نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن "إضعاف حزب الله في لبنان له عواقب على الإستقرار في سوريا"، مُتسائلة عما إذا كان "إضعاف نظام الرئيس السوري بشار الأسد مُفيد لإسرائيل".
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ "الأضرار الكبيرة التي لحقت بحزب الله من قبل الجيش الإسرائيلي أضعفت قوة المنظمة ليس فقط في لبنان، فالحرب أجبرت الحزب على تقليص قواته في سوريا"، وأضاف: "للتذكير، فإنَّ حزب الله أرسل مقاتليه إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد، فيما أدّى التدخل العسكريّ المُباشر للقوات الجوية الرّوسية عام 2015، إلى انقلاب القتال لصالح الأسد. وعليه، فقد ساعدت الجماعات المدعومة من إيران وروسيا نظام الأسد في استعادة السيطرة".
واعتبر التقرير أن قوة الجيش السوري تآكلت بشكلٍ كبير خلال سنوات الحرب، موضحاً أن الأسد يعتمدُ بشكلٍ كاملٍ على دعم روسيا ووجود المجموعات المدعومة من إيران الحاضرة في سوريا، بما في ذلك العاصمة السورية دمشق، وأضاف: "منذ عام 2022، كان هناك انخفاض في التدخل الروسي بعد الحرب في أوكرانيا. والآن، في أعقاب الحرب في لبنان، تضاءل أيضاً دعم حزب الله للنظام السوري، ومن المشكوك فيه جداً أن تتمكن الجماعات الشيعية القادمة من العراق من ملء الفراغ، نظراً لمستواها العسكري المنخفض".
وأردف: "إضافة إلى ذلك، فإن الضائقة الاقتصادية التي تعيشها البلاد تنعكس سلباً على تحفيز جيش النظام، الذي لا تكاد رواتب جنوده توفر الحد الأدنى من المعيشة. وتتركز أغلب هموم الرئيس السوري في الساحة الشمالية، إذ ظلت محافظة بأكملها (إدلب شمال غربي البلاد) تحت حكم المعارضة منذ 10 سنوات. كذلك، لا تزال هذه المنطقة تحت الرعاية التركية وتدور حرب استنزاف بينها وبين مناطق سيطرة النظام منذ أكثر من 8 سنوات".
وأضاف: "يجب الافتراض أن إيران تجنبت اتخاذ قرار لتبرير استمرار وجودها في سوريا، ومن المهم أن نعرف أن أقوى منظمة معارضة في إدلب هي هيئة تحرير الشام، وهي تجسيد جديد لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا".
وتابع: "طوال فترة حرب الجيش الإسرائيلي في لبنان، تم نشر العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر نشطاء المعارضة في إدلب وهم يفرحون في مواجهة الضربات القاتلة التي وجهها الجيش الإسرائيلي لحزب الله. وهذا ليس فرحاً بانتصارات إسرائيل، بل فرحاً باستهداف حزب الله الذي دعم نظام الأسد".
وأردف: "لم تقتصر ضربات الجيش الإسرائيلي على لبنان؛ بل تم قصف أهداف لحزب الله في عمق سوريا، من أجل إلحاق الضرر بقواته خارج لبنان ووقف توريد الأسلحة عبر الحدود. وفي الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني الجاري، استغلت المعارضة في إدلب ضعف محور المقاومة المُوالي لإيران واخترقت حدود إدلب جنوباً باتجاه مدينة حلب - العاصمة الاقتصادية لشمال سوريا".
واعتبر التقرير أنّ تقدم المتمردين قد يُعرض سيطرة الأسد على حلب للخطر، وهي نقطة استراتيجية رئيسية، وقال: "لا تزال فرص ذلك غير واضحة تماماً، ويبدو أن جيش الأسد وسلاح الجو الروسي سيبذلان قصارى جهدهما لمنع ذلك. احتلال المعارضة لحلب سيكون كارثة وأول نقطة تحول مهمة لصالح قوات المتمردين منذ عام 2017. وفي حال سقوط المدينة في أيدي المعارضة، فإنَّ النظام سيضعفُ بشكل كبير".
وتابع: "الأسد ليس صديقاً لإسرائيل، لكنه العدو القديم والمألوف. وبعيداً عن حقيقة أن سوريا لم تشن حرباً ضد إسرائيل منذ أكثر من خمسين عاماً، فإن بشار الأسد لم يحرك ساكناً لصالح حماس أو حزب الله منذ بداية الحرب في غزة".
وقال: "إنَّ سيطرة المتمردين، بقيادة التنظيمات الجهادية، ليست أخباراً جيدة للمنطقة. إن الأسد في الحقيقة ديكتاتور لكنه أيضاً عدو لأفكار تلك الجماعات التي تتحرك والتي تسعى لتحويل سوريا إلى مركز للجهاد العالمي، وبالتالي فإنها تشكل عدواً أكثر خطورة بكثير. وعليه، فإنَّ خيار سوريا تحت حكم الأسد برعاية روسيا هو الأقل سوءاً من وجهة النظر الإسرائيلية".