Advertisement

لبنان

"ملامح" تحرّك إقليمي ودولي جديد رئاسيًا.. ما الذي تغيّر؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
04-09-2024 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1242615-638610394403226585.jpg
Doc-P-1242615-638610394403226585.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من دون مقدّمات، عاد ملف الانتخابات الرئاسية إلى صدارة الاهتمام في الأيام القليلة الماضية، على وقع الخطابات السياسية التي "أحيت" الاستحقاق المؤجّل، ولو ثبّتت في الآن نفسه "الجمود" المستمرّ على خطّه منذ أشهر طويلة، وهو ما تجلّى بوضوح في كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تمسّك بمبادرة أطلقها قبل عامٍ كامل، ليأتي الردّ "السلبي" عليها سريعًا من المعارضة، ولا سيما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
Advertisement
 
وإذا كانت عودة الملف الرئاسيّ جاءت أيضًا على وقع إعادة رسم "قواعد الاشتباك" جنوبًا، وتحديدها على ما كانت عليه قبل الضربة الإسرائيلية للضاحية الجنوبية لبيروت، وبالتالي عودة "الأولويات" إلى ما كانت عليه قبلها، فإنّها ترافقت أيضًا مع "ملامح" تحرّك إقليمي ودوليّ جديد على خط الملف، حيث تشير المعطيات إلى إمكانية "تفعيل" لجنة الخماسية، التي تضمّ فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، وساطتها في الأيام القليلة المقبلة.
 
وفي وقتٍ سُجّلت تحرّكات "فردية" لعدد من سفراء "الخماسية" في الآونة الأخيرة، فإنّ الأنظار تتّجه إلى ما يُحكى عن "تنسيق سعودي فرنسي" تحديدًا لبلورة الموقف، مع ترقّب لقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، قد يفتح الباب أمام "خرق ما"، وربما عودة لودريان إلى بيروت، فهل يمكن التفاؤل بمثل هذه المعطيات، وما الذي تغيّر عمليًا حتى يستعيد الوسطاء حركتهم؟!
 
ما تغيّر "نظريًا"
 
على هذا السؤال، يجيب العارفون بأنّ الكثير تغيّر نظريًا، وإن بقيت الترجمة "العملية" غائبة، حتى إثبات العكس، وذلك باعتبار أنّ اللحظة الحاليّة قد تكون "الأنسب" لإعادة تحريك الملف الرئاسي بعد جمود طويل، خصوصًا مع تراجع وضع "الجبهة الجنوبية" في سلّم الأولويات، خصوصًا بعد ردّ "حزب الله" الذي تنفّس الكثيرون الصعداء معه، واطمأنّوا إلى عدم الذهاب لحرب، لتأتي الترجمة الإسرائيلية بتكتيك فتح "جبهة الضفة"، لا لبنان كما كان متوقّعًا.
 
صحيح أنّ الجبهة اللبنانية تبقى مرشحة للتصعيد، وربما الانفجار، في أيّ وقت، باعتبار أنّ العمليات العسكرية لا تزال مفتوحة على خطّها، ولا أحد يستطيع أن يتكهّن بالمسار الذي يمكن أن تأخذه الأمور في هذا الصدد، إلا أنّ العارفين يشدّدون على أنّ مرحلة "الاستراحة"، ولو "النسبية" الحاصلة الآن، يمكن أن تشكّل حافزًا للجميع من أجل استغلال الفرصة، والسعي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما أنّ وجود الرئيس أكثر من حيوي للمرحلة المقبلة.
 
وإلى جانب ذلك، فإنّ ما تغيّر، بالنسبة إلى المجتمع الدولي، قد يكون في المواقف الداخلية الأخيرة، التي على الرغم من التباعد الظاهر على خطّها، تتقاطع على العديد من النقاط، من بينها التأكيد على "الفصل" بين الاستحقاق الرئاسي وسائر الاستحقاقات الإقليمية والدولية، ولا سيما الحرب على غزة، وقد وردت إشارة واضحة في هذا السياق في كلمة بري الأخيرة، ولو أنّ "حزب الله" نفسه يؤكد على هذا الفصل دائمًا، وإن شكّك الكثيرون بموقفه.
 
الترجمة "العملية"
 
استنادًا إلى ما تقدّم، يتحدّث العارفون عن "فرصة" تراءت للمجتمع الدولي من أجل "تحريك" الاستحقاق الرئاسي، لكنّ هذه "الفرصة" تبدو غائبة، أو ربما مغيّبة، عن الرزنامة الداخلية، فالشرخ لا يزال واسعًا بين القوى السياسية، والتباعد كبير في مقاربة الاستحقاق داخليًا، ولعلّ كلمتي بري وجعجع اللتين فصلت 24 ساعة فقط بينهما تختصران هذا الأمر، وقد كرّستا "ضياع" عام كامل، من دون تسجيل أيّ "تليين" في مواقف هذا الطرف أو ذاك.
 
من هنا، لا يعتقد العارفون أنّ التحرك الدولي المُنتظر يستند عمليًا وفعليًا إلى وقائع ومعطيات أو مؤشّرات جدّية، فالقاصي والداني يدرك أنّ الأمور لا تزال تراوح مكانها، وهو ما يعرفه أعضاء اللجنة الخماسية جيّدًا، ويعرفه الفرنسيّون والسعوديّون جيّدًا، ولو أنّهم سيحاولون خلال اللقاءات المنتظرة بينهم، على هامش زيارة لودريان إلى الرياض، إيجاد "قواسم مشتركة" يمكن أن يدخلوا منها، لإقناع الأطراف بالذهاب إلى التشاور، بالحدّ الأدنى.
 
ولا يُستبعَد أن يكون في التحرّك الإقليمي والدولي محاولة "ضغط" على اللبنانيين أنفسهم، من قبل المجتمع الدولي، الذي يبدو مرّة أخرى، "أكثر حرصًا" منهم على إنجاز استحقاق يفترض أن يشكّل "شغلهم الشاغل"، علمًا أنّ التقديرات تشير إلى أنّ لقاءات الرياض ستُستكمَل بحراك متجدّد لسفراء "الخماسية"، قد يأخذ مرّة أخرى جولة على الفرقاء السياسيّين، ولو أنّها لم تنجح في تحقيق أيّ "خرق" في المرّات السابقة.
 
ثمّة من "يراهن" على أنّ ما قد يحفّز المجتمع الدولي على التحرّك على مستوى الرئاسة في لبنان، قد يكون أيضًا استحقاق الانتخابات الأميركية، الذي قد تتغيّر معه الكثير من المعادلات، وثمّة من يستعيد في هذا السياق "سيناريو" انتخاب ميشال عون رئيسًا عام 2016 قبل أيام من الانتخابات الأميركية. لكن هذا المنطق يصطدم بواقع أنّ الظروف ليست نفسها، بل إنّ "المنطق" هو الغائب الأكبر، وهنا بيت القصيد...
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa