يعيش لبنان واحدة من اصعب المحطات في تاريخه على وقع غارات جوية من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق لبنانية، وتتركز خصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، فضلا عن ضربات متفرقة في مناطق في الجبل. وبلغت ذروة العدوان باغتيال الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
وكتبت" النهار": لم يواجه لبنان في تاريخه القريب أو البعيد أو الحديث خطراً يوازي خطر تفكك الدولة وشلل المؤسسات وفراغ الرئاسة مقترناً بالخطر الداهم الراهن، خطر الاجتياح الإسرائيلي الجوي الذي يدمّر مدناً وبلدات وقرى ويمارس سلسلة اغتيالات غير مسبوقة بهذا النمط المخيف الذي أودى في الساعات الأخيرة بالأمين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله مع معظم قيادة الحزب، ومضت إسرائيل بعد الاغتيال في العربدة الدموية دون هوادة.
نقول إن لبنان يواجه اليوم الاختبار التاريخي لتوحّده وتضامن أبنائه بدءاً باحتضان كل اللبنانيين لجميع اللبنانيين، أي احتضان النازحين المقتلعين من بيوتهم، والالتفاف والتعاضد في هذه المحنة منعاً لما يمكن أن يشكل لغماً متفجراً بين أبناء البلد الواحد.
انها لحظة حاسمة شديدة الخطورة تضغط بقوة غير مسبوقة نحو وحدة حقيقية غير انشائية وغير لفظية وغير خشبية لأن لبنان الهشّ لن يحتمل مزيداً من التفكك والانقسامات والوقوع في أفخاخ حروب أهلية مقنّعة أو سافرة على إيقاع حرب تتدحرج فوقه وتدك مدنه وبلداته وقراه. وهي وحدة تحتاج إلى مقومات جدية وحقيقية أهمها تجاوز الأفخاخ الأهلية في أزمة النزوح ومن ثم توحيد موقف القوى اللبنانية من حماية لبنان من خطر تدحرج الحرب وإعلاء صوت مصالح لبنان واللبنانيين أولاً وأخيراً وقبل كل المصالح.
إنها الوحدة الانسانية بين الناس أولاً وأخيرا ما يتوجب على اللبنانيين أن يقتنعوا بأنها السبيل الوحيد الحصري لحمايتهم جميعاً واسقاط نزعات الكيدية والعدائية والشماتة والتمترس وراء حسابات ورهانات ثبت عقمها على امتداد التجارب.
وكتبت" الاخبار": في لحظة فاصلة من تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، ينضم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى قافلة الشهداء، في عملية اغتيال غادرة نفذها الاحتلال الإسرائيلي. بارتقاء السيّد إلى مرتبة الشهادة، يخسر لبنان قائداً استثنائياً ورمزاً للمقاومة، جسد بصماته في مسيرة الدفاع عن الأرض والوطن.رحيله، استوجب حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام.
وكتبت" الديار":قبل وبعد اعلان استشهاد سماحة السيد يبقى السؤال الكبير حول مسار المرحلة المقبلة في الحرب التي توسعت ابوابها في المنطقة على كل الاحتمالات.
اما السؤال الثاني بعد هذه الخسارة الكبرى التي تلقاها حزب الله ولبنان ومحور المقاومة هو كيفية التعاطي مع حجم هذه الضربة الموجعة لتنفيذ وصية سماحة السيد الدائمة بمتابعة مسيرة المقاومة بكل زخم حتى النصر.
وفي البيت الداخلي للحزب، رغم حجم الخسارة الكبير وخصوصية شخصية الشهيد وحضوره وقوته، تؤكد المعطيات وفق مصدر مطلع وكما عكس بيان حزب الله امس ان الحزب كما حصل في محطات سابقة سيخرج من هذه المحنة محصنا بقيادة جديدة مسلحة بنهج سماحة السيد الشهيد.
ووفقا للمعطيات القائمة فان الحزب سيتعامل مع هذه الصدمة الكبيرة بكل اقتدار ومسؤولية لاختيار امينه العام الجديد وتعيين باقي اعضاء القيادة.
وحسب المعلومات فان الاعلان عن هذه العملية لن يتأخر، مع التأكيد ان حزب الله تنظيم مؤسساتي قوي ومتين ويملك من المنعة والطاقات ما يجعله اقوى من كل العواصف في اصعب وادق الظروف.
ورغم حجم ما جرى والضربات الموجعة التي تلقاها الحزب في الايام والاسابيع الماضية استمر امس يخوض الحرب المفتوحة ويمطر مدن ومستوطنات ومواقع العدو الاسرائيلي بحوالي مئة صاروخ من العيارات المتوسطة والثقيلة حتى تل ابيب مرورا بعكا وصفد وحيفا وسائر مناطق الشمال والوسط من فلسطين المحتلة.