كتبت بولا مراد في" الديار": لا ينفك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يُحذر من فتنة داخلية سيعمد العدو الاسرائيلي الى اشعالها بالتوازي مع احتلال اجزاء جديدة من الاراضي اللبنانية.
الخشية من الفتنة لا تقتصر على باسيل انما هو سيناريو لا تستبعد قوى كثيرة ان يلجأ اليه العدو بخاصة اذا استشعر انه علق في مستنقع العملية البرية وبقي غير قادر على تحقيق اي خرق او تقدم يُذكر داخل الاراضي اللبنانية.
وتنبه مصادر سياسية لبنانية الى ان "كل ادوات وعناصر الفتنة جاهزة في الداخل اللبناني، سواء الكم الهائل من النازحين الذين تركوا مدنهم وقراهم واتجه معظمهم الى جبل لبنان وما تبقى من مناطق آمنة في العاصمة بيروت، او مئات آلاف النازحين السوريين الذين ما زالوا ينتشرون في لبنان وتشرد قسم كبير منهم بات بلا ملجأ وصولا الى عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينين الذي هجروا من مخيمات الجنوب اللبناني". وتعتبر المصادر في حديث لـ "الديار" ان هناك اكثر من نافذة قد يدخل من خلالها العدو لاشعال نار الفتنة في حال وجد نفسه مأزوما في الميدان. فالوضع في لبنان يختلف تماما عن الوضع في غزة. هنا للاسف النفوس مهيأة اكثر من اي وقت مضى للعودة الى الحرب الاهلية رغم حملات التآخي والتضامن مع النازحين"، لافتة الى ان "هذا الترحيب بالنازحين قد يتحول نقمة مع مرور الاسابيع والاشهر بخاصة في حال تقصد العدو ضرب المطار والمرفأ ما يقطع سبل الامدادات بالغذاء والدواء والمواد الاساسية، فيصبح الصراع الداخلي صراعا على البقاء والصمود". ويوضح المصدر ان "القوى السياسية كما الاجهزة الامنية تعي هذا الواقع الخطر وتحاول التصدي له قبل الانجرار اليه". ويشير مصدر امني الى ان "الجيش وبعملية اعادة الانتشار التي نفذها وتعزيز وجوده في الكثير من المناطق وبخاصة التي تلحظ تدفقا كبيرا للنازحين واختلاطا مذهبيا وطائفيا، انما يحاول وأد اي فتنة في مهدها"، لافتا في تصريح لـ "الديار" الى انه بدل توجيه السهام الى الجيش وانتقاد أدائه جنوبا الافضل الالتفاف حوله لانه وحده القادر على تجنيب لبنان السيناريو الاخطر، سيناريو الحرب الاهلية".
ويبدو واضحا ان العدو الاسرائيلي يعمل وفق مخطط خطر بدأ باستهداف اجهزة اتصالات حزب الله وانتقل الى ضرب هيكله القيادي مرورا بالحملة الجوية التدميرية الواسعة فاغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وصولا الى العملية البرية المتعثرة. وهنا تقول المصادر: "في كل المراحل السابقة من الخطة استشعر العدو انه متفوق ويحقق نجاحات باهرة لذلك عمد الى تسريع تنفيذ بنودها، لكنه اليوم يجد نفسه متعثرا بالبر ويتكبد خسائر كبيرة ما قد يدفعه الى اعادة النظر بهذه الخطة مع وجود خشية حقيقية من ان يلجأ الى سيناريو الفتنة".