نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والذي دخل حيّز التنفيذ اعتباراً من يوم 27 تشرين الثاني الماضي.
وتقول الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "لا يُعرف سوى القليل عن تفاصيل الإتفاق لأنه لم يتمّ تقديمه بشكل شفاف للجمهور"، وتضيف: "كما يعلم أي شخص وقع على الاتفاقيات أن الأمر المهم هو تنفيذ مضمونها. سيُحدد الوقت ما إذا كان لبنان وإسرائيل وأميركا وفرنسا سينجحون في منع حزب الله من إعادة تهديد منطقتي الجليلق والجولان وإسرائيل ككُل".
وتابع: "من أجل النجاح في ذلك، وبالإضافة إلى الحزم العسكري، نحتاج أيضاً إلى إجراءات سياسية من شأنها تعزيز الدولة اللبنانية من جهة وإضعاف حزب الله من جهة أخرى عبر منع دخول المعدات العسكرية إليه ووقف تدفق الأموال، والإضرار بأصول حزب الله في الخارج".
وأكمل: "يجب أن نتذكر أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تدمير كل صاروخ وقتل كل ناشط، وبالتالي فإن القوة العسكرية دون إجراءات سياسية تكميلية لن تكون كافية على الإطلاق. وفي بعض الأحيان، حتى على العكس من ذلك، قد تكون القوة العسكرية ضارة، لأنها وحدها قد تزيد من حافز أعداء إسرائيل لمواجهتها، وتجعل من الصعب على أصدقاء الأخيرة التعاون معها".
في المقابل، تقول "معاريف" في تقريرٍ آخر إنّ اتفاق وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وحزب الله، يرمز إلى تغير عميق في وعي الحكومة الإسرائيلية الحالية، وأضاف: "خلافاً لحكومة ما قبل 7 تشرين الأول 2023، التي اعتمدت على مفاهيم الردع الوهمي، فإن أعضاء الحكومة اليوم يدركون التبعات الخطيرة للعمى الاستراتيجي. من الواضح أن الاتفاق الحالي فُرض على إسرائيل تحت ضغط شديد من إدارة جو بايدن ، لكن الحكومة الحالية تدرك جيداً أن الفترة المقبلة قد تكون فرصة لتحويل الضغط إلى رافعة استراتيجية ضد أعدائها. لقد أدركت حكومة بنيامين نتنياهو خطأ إسرائيل السابق المتمثل في إدمان الصمت، وهو الخطأ الذي أدَّى إلى إحكام حلقة النار الإيرانية من خلال حزب الله وحركة حماس".
وتابع: "كانت الضغوط التي مارستها إدارة بايدن واضحة، وهي تقديم إنجاز سياسي سريع قبل تغيير الحكومة في الولايات المتحدة. وبدلاً من مواجهة الإدارة المهزومة والمحبطة، اختارت حكومة نتنياهو السماح بوقف إطلاق النار، مدركة أنه مجرد خطوة تكتيكية".
وأردف: "إذا قام حزب الله بالتصعيد، فقد يمنح ذلك إسرائيل والأميركيين سبباً مبرراً للتصرف بشكل مباشر ضد مرسليه في طهران. مع هذا، فإن حزب الله، كما في الماضي، سيعمل باستمرار على تطوير قدراته من خلال تهريب الأسلحة المتطورة، كما ستحاول إيران نقل الصواريخ والطائرات من دون طيار إلى لبنان عبر سوريا بقدر ما تسمح به الحرب هناك. مع هذا، سوف يعمل حزب الله على استعادة البنية الأساسية العسكرية في جنوب لبنان، وسوف ينخرط وكوادره مرة أخرى في التخطيط الهجومي لصراع مستقبلي. ومن ناحية أخرى، تواجه إسرائيل فرصة لم تتح لها من قبل لتعزيز تعاونها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. إن التحضير السياسي لدخول إدارة ترامب يمكن أن يسمح لإسرائيل بالعمل إلى جانب الدعم السياسي الكامل لها".
وأضاف: "الهدنة تخلق فرصة لإسرائيل لتحويل الصمت إلى ميزة تكتيكية، وذلك من خلال استغلال الوقت لتعزيز منظومة الاستخبارات والعمليات، وإحباط تهريب الأسلحة من خلال عمليات عدوانية ودقيقة. كذلك، يمكن الاستعداد لضربة استباقية إذا استغل حزب الله فترة التهدئة بإرسال تعزيزات ضخمة، فإسرائيل قد تُخطط لهجوم من شأنه أن يدمر البنية التحتية المركزية لحزب الله".
وقال: "إن الستين يوماً من وقف إطلاق النار هي اختبار حاسم للحكومة الإسرائيلية. فمن ناحية، ينطوي هذا الأمر على مخاطرة، فحزب الله يستغلّ كل لحظة لتعزيز قوته، ومن ناحية أخرى، فهذه فرصة تاريخية ترتبط بالاستعداد الإسرائيلي للتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وربما حتى للعمل المباشر ضد إيران".