Advertisement

لبنان

معبر المصنع المعطّل: هل تحوّل القصف الإسرائيلي إلى لعبة "عضّ الأصابع" بين لبنان وسوريا؟

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
23-10-2024 | 09:01
A-
A+
Doc-P-1266862-638652576408678993.jpg
Doc-P-1266862-638652576408678993.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لا يزال معبر المصنع، الشريان الحيويّ الذي يربط لبنان بسوريا مقطوعًا، وذلك عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أدت إلى شلّ حركة السيارات والشاحنات التي كانت تخرج من لبنان وتدخل إليه، ضمن سلسلة اقتصادية مهمة تربط البلاد بسوريا، وإلى حدّ الآن لم تتمكن الجهات المعنية من معالجة الطريق حسب مصادر أمنية أكّدت لـ"لبنان24" أنّه مجرد معالجة الحفرة الكبيرة التي خلّفها القصف الإسرائيلي فإنّ الطريق سيشهد قصفًا أعنف، إذ إنّ هدف إسرائيل أولا يتمثل بمحاولة قطع الإمدادات التي يزعم أن حزب الله يحصل عليها من سوريا، بالاضافة إلى محاولة عزل لبنان بريًا عن سوريا، المنفذ البري الوحيد على الحدود اللبنانية.
Advertisement
وفي وقت تتدفق المساعدات إلى لبنان ما حال دون تمكن بعض تجار الحرب من رفع أسعارهم، أكّدت مصادر أن الاسعار بشكل عام لا تزال كما هي مع وجود بعض من التجاوزات القليلة، والتي لا تُذكر، لا بل على العكس من ذلك، إذ إنّ التجار يتنافسون بين بعهم البعض من خلال تقديم كمية كبيرة من العروض والحسومات اليومية التي تعرضها المتاجر الكبيرة، وهذا ما يشير إلى القدرة على ضبط الأمور بشكل واسع وكبير.
من هنا، يشير نقيب السوبرماركت في لبنان نبيل فهد خلال اتصال مع "لبنان24" إلى ان الأسعار لم تتأثر أبدا منذ بدء الحرب في آخر أيلول وقد حافظت على استقرارها، والسبب، حسب فهد، يعود لقوة المنافسة في الأسواق بين السوبرماركت وتوفر كميات كبيرة من المواد الغذائية التي لم نرَ أي تغيير في توفرها حيث تصل إلى البلاد من دون انقطاع.
وشدّد فهد لـ"لبنان24" أن الأسعار في السوبرماركت تتغير فقط عند تغيير لوائح الأسعار من قبل الموردين وهذا ما لم يحصل،وقد أكدت ذلك وزارة الاقتصاد ومديرية حماية المستهلك حيث أنها قامت بجولات مراقبة الاسعار في السوبرماركت بشكل دوري وبل على العكس فإن بعض الأسعار كالزيت النباتي مثلا قد ارتفعت عالميا بحوالي ٢٠٪؜ في حين استقرت أسعارها في لبنان حتى الآن.
أما عن سلسة التوريد من المصانع المحلية أو المستوردين، فقد لفت فهد إلى أنّ هذه السلسة مستمرة بشكل جيّد على العموم ولم يكن هناك اي انقطاع لأي سلعة بالرغم من التحديات الأمنية وانتقال عدد كبير من الموظفين والعمال من مناطق سكنهم.
وطمأن فهد عبر "لبنان24" اللبنانيين لناحية توفّر المخزون،مشيرا إلى أن الكميات تكفي الاسواق لعدة أشهر إلى الامام، مؤكدًا أن المساعدات التي وصلت قد زادت القدرة على مجابهة أي حصار.
 
