تحت عنوان "دعم سيادة لبنان وشعبه" ينعقد اليوم "مؤتمر باريس" والذي سيسمح بتوفير توفير الدعم الإنساني للبنان والإستجابة لحاجات الحماية وحشد جهود المجتمع الدولي لتعزيز قدرات الجيش على مواجهة التحديات المتزايدة في مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار. ومن المفترض أن تشارك 70 دولة و15 منظمة دولية في المؤتمر الذي تنظمه فرنسا بمشاركة الأمم المتحدة، فيما تغيب إيران وإسرائيل عن المشاركة، واكدت الولايات المتحدة مشاركتها.
ومن المرتقب ان يبدأ المؤتمر بكلمة إفتتاحية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تليها كلمة للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش تليها كلمة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي سيؤكد مجدداً أولوية وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 والذي اعلن لبنان التزامه به وتعزيز دور الجيش في الجنوب كما سيأتي الرئيس ميقاتي على الاضرار التي لحقت بالقطاعات الاقتصادية جراء العدوان الاسرائيلي فضلا عن نزوح اكثر مليون ونصف نازح وضرورة دعم لبنان لتأمين المساعدات اللازمة لهم. وكانت وزارات الزراعة والاشغال والطاقة والشؤون الاجتماعية قدمت ورقة الى مؤتمر باريس بناء لطلب رئيس الحكومة عن حاجاتها والخسائر الجسيمة التي تعرض لها لبنان، جراء العدوان الإسرائيلي على مناطقه.
واعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" إن أولوية المؤتمر الدولي حول لبنان هي الاستجابة لنداء الأمم المتحدة بجمع أكثر من 400 مليون دولار لمساعدة النازحين، مضيفة: "عملنا على محاولة الحصول على أقصى قدر ممكن من المساهمات"، موضحة أن الرئيس ماكرون سيعلن عن المساعدة التي ستقدمها فرنسا".
وفق الإليزيه، الهدف من المؤتمر السعي لتعبئة الأسرة الدولية للتعبير عن تضامنها مع لبنان، والتشديد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للحرب، وتعزيز عناصر السيادة اللبنانية التي من شأنها توفير الاستقرار والمساعدة على التوصل لوقف لإطلاق النار بأسرع وقت، وتسهيل الحل السياسي على قاعدة القرار 1701.
وكان الرئيس الفرنسي قد استقبل الرئيس ميقاتي في قصر الإليزيه، وناقشا على مدى ساعة ونصف الساعة الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية لوقف إطلاق النار، إضافة إلى التحضيرات للمؤتمر. وبعد الاجتماع الأول بين ماكرون وميقاتي، الذي شارك في بدايته وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، عقد الرئيسان خلوة مطوّلة. وأكد ماكرون "استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وبحث السبل الكفيلة للضغط على إسرائيل". وعبّر رئيس الحكومة بدوره عن شكره الكبير لماكرون "على دعمه الدائم والمستمر للبنان".
وأكد رئيس الحكومة أنه "لا نستطيع أن نلتزم بشيء قبل أن يلتزم الاسرائيلي بوقف النار وعندها يمكن أن نناقش". وقال ميقاتي: "نحن استقبلنا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، والعروض لا تزال موضع حوار ولم نحصل على أي شيء نهائي".
وعقد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، محادثات امس في باريس التي وصل اليها وتمحورت حول نتائج اتصالاته مع المسؤولين في لبنان وتل ابيب وكان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي لن يشارك في مؤتمر باريس، أشار من تل ابيب الى أن "حان الوقت كي تحول إسرائيل النجاح العسكري إلى استراتيجي"، مؤكدا أننا "نعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان".
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، إلى أننا "سنواصل الضغط على الإسرائيليين بشأن الضربات اليومية على المناطق المأهولة في لبنان، ونحن ما زلنا نعارض الضربات اليومية في المناطق المكتظة بالسكان في لبنان".
في سياق متصل شددت وزيرة الخارجية الالمانية التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنه يجب على كل الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، وقالت خلال زيارتها بيروت ان انتخاب رئيس للجمهورية سيكون خطوة مهمة نحو حل سياسي
وأوضح السفير المصري علاء موسى امس أنّ "الآليّة التي يتمّ العمل عليها هي كيفية تطبيق القرار 1701". وأضاف: "هناك إجماع دولي على تنفيذ القرار 1701، وحديث المبعوث الأميركي عن الـ1701 يدلّ على أنّ المطلوب كيفيّة تنفيذه والجميع يعلم أنّ الحلّ يكمن في التطبيق الكامل لهذا القرار من قبل الجانبين لا لقرار آخر". ورأى أنّ "تصرّفات الحكومة الإسرائيليّة لا تدلّ سوى على مزيد من التصعيد ويجب الضغط عليها معتبرًا ان الدولة اللبنانيّة لديها الإرادة والقدرة على تنفيذ الـ1701 والكرة الآن في الملعب الإٍسرائيلي" وأصدرت دول المجموعة بياناً مشتركاً، على هامش اجتماع قمة في مدينة قازان الروسية، جاء فيه: "ندين بشدة الهجمات على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات لسلامتهم، وندعو إسرائيل إلى الكفّ فوراً عن خطوات كهذه"، مؤكدة في الوقت عينه ضرورة "الحفاظ" على "سلامة الأراضي" اللبنانية.