كتب جهاد نافع في" الديار": لم يكن مشهد التشييع الجامع للشهيد الرائد محمد سامي فرحات في بلدة رشعين - قضاء زغرتا، سوى تجسيد لوحدة النسيج الوطني الجامع، المناهض لكافة ابواق الفتنة والتمزيق والتقسيم... بل قد يكون الصدمة لمن لا يشبهون اهل الوحدة والانصهار، دعاة الفدرلة او التقسيم والتغريب ممن يغردون مع أسراب غربان سوداء...
وليس مستغربا حين يكون التشييع لرائد في الجيش اللبناني سطر وقفات عز في سجلات الجيش، وفي تاريخ بلاد تواجه طغاة العصر الاسود، وتتحدى بكل نسيجها الموحد باسلام الرسالتين المسيحية والمحمدية...
وحدة الدم والاصل والارض تجلت في تشييع ابن الجنوب المقاوم، ابن بلدة ديرقانون رأس العين - قضاء صور الذي جابه العدو وتحداه، في بلدة رشعين الزغرتاوية...
وكان جثمان الشهيد فرحات، قد وصل من المستشفى العسكري المركزي إلى باحة كنيسة مار مارون في رشعين قضاء زغرتا، حيث استقبل النعش بالزغاريد ونثر الارز والورد، وشق طريقه على صوت اجراس الكنائس، ووسط الحشود. وادت ثلة من الجيش التحية للنعش فيما عزفت موسيقى الجيش لحن الموت، والحان حزينة.
وفي رحاب كنيسة مار مارون سجي نعش الشهيد بتمازج قرع النواقيس مع تكبير الله اكبر، وبعناق الهلال مع الصليب...
وقف الشيخ في باحة الكنيسة يتلو الصلاة والايادي ترسم الصليب، وتتلو الفاتحة لروح الشهيد البطل المقاوم...
في ثرى رشعين المارونية ووري الشهيد الرائد محمد سامي فرحات وديعة، لحين التحرير وعودة الاهل الى بلدتهم...
من المستشفى العسكري انطلق موكب الشهيد يواكبه رفاقه العسكريون، وفي كنيسة مار مارون صلي على روحه التي احتضنها مار مارون والسيدة العذراء مريم...
اهل الشهيد النازحين من الجنوب منذ بدء العدوان الصهيوني، والذين اقاموا في رشعين استقبلوا النعش بالزغاريد الممتزجة مع زغاريد اهل رشعين وزغرتا الذين توافدوا من كل انحاء زغرتا ليودعوا الشهيد شهيدهم شهيد الجيش والوطن...
ثلة من الجيش عزفت موسيقى الشهادة وحمل رفقاء الشهيد النعش الى مثواه المؤقت.