إلى لبنان الذي أحبه دائما، وكانت له مكانة خاصة في قلبه وفكره واهتماماته، عاد جثمان بطريرك الارمن الكاثوليك الكاردينال غريغوريوس الخامس عشر أغاجانيان، حيث يلتقي اللبنانيون مساء اليوم الخميس عند الساعة السابعة إلا ربع للاحتفال بنقل جثمانه من روما إلى لبنان، أرض القداسة والبطولة، أرض شربل ورفقة والحرديني والأخ اسطفان وابونا يعقوب والاخوة المسابكيين وغيرهم من الأباء القديسين.
فمن هو هذا الكاردينال الذي نلتقي للاحتفاء به؟
سار الكاردينال اغاجانيان على مبادئ محددة طيلة حياته، تتمحور حول التلاقي والمحبة والوطنية.
فمنذ ولادته في جورجيا عام 1895 حتى توفاه الله عام 1971، سجل البطريرك الراحل علامات فارقة مهمة على صعيدي الكنيسة والوطن، بدأها منذ انتخابه بطريركاً في الـ 42 من عمره ثم تعيينه رئيساً مساعداً لمجمع انتشار الإيمان من 1958 حتى 1960، حيث ثابر على إنجاز أصعب المهام.
عُرف بلقب "البابا الأحمر" أي بابا بلباس كاردينال، إثر ترؤسه أيضاً مجمع الكرادلة لانتخاب البابا في مناسبتين عام 1958 و1963، وكان من المتوقّع أن يتمّ انتخابه خلفاً، لذا تمّت تسميته "البابا الأحمر".
أما بالنسبة إلى لبنان، فكان له دوماً مكانة عظيمة في قلب اغاجانيان، إذ اعتبره مدخلاً للانفتاح على الأديان السماوية كافة على مساحة أرض صغيرة، فرعى مصالحات تاريخية بين المسؤولين اللبنانيين في دير الآباء الأرمن الكاثوليك في جونية وقد يكون من أهمها بين الرئيس كميل شمعون والبطريرك الماروني بولس بطرس المعوشي.
وبعد مطالبة البطريركية الأرمنية الكاثوليكية حاضرة الفاتيكان بفتح دعوى ملف تطويبه، تم هذا الأمر في 28 تشرين الأول 2022.