بالتوازي مع عودة المبعوث الشخصي للرئيس الاميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين الى الولايات المتحدة الاميركية، بدأ التشاور بين تل ابيب والقيادة العسكرية الاميركية من اجل الوصول الى حل في جبهة لبنان، لكن "حزب الله" قرر في هذه اللحظة الذهاب بعيدا في تصعيده ضمن خطة متدحرجة وفي اطار استعادة عافيته العسكرية .
كثف "حزب الله" اطلاق الصواريخ، واستهدف في اطار الردّ على قصف العاصمة بيروت، تل ابيب وضواحيها اضافة الى اشدود التي تبعد ١٥٠ كلم عن الحدود اللبنانية، لكن الاهم هو ان كمية الصواريخ التي اطلقت واستهدفت المدن الاساسية من نهاريا وكريات شمونا وعكا ونهاريا اضافة الى حيفا كانت كبيرة جدا، وتضاعفت اكثر من ثلاث مرات عن المعدل اليومي.
بحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله" يريد ايصال رسالة الى المفاوضين انه قادر على الاستمرار في المعركة وان قدراته الصاروخية يتم ترميمها بشكل سريع، والاهم ان لديه القدرة على اطلاق صواريخ دقيقة بإتجاه العمق، وهذا بحد ذاته يعيد خلط الاوراق ويرسم حدودا فعلية للحرب ويمنع تجاوزها مما يخفف الضغط عن" حزب الله".
حتى في المعارك البرية لعب الطقس الممطر دورا ايجابيا ساعد "حزب الله" في استهداف الدبابات الاسرائيلية ما الى اصابة ارلع دبابات وتدميرها في البياضة فانسحبت القوات المتقدمة الى الخلف مما اشعل نقاطا اخرى مثل شمع والحبين وصولا الى يارون وعيتا الشعب عند الحافة الامامية.
ليس معلوما ما اذا كان "حزب الله" لديه معلومات حقيقية تقول بأن المفاوضات تقترب من نهايات ايجابية واراد انهاء القتال وفق ايقاعه، او انه اراد الضغط على الحكومة الاسرائيلية للقبول بالشروط او التعديلات التي وضعت على الخطة الاميركية لانهاء الحرب، لكن مساعي وقف الحرب تحت النار تتقدم ومساحة الوقت تضيق امام رئيس الحكومة الاسرائيلية في ظل الضغوط الاميركية، فماذا سيحقق الاطراف؟
لا شك بأن "حزب الله" يكتفي بالاتفاق الحالي وهو قادر من دون شك على التعامل معه، لكن الاكيد ايضا ان الحزب يزيد من اظهار قدراته الردعية، لان تثبيت الاتفاق ومنع اسرائيل من تجاوزه متى تشاء يتطلب اظهارا للقوة وقدرة على تدفيع الثمن، وعليه من المتوقع ان يكون التصعيد سيد الموقف في الايام المقبلة، لكن بفارق ان الحزب سيذهب ابعد من المعتاد هذه المرة...