نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن "حزب الله في جنوب لبنان يستغل التضاريس الجغرافية والمناطق الحرجية هناك ويستفيد منها إلى أقصى حد"، مُشيرة إلى أن هذا الحال كان قائماً حينما كان الجيش الإسرائيلي يحتلُّ لبنان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما أن هذا الأمر حصل أيضاً خلال حرب تمّوز عام 2006 ويجري الآن اليوم.
وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن حادثة مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح 6 آخرين في جنوب لبنان، هو "حادث صعب ومؤلم للغاية"، لافتاً إلى أنه "يجب على الجيش الإسرائيلي التحقيق به بعمق"، وأضاف: "يمكن القول بالفعل إنّ المشكلة لم تكن في سلوك القوة العسكرية، بل كانت تكمن في القيادة العليا للفرقة 146 والقيادة الشمالية".
وتابع: "لقد تمَّ إرسالُ القوة لتفتيش المنطقة المعروفة بالنقطة المُتشابكة، أي المنطقة الحرجية. خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، أطلق الجيش الإسرائيليّ على هذه المناطق اسم المحميات الطبيعية، في حين أنَّ حزب الله يستغلّ التضاريس وظروفها إلى أقصى حد".
وأوضح التقرير أن "إسرائيل تخوضُ قتالاً مُباشراً مع "حزب الله" منذ أكثر من عام"، مشيراً إلى أنَّ "حزب الله يستخدمُ منطقة الغابات والمساحات الحرجية المتشابكة لوضع كمائن مضادة للدبابات فضلاً عن زرع عبوات ناسفة ونصب أفخاخ للقوات وإعداد بنية تحتية لهجومٍ مُفاجئ عند الحدود الإسرائيلية، فضلاً عن إنشاء أنظمة مراقبة وإنذار للدفاع ضد هجمات الجيش الإسرائيلي".
واعتبر تقرير "معاريف" أنَّ إسرائيل فقدت، لسببٍ ما، الإبداع في العمل الميداني، مشيراً إلى أنه على إسرائيل العمل مع المساحات الحرجية من خلال تدميرها، باعتبار أنها خطيرة جداً على الجيش الإسرائيلي، وتابع: "ليس من الواضح لماذا لم تقم دولة إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة على الجانب اللبناني من الحدود حيث لن ينمو هناك أي نبات في العقود القادمة. يجب أن تكون هذه المنطقة محروقة ومن دون أي نباتات. من يأتي إلى محور فيلادلفيا في غزة يعرف ذلك جيداً. لقد قامت إسرائيل بتنظيف المساحات القريبة من المحاور وكشفت المنطقة لمنع مقاتلي حماس من الاختباء خلف مبنى أو شجرة".
وأكمل: "كان أمام قادة الفرقة 146 عام للتحضير للهجوم وذلك من خلال إزالة كل النباتات والأحراج في المنطقة داخل جنوب لبنان، وبالتالي تدمير الغطاء النباتي وكشف سطح الأرض للعين. الهدف من وراء ذلك هو معرفة أماكن الآبار والخنادق والمواقع المخفية وحتى أماكن إطلاق العبوات الناسفة والمتفجرات التابعة لحزب الله".
وأردف: "كان من شأن هذا لأمر أن يسمح للقوات الإسرائيلية بالتصرف بشكل أسرع وأمان. بالإضافة إلى ذلك، كان الكشف بمثابة علامة تحذير واضحة لشعب لبنان أنه في أي مكان يوجد فيه أي عمل عسكري، فإنه لا يمكن القيام بالزراعة".