Advertisement

لبنان

لا قطيعة بين الجيش و"حزب الله" ومعطيات جديدة حول إنزال البترون

Lebanon 24
07-11-2024 | 22:45
A-
A+
Doc-P-1275133-638666417010824999.png
Doc-P-1275133-638666417010824999.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": لم تنتهِ بعد التحقيقات الأولية التي تجريها الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية حول حادثة اختطاف المواطن عماد أمهز على أيدي وحدة «كوماندوز» إسرائيلية نفّذت إنزالاً بحرياً في مدينة البترون شمال لبنان فجر الجمعة، في الأول من شهر تشرين الأول الحالي، رغم أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي استمعت لإفادات عشرات الأشخاص، وحللّت محتوى كاميرات مراقبة في محيط المكان الذي نفّذت فيه العملية.
Advertisement

وفي أثناء انتظار أن تتكشّف خيوط هذه العملية، أفاد مصدر قضائي مطلع بأن التحقيق «بات يمتلك تصوراً حول كيفية حصول العملية»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الشخص المخطوف «كان قيد المراقبة من قِبَل الإسرائيليين منذ وقت طويل، والمعطيات تُفيد بأنهم كانوا على اطلاع لتحركاته ورحلاته البحرية إلى الخارج، وأنهم وجدوا في الشاليه الذي يقيم به في البترون مكاناً مناسباً لتنفيذ الهجوم بأقل خطر وأكثر سرعة».

وأشار المصدر إلى أن «المعلومات المتوفرة حتى الآن تفيد بأن جنود القوة المهاجمة انطلقوا من مرفأ حيفا الأقرب إلى المياه اللبنانية، عبر سفينة حربية توقفت خارج المياه الإقليمية اللبنانية، ثم ترجلّوا منها، واستقلوا زوارق مطاطية صغيرة وسريعة، وانتقلوا بواسطتها إلى شاطئ البترون؛ إذ ترجّل الجنود هناك، وانتقلوا سيراً على الأقدام إلى الشاليه، واقتادوا أمهز بسهولة مطلقة، وعادوا به إلى البحر في وقت لا يتعدى الـ6 دقائق».

ووصفت إسرائيل، وفق ما سربّت الصحافة العبرية، خطف أمهز بأنه «صيد ثمين». وجزمت بأنه «عنصر بارز في تركيبة (حزب الله) التنظيمية، ويمتلك معلومات مهمّة عن عمليات تهريب أسلحة من سوريا إلى الحزب عبر البحر».

لكن المصدر القضائي -الذي رفض ذكر اسمه- أكد أن التحقيق «لم يحسمّ بعد ما إذا كان الشخص المخطوف ينتمي إلى (حزب الله) أو أي تنظيم آخر، والمعطيات تُشير إلى أنه قبطان بحري مدني، وكان يخضع لدورة في معهد البحار في مدينة البترون، واختار الإقامة في الشاليه الذي اختطف منه إلى حين انتهاء الدورة».
 
وقال: «إن المسافة التي تفصل بين مكان رسوّ الزوارق ومكان الشاليه لا تتعدّى الـ70 متراً، وأن الأجهزة تثبتت من أن الخطف حدث عبر إنزال بحري من خلال تتبّع مكان خطى القوة الخاطفة من الشاليه إلى المياه على الشاطئ».

وأشار المصدر القضائي إلى أن «الزوارق المطاطية التي استخدمت في العملية صغيرة الحجم، ومصنوعة من البلاستيك (كاوتشوك)، ولا يمكن أن تلتقطها أجهزة الرادار.

وكشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن قائد الجيش «أطلع رئيس الحكومة على الخريطة التي تبيّن المكان الذي نفّذ فيه الإنزال، وعلى آلية عمل رادارات الجيش والنقاط التي يخضعها الجيش للمراقبة في البحر وعمليات التشويش الذي تتعرض لها الرادارات أحياناً»، مؤكداً أن «الزوارق الصغيرة التي لا تحوي أجهزة بثّ لا يمكن التقاطها عبر الرادار، كما أن الموج يعطي أحياناً إشارات وهمية».  

وكتب رضوان عقيل في" النهار": لم يتقبّل "حزب الله" وجهات سياسية تدور في فلكه عدم إصدار الجيش بياناً يوضح فيه كيفية اختطاف القبطان البحري عماد أمهز في البترون.

ولم يأت كلام الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من فراغ في دعوته قيادة الجيش إلى توضيح حقيقة الإنزال البحري لمجموعة كومندوس إسرائيلية اعتقلت أمهز. والذين لا يلتقون مع الحزب من سياسيين وأمنيين يسألون في المقابل عن الخروق الإسرائيلية التي استهدفت قيادات كبيرة في الحزب وفي مقدمها السيد حسن نصرالله أي بمعنى أن هذه الاعتداءات تستهدف كل البلد.
 
ولا يمكن إخفاء أن ثمة إحراجاً يسود الجهات الأمنية الرسمية في عدم التوصّل بعد إلى خلاصة تحقيق نهائي حيال ما حصل على شاطئ البترون. ونوقش الموضوع بإسهاب في اجتماعي قائد الجيش العماد جوزف عون مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي اللذين طلبا منه إجراء تحقيق جدّي يبيّن كل وقائع هذا الخرق الذي درجت إسرائيل على ممارسته منذ أكثر من نصف قرن في بيروت والجنوب. ويتولى الجيش التحقيق في البحر ومراجعة داتا الرادارت على أن تقوم شعبة المعلومات بالتحقيقات على الأرض.

وعند مراجعة وزارة الخارجية لعدم تقديمها شكوى أمام مجلس الأمن وتبيان خطورة الخرق الإسرائيلي تلقى المعنيون رداً بأنه لا يمكن تقديمها قبل صدور بيان رسمي من المؤسسة العسكرية للاستناد إلى معطياته.
ودرجت مديرية التوجيه على إصدار بيانات من هذا النوع، وهذا هو الحد الأدنى الذي كان على الجهات اللبنانية المختصة اتباعه لتسليط الضوء على هذا الاعتداء ضد مواطن لبناني خُطف في منطقة بعيدة من ميدان المواجهات في الجنوب. وهذا الأمر سيحرج واشنطن والدول التي تقول إنها تقف في وجه الإرهاب.

ولم تحسم الجهات العسكرية كيفية حصول هذه العملية إلى الآن وكيفية تخطي القوة الإسرائيلية البحرية الألمانية أو الحديث عن حصول تشويش على رادارت الجيش. وثمة من يضع أكثر من فرضية لعملية الخطف، منها أن تكون مجموعة لبنانية نفذتها وسلمت المخطوف إلى إسرائيل مع ملاحظة أمنيين أن العناصر الذين ظهروا في الفيديو اليتيم يحملون بنادق ليست حديثة ولم يعد الإسرائيليون يستعملونها فضلاً عن التوقف عند الألبسة التي كانوا يرتدونها.

وبالعودة إلى علاقة الحزب بالمؤسسة العسكرية، من غير الخافي أن ثمة تنسيقاً أمنياً قائماً بين الطرفين ولم ينقطع ولاسيما في الجنوب على ضوء التهديدات الإسرائيلية التي تطاول الجهتين ولو أنهما لا يلتقيان في جملة من التفاصيل. 

وفي السياسة ثمة من يرى أن المؤسسة العسكرية لم تتلق بارتياح كلام قاسم وتعليقه على خرق البترون وقد يكون لكتلة الحزب رد فعل هنا من التمديد المتوقع لقائد الجيش قبل الأسبوع الأول من العام المقبل وإن كانت تعرف أن لا مفر من التمديد للرجل لجملة من الأسباب المحلية والخارجية. ولم يعد خافياً أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون طلبت بطريقة مباشرة من الرئيس بري العمل على تسهيل جلسة التمديد وكان ردّه أن من المبكر الآن الدخول في هذا الموضوع زائد أن الأخير، فضلاً عن الحزب، لا يظهر تأييده لحلول عون في الرئاسة الأولى، ولو أنهما لا يبديان اعتراضهما عليه في شكل ظاهر. وعندما يسألهما عنه موفدون وديبلوماسيون من "الخماسية" وغيرها يردان بطريقة ديبلوماسية أن انتخابه يحتاج إلى تعديل دستوري أولاً.  
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك