Advertisement

لبنان

"حزب الله" يمسك بمسار التصعيد.. تل ابيب خسرت المبادرة!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
17-09-2024 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1247662-638621682404176514.jpg
Doc-P-1247662-638621682404176514.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من غير الواضح ما هي التغييرات التكتيكية التي بدأها "حزب الله" بالتوازي مع عملية الاربعين التي رد فيها على اغتيال اسرائيل لقائده العسكري فؤاد شكر، لكن الاكيد ان الحزب استعاد بشكل كبير زمام المبادرة العسكرية وبات هو الذي يحدد شكل التصعيد ومداه عند الجبهة، وهذا ما يشكل ضغطاً اضافيا على اسرائيل التي تعاني من عجز فعلي على ايلام الحزب في الاسابيع الماضية ما يجعل قيامها بعملية واسعة الخيار الوحيد لاستعادة المبادرة من دون ان يكون اليقين بالانتصار فيها او تحقيق الأهداف، موجودا.
Advertisement

في الايام الماضية استطاعت اسرائيل اغتيال عدد قليل من عناصر "حزب الله" في مناطق في عمق الجنوب بعيدا عن الجبهة، لكن عمليات الاغتيال تلك لم تستهدف اي كادر عسكري او قيادي ميداني مهما كان مستواه التنظيمي بل عناصر عاديين بعيدا عن الخط الامامي ولا يمارسون اي مهام عسكرية، وهنا يمكن الحديث عن نقطتين، الاولى هي الفشل في استهداف القادة الميدانيين والثانية الفشل في اصابة العناصر الذين يقومون بمهام عسكرية على الجبهة.

في المرحلة الماضية كانت اسرائيل ومن خلال جهد تقني واستخباري تصيب يوميا عناصر "حزب الله" عند الجبهة عن طريق استهداف المنازل التي يتمركزون فيها، غير ان هذا الامر لم يعد يحصل الا نادرا جدا في الاسابيع الماضية، ما جعل مسار التصعيد يفلت من يد تل ابيب، وباتت المعادلات قابلة للتعديل من قبل "حزب الله" وحده اذ ان استهداف الجولان اصبح امراً شبه عادي يحصل للرد على تصعيد اسرائيل لا يصيب البقاع فقط بل مناطق في الجنوب وهذا تغيير في قواعد الاشتباك لصالح الحزب.

كما ان الخط الامامي للاشتباك العسكري لم يعد يتمثل بقاعدة ميرون مثلا بل بالقواعد العسكرية قرب صفد وطبريا ونهريا في عمق الشمال الفلسطيني المحتل، اذ ان استهداف هذه المناطق بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا بات امرا يوميا ويحصل للرد على استهداف مبنى فارغ اصيب حوله بعض المدنيين في كفرمان مثلا، وعليه فإن كريات شمونا التي كانت هدفا معتادا للرد على اي تصعيد استبدلت بمدن لم يتم اخلاؤها بعد وهي بعيدة عن خط الاشتباك العسكري..

اذا لم تعد تل ابيب قادرة، في هذه المرحلة على الاقل، على مواكبة تصعيد الحزب لذلك اصبح الحديث عن عملية عسكرية برية او خاصة واسعة امراً ضروريا للردع، سواء حصلت هذه العملية او لم تحصل، اذ ان تطمين المستوطنين بات امرا صعبا على ابواب فصل الشتاء وعليه فإن تهجير ٢٠٠ الف مستوطن قد يصبح تهجيرا لاعداد اخرى، وتحديدا لكل من يسكن شمال مدينة حيفا التي قد تكون في الاشهر المقبلة هي الحد الفاصل بين المناطق المستهدفة والمناطق الامنة في فلسطين المحتلة.

يرفع "حزب الله" الثمن الذي تدفعه اسرائيل جراء المعركة الحالية معه وهذا امر قد يؤدي الى تحسين الواقع التفاوضي في المرحلة المقبلة خصوصا ان الحديث عن وقف اطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية ليس امرا واقعيا، وعليه فإن الخطوة الاسرائيلية المقبلة لاستعادة التوازن في المعركة مع الحزب هي التي ستحدد المسار الذي ستأخذه المنطقة عموما قبل وصول ادارة جديدة الى البيت الابيض. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash