Advertisement

لبنان

هل ستكتفي إيران بردّ "حزب الله"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
02-09-2024 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1241716-638608663545693926.jpeg
Doc-P-1241716-638608663545693926.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من يراقب ما يجري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لا بدّ له من أن يتوقف عند آخر التطورات، التي تلت ردّ "حزب الله" على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت، وما أعقبها من تصريحات بدءًا من خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله مرورًا بالتصعيد الكلامي على لسان أكثر من مسؤول اسرائيلي في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، وصولًا إلى الغموض الذي يحيط بالموقف الايراني بالنسبة إلى الرد على اغتيال اسماعيل هنية في قلب طهران، مع ما يرافقه من تواصل غير علني بين الايرانيين والاميركيين، وكأن الجميع "يشترون" الوقت الضائع قبل الانتخابات الأميركية. وهي محطة مفصلية بالنسبة إلى طهران، وذلك قياسًا إلى تجاربها السابقة مع "الديمقراطيين" و"الجمهوريين"، وهي تتراوح بين أقصى السلبية وأقصى التعاطي الحذر. ولكن هذا التعاطي سيكون مفصليًا ومختلفًا عن المرّات السابقة كون الانتخابات الأميركية هذه المرّة تبدو مختلفة عن سابقاتها في الوقت الذي يقف فيه العالم على فوهة بركان لا أحد يعرف متى يثور ويقذف حممه في الاتجاهات الأربعة.
Advertisement
ليس مجرد كلام ما يقوله ويردّده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كل لقاء أو اتصال مع المسؤولين الغربيين والعرب من أن ضرب الاستقرار في لبنان سيؤدي إلى نقل الفوضى إلى المنطقة، ومنها إلى كل العالم. وهذا ما فهمه الأميركيون أكثر من غيرهم. ولذلك هم يحاولون بكل الطرق المتاحة الضغط على إسرائيل لمنعها من توجيه ضربات من تحت الحزام للبنان، والاكتفاء في الوقت الراهن باستمرار المناوشات مع "حزب الله"، وذلك انطلاقًا من قناعة راسخة لدى كلا الحزبين في أميركا بأن الاستقرار في لبنان يعني دوام الاستقرار في المنطقة، وهذا الاستقرار يعني أيضًا المزيد من التعافي والنمو الاقتصادي، الذي يقابله تراجع مضطرد في الانكماش الاقتصادي في العالم، وبالأخصّ في الدول العشرين.
وبغض النظر عمّا قامت وتقوم به إسرائيل في قطاع غزة وامتدادًا في الضفة الغربية استكمالًا للمخطط التهجيري، الذي بدأت به عقب عملية "طوفان الأقصى" وكأنها كانت تتحين هكذا فرصة لوضع مخططاتها النظرية على أرض الواقع، فإن أي ربط بما يجري في فلسطين المحتلة وساحات أخرى، سواء في لبنان – "حزب الله" أو "اليمن - الحوثي" أو "العراق - الحشد الشعبي" بإدارة إيرانية قد يقود تلقائيًا إلى التفكير بما ستقدم عليه طهران لجهة ردّها على اغتيال إسماعيل هنية، مع أن كثيرين يرجّحون عدم قيامها بهذه الضربة في وقت يستبعد آخرون هذه الفرضية، وذلك لأن الأمر يتعلق بهيبة ايران ومكانتها في المنطقة، فيما يرى آخرون أيضًا أن طهران قد تكتفي بما أقدم عليه "حزب الله" حين ردّ على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، وإن لم يغيّر هذا الردّ الكثير من المعادلات الردعية القائمة على توازنات دقيقة يحرص الجميع على الالتزام بقواعدها.
فأيًّا يكن القرار الذي قد تتخذه إيران، حربًا أو سلمًا، ستترتب عليه نتائج محورية بقدر ما تكون المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية قد قطعت شوطًا في مسيرة الألف ميل، من دون أن يعني ذلك أن طهران ستتخّلى عن أوراقها الضاغطة على أرض الواقع، سواء في لبنان أو في اليمن أو في العراق، وهي قد تكون في حاجة إلى كل هذه الأوراق مجتمعة لاستخدامها في أي مساومة أو صفقة مستقبلية مع الأميركيين.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas