Advertisement

لبنان

حراك رئاسي ـ خماسي يصطدم بـ"نكران الواقع"

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi

|
Lebanon 24
10-09-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1244862-638615515252823032.jpg
Doc-P-1244862-638615515252823032.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 

‏ بين مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية المتجددة بتعديلات "جوهرية" وبين حراك المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية المتجدد، يتفاءل بعض الأوساط المعنية في إمكان أحداث خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي المسدود وانتخاب رئيس للجمهورية في خلال الأسابيع الفاصلة عن موعد انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل.
Advertisement
 
فمبادرة بري "المُجدَدَة" التي تقلصت فيها مدة الحوار التمهيدي لانتخاب الرئيس من أسبوع إلى خمسة أيام والجلسات الانتخابية بدورات متتالية إلى جلسة واحدة مفتوحة بدورات متتالية لا يخرج الجميع منها إلا بإنتخاب الرئيس،أحدثت ارتجاجات واسعة في صفوف الفريق المعارض للحوار الذي انقسم بين من يدعو إلى السير بالمبادرة "المتجددة" وبين متمسك بموقفه وعلى رأس هؤلاء حزب "القوات اللبنانية" الذي رد رئيسه الدكتور سمير جعجع على مبادرة بري في اليوم التالي لصدورها وذلك خلال قداس معراب لـ"شهداء القوات اللبنانية"، بالقول: "الطريق الى قصر بعبدا لا يمر بحارة حريك، والدخول الى  قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفق شروطها وحوارها المفتعل، الطريق الى قصر بعبدا يمر فقط بساحة النجمة ومن خلال صندوق الاقتراع".  
والواقع أن بري بمبادرته أحدث انقساما حاليا بين "القوات اللبنانية" وفريق "التغييريين" تحديدا كنتيجة أولى. أما النتيجة الثانية فكانت ظهور فريق "الثنائي الشيعي" وحلفائه على انه يبدي مرونة وانفتاحا في مقابل التشدد الذي يبديه الفريق الآخر. الا ان هذه الحركة لا يبدو انها ستصب في اتجاه حلحلة فعلية على مستوى إنجاز الاستحقاق الرئاسي وذلك في انتظار اجتماع سفراء المجموعة الخماسية في لبنان السبت المقبل .وهناك إجماع على أن ما إدلى به بري حمل جديدا اذا صفت النيات يمكن البناء عليه لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
 
وفي هذا السياق ذهب مصدر قريب "الثنائي الشيعي"الى القول لـ"لبنان 24" إن بري فجر بمبادرته "قنبلة سياسية طويلة عريضة" أراد منها قطع الطريق على الحركة السعودية ـ الفرنسية محاولا وضعها في النصاب الحقيقي الذي ينسجم مع رؤيته بعيدا عن أي مناورات، بحيث أنه جدد الروح في مبادرته بخفض حوار السبعة أيام إلى خمسة والجلسات الانتخابية المتعددة الى جلسة بدورات واحدة متعددة. واستهدف بري من مكان خفي رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بحيث افهمه انه هو "المعرقل الوحيد" للحوار فيما الجميع يقبلون به، وقد اسمع بري البخاري هذا الكلام ـ الاتهام لجعجع  خلال لقائهما الاخير.
 
على ان كل هذه التطورات جاءت بعد اجتماع الرياض بين لودريان والعلولا وبالتالي، يقول المصدر، فأن بري قطع بمبادرته الطريق امام أي احد يحاول أن يستغل هذه اللحظة ليحاكي ترشيحات مستعادة . ويعتبر المصدر إن ما قاله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لقناة "الجزيرة" الإنجليزية مطروح منذ زمن في الكواليس لكن لم يعرف ما هي المصلحة في ذهاب بوحبيب الى الإضاءة عليه من خلال قوله أنه "اتانا بنحو غير مباشر من الإسرائيليين أن وقف النار في غزة قد لا يعني وقف النار في جنوب لبنان". وتساءل المصدر: "ما هي الشطارة في هذا الأمر؟ فمنذ زمن يقال هذا الكلام وهذا يمكن أن يكون سقفا تفاوضياً، فإعلان وزير الخارجية عنه بهذا الشكل إنما يخدم الإسرائيلي".
ويضيف المصدر: "إن الجانبين السعودي والفرنسي يحاولان أحداث ارباك في أصل المشهد وفي الثوابت التي تحكمه. وهذه الثوابت هي:
ـ أولا، أن هناك محور يرشح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية. ـ ثانياً، أن الحوار هو مدخل طبيعي لانتخاب رئيس الجمهورية. 
ـ ثالثاً، أن التوازنات الحالية في مجلس النواب تحتاج إلى كسر إما بحوار، وإما بتوفير مادة جديدة تحدث حيوية، وإلا فإن  بري بدأ يتحدث عن الانتخابات النيابية لسنة 2026 . وكذلك يتحدث عن خلاف داخلي وبالتالي فإن هذه القفزة عن الاستحقاق الرئاسي إلى انتخابات 2026 هي إشارة غير مباشرة إلى أنه يمكن أن لا ينتخب رئيس للجمهورية من الآن وحتى سنة 2026 .علما ان بري قال انه لا يزال غير متفائل بتوافر حل قريب لانتخاب رئيس جمهورية.
 
ويعتبر المصدر نفسه أن بري "سكب ماءً باردة" على المجموعة الخماسية بمواقفه الجديدة، إذ من الواضح أن كلامه من حيث توقيته الذي جاء بعد ساعات قليلة من استقباله السفير السعودي انما يلاقي حركة سفراء هذه الخماسية قبل لقائهم المقرر في 14من ايلول الجاري والذين سبق لبعضهم أن تحرك بمفرده. فالسعودي التقى كلا من بري والرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان،والسفير المصري قام هو الآخر بحركة غير معلنة في اتجاه بعض الافرقاء ومنهم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فضلا عن مفتي الجمهورية. اما السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير القطري فقد كان يفترض أن يقوما بتحرك معين لكنهما لم يفعلا. ولذلك لم يعرف بعد مدى قدرة السفراء الخمسة في اجتماعهم المقبل على تقديم معطى حقيقيا يغير في أصل قواعد المقاربات حيال الاستحقاق الرئاسي، لكن المعركة الاستراتيجية المندلعة ما زالت هي الأساس وأن الاستعصاء في مشهد المجلس النيابي لم يتغير فيه شيء خصوصا وأن بري يتهم جعجع علناً بأنه هو المسؤول عن عرقلة الحوار. وعلى الأرجح فإن اجتماع هؤلاء السفراء سيمر "مرور الكرام" مثل ما سبقه من محطات لأن هناك واقعا سياسيا ظروفه ومحدداته اكبر من ان تحل بحركة بعض الوزراء أو السفراء في المجموعة الخماسية او غيرها.
 
ولذلك، يقول المصدر، إن الكلام الجاري يقفز عن عمق الأزمة السياسية وعجز المجلس النيابي عن توفير دينامية تسمح بكسر الاصطفافات الحادة الحالية، ويحاول أن يتعاطى مع الأمور بسوريالية وكأن المسألة كلها أن يأتي الجميع إلى مجلس النواب وينتخبوا رئيسا، فيما هناك سنتين من عدم القدرة والاستعصاء الداخلي والخارجي، وهذا اسمه منطق نكران الواقع.
ويعتبر المصدر أن كلام جعجع في خطابه الاخير عن عدم تغيير المبادئ لأجل منفعة "فيه نوع من المزايدة الإعلامية التي تبرر عدم المشاركة في الحوار، ولا يبدو أن هناك جهة ضغطت على جعجع للنزول إلى الحوار، مع العلم أنه كان هناك كلام عن محاولة سعودية ـ فرنسية لزحزحته عن موقفه لكن لم يظهر بعد انها حققت اي نتائج.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi