كتب رضوان عقيل في " النهار": يختصر الرئيس نبيه بري موقفه من ملف انتخابات الرئاسة بعبارة واحدة لـ"النهار": "أنا أول المستعجلين لانتخاب رئيس للجمهورية". ويكتفي بهذا القدر من دون الخوض في شرح أكبر لملف يشغل كل اللبنانيين باعتباره الناظم للحياة السياسية وإطلاق عجلة المؤسسات التي سيكون على رأس أولوياتها إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في أكثر من منطقة لبنانية.
توازيا، يبقى ملف الرئاسة المادة الأساسية عند القوى السياسية وسائر اللبنانيين، ليشاهدوا رئيسا في قصر بعبدا بعد طول انتظار. ولا شك في أن ضغوطا محلية وخارجية تمارس لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.
وينقل عضو في هيئة مكتب المجلس عن بري أنه سيدعو إلى جلسة انتخاب بعد وقف النار، وليس من الضرورة أن ينتظر شهرين للقيام بهذه المهمة، مع تشديده على ضرورة انتخاب رئيس توافقي يكون على مستوى هذه المرحلة وتحدياتها.
وفي موازاة ذلك، يؤكد مصدر ديبلوماسي في المجموعة "الخماسية" أن ممثليها في بيروت سيعقدون اجتماعا بعد وفق النار للاستماع أولا إلى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والوقوف على تفاصيل ورقة هوكشتاين وكيفية تطبيقها، وخصوصا في إطار منطقة القرار 1701 جنوب الليطاني. وسيحضر في الاجتماع الملف الرئاسي، ولا سيما أن سفيرا ممثلة بلاده في المجموعة يقول إن رئيس المجلس يتعامل بإيجابية مع استحقاق الرئاسة، ويدرك حقيقة أخطار بقاء لبنان من دون رئيس وحكومة جديدة. ويضيف أن بري لن يتأخر في الدعوة إلى جلسة الانتخاب المنتظرة.
وقبيل التوصل إلى هذا الاستحقاق، سيتوجه النواب غدا الخميس إلى جلسة تشريعية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وثمة أكثر من رسالة ديبلوماسية غربية وعربية قد تلقاها رئيس المجلس في الأيام الأخيرة، تدعوه إلى استعجال موعد هذه الجلسة. وكان يكتفي بعبارة "إن شاء الله"، من دون أن يناقش مع مراجعيه ما إذا كان اسم عون مرشحا للرئاسة.
ويميز نواب شيعة هنا بين السير بالتمديد لعون وتأييد انتخابه رئيسا، إذ ما زالوا يتمسكون بترشيح سليمان فرنجية رغم استمرار الرافضين لانتخابه من كتل ونواب مستقلين. وفي أحسن الحالات يقولون لمؤيديه "فليتوجهوا إلى جلسة الانتخاب وينتخبوه".
وينقل ديبلوماسي غربي أن بري يعمل بجدية على إتمام جلسة الانتخاب، وليس ضروريا أن تحتاج إلى شهرين لعقدها، ولا سيما أن الوقت لا يصب في مصلحة البلد ولا أي جهة سياسية. وينقل ديبلوماسيون أنهم طلبوا منه الإسراع في الخروج من نفق الشغور وانتخاب رئيس.
ولا تتوقف الأسئلة هنا: هل نضجت ظروف الانتخاب بعد سنتين من الشغور المفتوح؟ وكيف سيتعامل الأفرقاء مع مرشحيهم؟
ويتوقف المراقبون عند بري و"حزب الله" لمعرفة ما إذا كانا على تأييدهما لفرنجية، علما أن خيارات الكتل النيابية الأخرى لم تتبلور بعد، ولا سيما "القوات اللبنانية" التي ترحب بالدعوة إلى الجلسة، وعند تحديد موعدها ستحضر من جديد الدعوة إلى اسم توافقي من منظار كل فريق والمواصفات التي يريدها. ولم تخل هذه الاتصالات بالطبع من التطرق إلى الشخصية التي ستحل في رئاسة الحكومة لإدارة المرحلة المقبلة.