سوريا تعاني
ومن لبنان إلى سوريا، أكّد مصدر اقتصادي سوري لـ"لبنان24" أنّ ضربة المصنع أثّرت على الاقتصاد السوري أكثر مما أثّرت على لبنان، مشيرا إلى أن المساعدات التي تأتي إلى لبنان ساهمت بالحفاظ على سلسلة العمل والتوريد على عكس سوريا.
وحسب المصدر فإنّ ما بين 30 إلى 40 شاحنة كانت تدخل من سوريا إلى لبنان وبالعكس بشكل يوميّ، إلا أنّها اضطرت أن تحوّل وجهتها إلى معبري الدبوسية والعريضة حيث يبعدان قرابة 250 كلم عن العاصمة دمشق، في حين تبلغ المسافة بين معبر المصنع ودمشق 47,4 كلم، وهي مسافة أقل بكثير. ومن هنا يشير المصدر إلى أنّ المسافة الجديدة التي تضطر الشاحنات الى قطعها أثّرت على التكلفة التي ارتدّت بشكل مباشر على الاسعار، بالاضافة إلى ارتفاع مستمر بكلفة الشحن إلى الشرق الاوسط بسبب تصاعد حدّة التوترات في المنطقة. وكان "لبنان24" قد سلّط في وقت سابق الضوء على أزمة المحروقات التي تعاني منها سوريا منذ بدء الحرب على لبنان، وهذا ما زاد العبء على الموردين الذين اضطروا أن يشتروا المحروقات من السوق السوداء، ما أثر في طبيعة الحال على أسعار المنتجات والبضائع.
ويلفت المصدر إلى أن الأزمة لا تتلخص فقط بكلفة الشحن، بل بنوع البضائع التي يتم تخليصها عبر المصنع، إذ يشير إلى أن لبنان يصنّف معبر المصنع ضمن الفئة الأولى وهذا ما يسمح بتخليص كافة أنواع البضائع، في حين معبر الدبوسية من الفئة الثانية، أي لا يسمح إلا بتخليص عدد وانواع معينة من البضائع، لافتًا إلى أنّ المواد التي لا يمكن أن تمرّ عبر المعبر يضطر المستورد إلى شحنها عبر مرفأ طرابلس.
وعليه، يمكن النظر إلى ضربة المصنع على أنها جزء من "لعبة عض الأصابع" بين الأطراف المتنازعة، حيث تسعى إسرائيل لتعطيل تدفق الإمدادات إلى حزب الله ومحاولة فرض ضغوط اقتصادية إضافية على سوريا. وفي المقابل، يبقى لبنان في وضع حرج، حيث قد يُفرض عليه مزيد من العزلة إذا تكررت الضربات أو ازدادت حدتها، بينما يتمسك الطرف السوري بمحاولة الحفاظ على حركة التجارة رغم الصعوبات.
 
ويرى المصدر هنا أنّ معبر المصنع ليس مجرد نقطة حدودية؛ إنه شريان اقتصادي حيوي لكلا البلدين. يبلغ المعبر أهمية استراتيجية باعتباره المعبر الأول للبضائع بين سوريا ولبنان، ويشكّل منفذًا بريًا رئيسيًا يسمح بنقل السلع والبضائع بشكل يومي، ورغم أن لبنان يتمتع ببعض المرونة الاقتصادية من خلال الموانئ والمطار، فإن تعطيل معبر المصنع يزيد من تكلفة نقل البضائع ويخلق عقبات أمام التجار الذين يعتمدون على التدفقات المستمرة للبضائع عبر سوريا.
 
وبجانب التأثيرات الاقتصادية الكبرى، فإنّه لا يمكن تجاهل التأثيرات الإنسانية والاجتماعية التي تترتب على هذه الضربة، حسب المصدر الذي يؤكّد أن القرى والمجتمعات المحلية على جانبي الحدود تعتمد بشكل كبير على هذا المعبر لتلبية احتياجاتها اليومية. ومع تزايد العزلة وانقطاع الطرق، قد تتزايد المعاناة الإنسانية، سواء من خلال صعوبة الوصول إلى المواد الأساسية أو ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. كما أن الحركة التجارية التي توقفت تعني فقدان فرص العمل لبعض العاملين في هذه المناطق، ما يعمّق حالة الفقر والبطالة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim