحرّك الأميركي المقبل، هو محاذرة اسرائيل و"حزب الله"الدخول في حرب واسعة، وهو ما اعتبرته واشنطن علامة ايجابية تشجع على مواصلة التحرّك لوضع أسس لحل ديبلوماسي يوفر الأمن والاستقرار على الجانبين اللبناني والاسرائيلي من الحدود، ويؤمن عودة النازحين من البلدات الجنوبية والمستوطنات الى بيوتهم بأمان على أن يشكل هذا الحل الخطوة التالية أو الملازمة للإتفاق المرتقب على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي ما زالت واشنطن تعتقد أن فرصه قوية جدا.