نشرت صحيفة "thejc" الإسرائيليّة ومقرها لندن، تقريراً جديداً قالت فيه إنّ العمل الإستخباراتي الإسرائيليّ والضربات التي طالت أهدافاً ذات قيمة عالية، تعدّ بمثابة ضربة قويّة للاستراتيجيّة الإيرانيّة، مشيرة إلى أنّ إحباط الهجمات من إيران ولبنان غيَّر ساحة المعركة.
كذلك، اعتبر التقرير أنّ إسرائيل بحاجة إلى إعادة تكوين الردع الخاص بها خصوصاً ضد الإيرانيين و "حزب الله".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنهُ في ليلة 14 نيسان الماضي، ردّت طهران على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي إثر هجوم إسرائيليّ طال مبنى بمحاذاة القنصلية الإيرانية في دمشق، ويضيف: "ما حصل يوم 14 نيسان هو أنه جرى اعتراض العملية الإيرانية بنجاح من قبل إسرائيل وحلفائها".
وأكمل: "في 25 آب الماضي، شنت إسرائيل ضربة استباقية لتحييد الرد المخطط له من جانب حزب الله على مقتل رئيس أركانه فؤاد شكر في أواخر تموز الماضي. وعملياً، يشكل هذان الحدثان نقطة تحوّل حاسمة في استراتيجية إسرائيل".
وتابع: "إن هذه الأحداث تشيرُ إلى أن العمليات الهجومية التي خططت لها إيران وحزب الله تم إحباطها من خلال التدابير الدفاعية، وما جرى أيضاً هو أنه جرى إثبات قدرات هجومية لدى القوات الجوية الإسرائيلية وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي".
وزعم التقرير أنّ "قدرات الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي التي واجهت انتقادات مبررة بعد السابع من تشرين الأول، أظهرت قدرة على كشف مخططات الأعداء واختراقها، وقد تراوح هذا بين الكشف عن النوايا الأولية وتحديد التوقيت المناسب للهجوم وتحديد اليوم والساعة".
وأردف: "إن الأحداث التي وقعت في شهري نيسان وآب لها تداعيات بعيدة المدى، فهي تشكل جزءاً من المساعي التي يبذلها الجيش الإسرائيلي لاستعادة قوة الردع في مختلف أنحاء المنطقة، علماً أنّ هذا الردع يعتمدُ على قدرات استخباراتية تحدد الأهداف ذات القيمة العالية، إلى جانب القوة العسكرية الهائلة في الدفاع والهجوم".
واعتبر التقرير أنّ العوامل المذكورة قد تدفع الإيرانيين و "حزب الله" لإعادة تقييم استراتيجياتهم واختيار أهدافهم وتوقيتهم، مشيراً إلى أن "الرّدع يظل بالغ الأهمية وسوف يستمر في لعب دور مركزي في إعادة تشكيل العقيدة الأمنية في أعقاب حرب غزة".
كذلك، وجد التقرير أنه فشل أي هجومٍ ضد إسرائيل، قد يدفع بخصومها في إيران ولبنان إلى تغيير التكتيكات الخاصة بهم، وأضاف: "التحدي الذي يواجهنا الآن هو أن نبقى يقظين وذكيين بما يكفي لتحديد هذه التحولات، وإلا سنقع في فخ الأفكار القديمة التي ستقودها إلى مفاهيم خاطئة".
وقال: "الأفعال وحدها، مهما كانت كبيرة، لا تكفي، فنحن في احتياج إلى بناء نظام شامل قادر على تعظيم وتحليل وترجمة آثار هذه العمليات إلى استراتيجية تشغيلية قابلة للتكيف. وفي ظل الواقع الذي أعقب السابع من تشرين الأول، أصبحت مثل هذه التحركات تحمل ثقلاً أعظم، فهي ضرورية لاستعادة قدرات الجيش الإسرائيلي وإدراكه ـ سواء في الخارج ضد أعدائنا أو في داخل إسرائيل".
كذلك، ذكر التقرير أنّ الخيار المفضل لدى الحكومة الإسرائيلية وغيرها هو عدم اللجوء إلى حرب إقليمية شاملة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتغيير الوضع عند الجبهة مع لبنان، مشيراً في الوقتِ نفسه إلى أن "إزالة التهديدات بشكل استباقي وإضعاف قدرات العدو، على الرغم من أهميتها، ليست كافية في حد ذاتها، على الرغم من أنّ العملية التي جرت يوم 25 آب الماضي، قدمت فرصة لتعطيل قدرات حزب الله على نطاق أوسع مما كان متوقعاً في رده المخطط له".
وختم: "إن أحداث نيسان وآب ترسم خطاً فاصلاً واضحاً، خط بين الاستخبارات، والقدرة الفتاكة، والردع، وفجر واقع جديد، وسوف يقاس النجاح بمدى فعالية استفادتنا من هذه الفرص لمواصلة إعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي".