تناول مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للخبير الاقتصادي والمحاضر في الكلية الأكاديمية رمات غان كفير تشوفا، فرص اسرائيل بالهجوم على سوريا لاستهداف "حزب الله" في لبنان.
وقال تشوفا إن "هناك فرصة نادرة لقطع مسار السلاح الإيراني الذي يغذي حزب الله حين تكون روسيا مشغولة بأوكرانيا والنظام السوري مضطرب".
وفي النزاع المتواصل بين إيران وحزب الله وإسرائيل، توجد نقطة أرخميدية تتيح تغييراً جذرياً للوضع الراهن وخلق واقع جديد، ففي السنوات الأخيرة نجحت إيران في تثبيت نفوذها على طول في المنطقة، كالعراق سوريا ولبنان، فخلقت بذلك "طوق نار" حول إسرائيل، بحسب الكاتب.
وتابع: "الآن، حين يكون الروس منشغلين بالمعارك في أوكرانيا ونظام الأسد متعلق بشعرة رفيعة، يمكن لإسرائيل أن تضرب في اللحظة المناسبة".
وبحسب الكاتب، "يحتمل أن يكون إسقاط نظام الأسد بالذات كفيلا بأن يسمح لإسرائيل وحلفائها بإضعاف سيطرة إيران في المنطقة، وتقليص نفوذ حزب الله"، وأضاف: "إن ضعف روسيا في الشرق الأوسط بالذات كفيل بأن يكون فرصة ذهبية لإسرائيل".
وتحدث الكاتب عن "أهمية حصول مناورة عسكرية إسرائيلية سريعة من هضبة الجولان إلى دمشق يتخللها ضرب قوات الجيش السوري"، مشيراً إلى أن "قطع سوريا عن المحور الإيراني سيؤدي إلى قطع أنبوب التنفس لحزب الله المتمثل بمسار التوريد والذي يتضمن السلاح والمقاتلين والبضائع التي تتدفق من سوريا إلى لبنان"، أضاف: "إذا تدخلت إيران كي تحمي نفوذها في سوريا في وجه قوات الثوار، فمن شأنها أن تكون مطالبة بأن تنقل قوات ومقدرات أخرى إلى سوريا، ما يقيد قدرتها على العمل بالتوازي ضد إسرائيل في ساحات أخرى".
ودعا تشوفا إلى التخطيط لمثل هذه الخطوة في ظل مراعاة رد فعل تركيا، التي توجد لها مصالح متضاربة في المنطقة: خصومة تاريخية مع روسيا، وعدم استعداد لأن تكون شريكا كاملا في خطوات إسرائيلية.
وأردف الكاتب بأن "إسقاط نظام الأسد كفيل أيضا بأن يبعث أملا لدى جماعات مقموعة في المنطقة، وبخاصة إيران نفسها، فاضطراب مدني كفيل بأن يضعضع استقرار النظام الإيراني وعرقلة محاولاته لمواصلة تثبيت مكانة نفوذه في الخارج".
وختم قائلا: "مع ذلك، يدور الحديث عن خطوة حساسة وذات مخاطر كبيرة تتطلب تخطيطاً حريصاً، من إدارة مخاطر إلى تعاون وثيق مع حلفاء إقليميين ودوليين، فهل ستنجح إسرائيل حقا في استغلال الفرصة المميزة وتغيير ميزان القوى؟ أم أن هذا الرهان سيعقد المنطقة أكثر فأكثر؟ الجواب على ذلك هو ما سيصمم وجه الشرق الأوسط في السنوات القريبة القادمة". (عربي21)