نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنه بعد مرور أكثر من شهرٍ على المناورة البريَّة في لبنان، بات من الواضح أنّ هذا الصراع يحملُ في طيّاته دروساً يجب استيعابها.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" أنّ ما تم اكتشافه من مخابئ ضخمة للأسلحة وشبكات أنفاق ومراكز إتصالات داخل جنوب لبنان فضلاً عن منصات إطلاق الصواريخ الموضوعة باتجاه إسرائيل ضمن مواقع متعددة، يشير إلى أنه كانت هناك مواقع عسكرية مُحصّنة بشدة.
وأوضح التقرير أنه لو تمّ حشد هذه الشبكة بكامل طاقتها، لكان عدد الضحايا والأسرى الإسرائيليين أعلى بكثيرٍ من الأعداد التي سقطت في الصراعات السابقة، وأضاف: "على الرغم من أن لبنان ككل يواجه صعوبات اقتصادية، فإن المنازل الثرية والمركبات الفاخرة وحمامات السباحة الخاصة والترف العام الذي لوحظ بين السكان في جنوب لبنان يشيرُ إلى تركيز صارخ للثروة".
واعتبر التقرير أن "هناك حقيقة لا مفرّ منها وهي أنّ إسرائيل لا يمكن أن تسمح لحزب الله بإعادة تجميع قواته وتعزيز وجوده في لبنان مرّة أخرى"، وأضاف: "إن هناك مخاوف مبررة من الوقوع في المستنقع اللبناني، ولكن هذا الخطر يتضاءل مقارنة بخطر السماح لحزب الله بإعادة بناء بنيته التحتية واستئناف عملياته العسكرية. ولمنع تكرار أخطاء الماضي وتأمين الحدود الشمالية الإسرائيلية للمستقبل، يتعين على إسرائيل أن تنتهج استراتيجية تحرم فيها حزب الله من فرصة إعادة تأسيس نفسه".
ولفت التقرير إلى أنه "يجب توسيع المناورة إلى نهر الليطاني"، مشيراً إلى أنهُ "يجب على إسرائيل تأمين المنطقة حتى الليطاني، وتعيينها كمنطقة عازلة منزوعة السلاح خالياً من السكان المدنيين ومحصّنة بحاجزٍ أمني إضافي. من شأن هذه المنطقة أن تمنع أي احتمال لغزو بري أو شنِّ هجمات صاروخيَّة واسعة النطاق على إسرائيل".
وذكر التقرير أن "أي اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع لبنان ينبغي أن يشمل نفي القيادة السياسية لحزب الله وتحييد مشغلي الصواريخ الثقيلة"، موضحاً أنه "من خلال هذه الإجراءات، فإن إسرائيل تفكيك الوجود السياسي والعسكريّ لحزب الله في لبنان".
كذلك، قال التقرير إنَّ "تحرير لبنان من قبضة إيران هو ضروريّ لتحقيق الأمن الدائم على الحدود الشمالية"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتطلب خطوات حاسمة.