Advertisement

لبنان

تفاصيل رحلة نزوح معاكس من لبنان إلى سوريا.. هربٌ من حرب إلى حرب!

Lebanon 24
07-10-2024 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1258436-638638982143170504.jpeg
Doc-P-1258436-638638982143170504.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
اضطر الكثير من السوريين الخروج من بلادهم وقصدوا لبنان منذ سنوات، هربا من الحرب التي دمرت مظاهر الحياة الطبيعية في كثير من المناطق، قبل أن يضطر بعضهم مجددا للعودة من جديد لكن في رحلة معاكسة، إلى سوريا.
Advertisement

رحب لبنان بأعداد هائلة من السوريين الذين طلبوا اللجوء هربا من ويلات الحرب في بلادهم، لكن مع القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق عدة في لبنان منذ 23 أيلول الماضي، قرر عشرات الآلاف العودة إلى سوريا.

السوريون عادوا إلى بلادهم، في قصة درامية قاتمة بمشاركة الكثير من اللبنانيين رحلتهم، حيث بات على الأراضي السورية مشكلة إيواء النازحين السوريين واللبنانيين.

وتزامنت رحلة العودة لبعض النازحين مع الضربة الإسرائيلية التي وقعت صباح الجمعة 4 تشرين الأول الجاري قرب معبر المصنع الحدودي مع سوريا، مما أدى إلى قطع طريق يسلكه مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من القصف الإسرائيلي.

وقد شهد معبر جوسيه الحدودي في ريف مدينة القصير السورية اكتظاظا بالنازحين من لبنان، فكيف سارت رحلة النزوح في اتجاهين للسوريين؟

من حرب إلى حرب
 
اضطر السوري أحمد مصطفى للهرب من حرب جديدة، بعد أن نزح من حرب قديمة في سوريا قبل 10 سنوات، ليعود إلى بلاده مع عشرات الآلاف الذين شاركوه قرار العودة، على وقع الغارات الإسرائيلية في لبنان.

وعند معبر جوسيه الحدودي في ريف مدينة القصير السورية، يقول مصطفى البالغ 46 عاما في حزن بالغ: "هربنا من الحرب وعدنا إلى الحرب، خرجنا من الصفر وعدنا إلى تحت الصفر".

مصطفى انتظر مع عائلته وأطفاله الثلاثة حافلة تقلّه إلى الرقة شمالي شرق سوريا بعدما دخل داعش إلى مدينته، مضيفا: "قبل 10 سنوات خرجنا فقط بالملابس التي كنا نرتديها ولم نأخذ معنا شيئا".

وظل مصطفى لسنوات في منطقة الوزاني بجنوب لبنان، قبل أن يضطر إلى النزوح مجددا، ليعلق: "تكرر المشهد نفسه في لبنان، خرجنا من بين القذائف".

وسيتوجه أحمد على متن حافلة تبرّع بها أحد رجال الأعمال المتحدّرين من الرقة حيث يعتزم العيش مع أحد أقاربه في منزل من الطين.

ودفع التصعيد الإسرائيلي على لبنان منذ 23 أيلول أكثر من 310 آلاف شخص إلى العبور من لبنان إلى سوريا، وفق السلطات اللبنانية، معظمهم سوريون.

وهي المرة الثانية خلال أقل من 20 عاما، يضطر سكان في لبنان للجوء إلى سوريا هربا من نزاع عسكري يفتك بأرواح المدنيين.

ابن النزوح
 
مصطفى قرر العودة إلى الرقة التي غادرها بعد سيطرة داعش عليها عام 2014، لكن بعد هزيمة التنظيم عام 2019، عادت المدينة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، "قسد"، وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة.

ومثل أحمد مصطفى، ينتظر جعفر العلي عند الجانب السوري من معبر جوسيه الحدودي مع لبنان، حافلة ستعيده وعائلته إلى الرقة حيث لا ينتظره شيء سوى طريق وترقّب وقلق.

ويقول العلي الذي فرّ أيضا من الوزاني: "من نزوح إلى نزوح، رحلة لا تنتهي، واليوم سنتوجه إلى شارع مفتوح في الرقة، لم يعد لديّ شيء هناك، لا أهل ولا أقارب ولا منزل".

استخدم العلي علبا من الكرتون كانت توزع ضمن مساعدات غذائية منظمات تابعة للأمم المتحدة، ليحمي زوجته وأولادهما الثلاثة من الشمس.

ومن بين هؤلاء الأولاد، مؤيد، 13 عاما، الذي كان يُحضر مياه شرب لأمه وإخوته ويعتني بهم مثل والده، لينظر إليه الأب بحسرة قائلا: "عمر ابني من عمر نزوحنا، لم يرَ في حياته إلا الحرب والنزوح، لم يتعلّم ولا يعرف القراءة والكتابة، حاله حال باقي أخوته".

يوم لا ينسى
 
أكد مسؤولون لبنانيون أن عدد السوريين في لبنان منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، تجاوز المليوني شخص، ليقرر مئات الآلاف منهم العودة في الوقت الراهن.

وشهدت سوريا في السنوات الأخيرة تراجعا في وتيرة المعارك بين القوات الحكومية ومجموعات معارضة، لكنّها غارقة في أزمات اقتصادية ومعيشية، ما ينقل خطر الحرب إلى خطر الظروف المعيشية القاسية.

وتعتبر شريحة واسعة من اللبنانيين أن النازحين السوريين يشكلون عبئا على الاقتصاد وتطالب بعودتهم إلى بلادهم.

ويقول السوري بشار حميدي، الذي غادر الرقة عام 2016 إنه دفع مبالغ طائلة بحثا عن مستقبل آمن وحياة مستقرة بعيدا عن الحرب، لكن الحرب عادت لمطاردته داخل منزله بلبنان.

حميدي يقول إنه اضطر للنزوح مع زوجته وأطفاله الثلاثة في رحلة طويلة من جنوب لبنان إلى الحدود السورية، مضيفا: "كنا نسمع أصوات القصف، وشاهدنا جثثا على جانبي الطريق أثناء فرارنا بحافلة إلى بيروت".

منزل حميدي هُدم بالكامل في جنوب بيروت، وكذلك منازل جيرانه التي تحولت إلى ركام من شدة قصف الغارات الإسرائيلية في منطقة الوزاني تحديدا.

وينهي حديثه من دون أن ينهي رحلته القاسية: "شعرت أن الموت يطاردني كالوحش، التفت للوراء خشية أن يصيبني أو يصيب أحد أفراد العائلة، لا أنسى صراخ الأطفال وقتها، إنه يوم آخر من الرعب لن أنساه ما حييت". (بلينكس - blinx)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك