ذكر موقع "إيلاف" أنّ التحوّلات الأخيرة في الخطاب السياسي الإسرائيلي واتساع نطاق أوامر الإجلاء في لبنان تُشير إلى أن الحرب قد تتجاوز العملية "المحدودة" التي أعلنت عنها إسرائيل في البداية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن التطورات الميدانية وتصريحات المسؤولين تشير إلى احتمال استمرار الحرب لفترة أطول وأكثر شدة مما كان متوقعًا في البداية.
وتُشير التقارير إلى أن أكثر من 110 مناطق في لبنان قد شملتها أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية، والتي تمتد من القرى الحدودية حتى المناطق الساحلية الواقعة على بعد 60 كيلومترًا شمالًا. هذه الأوامر تبرز التوسع الكبير في نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يجعل المسؤولين الغربيين يشكون في أن الحرب قد تستمر لفترة أطول.
وفي تطوّر ملحوظ، رصدت "فايننشال تايمز" تصعيداً في لهجة الخطاب السياسي الإسرائيلي، حيث حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللبنانيين من أن الحرب قد تكون طويلة وستؤدي إلى دمار كبير إذا لم ينتفضوا ضدّ حزب الله.
وأشار مسؤول غربي لم تسمه الصحيفة البريطانية إلى أن الإسرائيليين كانوا يتحدثون عن توغل بري محدود لمدة أسبوعين، لكن هذه المدة تبدو وكأنها تمددت. ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، يشير بعض المحللين إلى أن هناك القليل من التفاؤل بشأن توقف إسرائيل قبل هذا الموعد.
وحتى الآن، لا تزال تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية غير واضحة تمامًا. ويحرص الجيش الإسرائيلي على إبقاء معظم تفاصيل الهجوم تحت توجيهات الرقابة العسكرية، لكن المؤكد أن العمليات تركز على المناطق الحدودية. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود الدبابات والمركبات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان، في مواقع قريبة من الحدود مع إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن الهدف من الهجوم هو إزالة خطر هجوم "حزب الله" عبر الحدود، وتقليص القدرة الهجومية للحزب، خاصة الصواريخ المضادة للدبابات. الهدف النهائي هو السماح للإسرائيليين الذين نزحوا بسبب القتال بالعودة إلى منازلهم، بعد القضاء على التهديدات المباشرة.
وتُشير صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها جهات مراقبة إلى وجود دبابات إسرائيلية على مسافة قصيرة داخل لبنان، خاصة في منطقة "مارون الراس" الجنوبية. وتشير الصور إلى وجود حوالي 27 مركبة إسرائيلية على بعد 250 مترًا من الحدود، فيما توجد مجموعة أخرى أصغر حجماً على بعد كيلومتر واحد داخل لبنان. كما تظهر الصور مسارات تشير إلى نقاط توغل أخرى في مواقع مثل قريتي "أفيفيم" و"يرؤون" الإسرائيليتين.
ويُؤكّد المسؤولون الإسرائيليون أن الهدف الرئيسي من الهجوم هو تدمير بنية حزب الله التحتية التي تشمل أنفاقًا ومخابئ ومستودعات أسلحة، والحد من قدرة الحزب على تهديد التجمعات الإسرائيلية بالصواريخ والأسلحة الثقيلة.
وعلى الصعيد الدولي، تُشير "فايننشال تايمز" إلى أن الولايات المتحدة قد قدمت دعمًا ضمنيًا للهجوم الإسرائيلي على حزب الله. فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن واشنطن تدعم جهود إسرائيل لإضعاف قدرات حزب الله، لكنها تفضل في النهاية الوصول إلى حل دبلوماسي للصراع.
ومع ذلك، يشعر العديد من اللبنانيين بالقلق من أن الهجوم الإسرائيلي قد يتفاقم بدعم من الولايات المتحدة، خاصة في ظل عمليات القصف المستمرة من قبل الطائرات الإسرائيلية على المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، والضربات التي تستهدف مواقع حزب الله في مناطق جنوب سوريا وسهل البقاع.
وتتوقع بعض المصادر الغربية لـ"فايننشال تايمز" أن القوات الإسرائيلية قد تتوغل أكثر داخل لبنان إذا استمرت العمليات بالوتيرة عينها. ورغم أن الهدف المعلن هو تطهير المنطقة الحدودية من تهديد حزب الله، فإن التوغل إلى عمق لبنان قد يكون مسارًا محتملاً في الأيام المقبلة. (إيلاف)