أول اختبار جدّي لاتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب لله وضع على الطاولة في وقت لم تنعقد بعد لجنة مراقبة الاتفاق الذي يتعرض باعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والوسيط الاميركي هوكشتاين لخروقات اسرائيلية موصوفة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعرض للإهتزاز قبل بلوغ أسبوع على التوصل إليه، لا يزال قيد الإختبار، وفي الوقت نفسه تبقى الاتصالات الأميركية قائمة لمنع عودة الأمور إلى الوراء.
ورأت المصادر أن هذه الاتصالات قد تكون ضاغطة من أجل المحافظة على هذا الاتفاق، في حين أن اللجنة التي تراقب تنفيذ الاتفاق تباشر مهامها مع اكتمال نصابها، في حين أن الموقف الرسمي اللبناني منصب على الإلتزام بالقرار ١٧٠١ ودعم الجيش ومناقشة توسع انتشاره على الحدود.
وكتبت" الديار": يمكن القول ان الاتفاق اهتز بقوة بالامس، لكنه لم يقع، ولكنه قد يقع، بعدما رفعت قوات الاحتلال من حجم اعتداءاتها. وفيما توسعت الغارات ليلا وشملت مناطق حرجية في الجنوب، كما وحلقت «المسيرات» مجددا في اجواء الضاحية وبيروت. وسبق ذلك اشاعة اجواء الحرب من جديد، بعد ان اعلنت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن التقييمات في النظام الأمني، ترجح ان تكون هناك عدة أيام أخرى من المعركة في الشمال، ويجب أن تكون الجبهة الداخلية مستعدة لذلك، وقالت «لقد حذرنا مسبقا من أننا قد نعود إلى أيام المعركة». لكن نتانياهو اكد التمسك بالاتفاق، فيما حذرت الخارجية الفرنسية من امكان انهياره، بينما اكد البيت الأبيض ان آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها، رغم وجود ضربات متقطعة، وهو ما اكد عليه البنتاغون الذي اشار الى انه ليس لدى الاميركيين أي قوات على الأرض في لبنان، لمراقبة وقف إطلاق النار؟!
هذا التصعيد، يضع اتفاق وقف النار امام اخطر اختبار منذ الاعلان عنه، والجميع الآن على «مفترق طرق»، اما يتم لجم «اسرائيل» من قبل الدول الراعية للاتفاق، او سوف ينهار وقف النار عمليا، لكن ما حصل يؤكد ان رد فعل المقاومة، اربك قيادة العدو السياسية والعسكرية، التي وجدت نفسها تحت ضغط المزايدات الداخلية، وبوقاحة منقطعة النظير قررت تنفيذ موجة من الاعتداءات على الاراضي اللبنانية، متهمة حزب الله بخرق الاتفاق، علما انها عمدت خلال الايام القليلة الماضية الى تطبيق منحرف لوقف النار، محاولة فرض قواعد اشتباك غير موجودة اصلا في النص، ما دفع المقاومة الى اتخاذ القرار المناسب في توقيت شديد الاهمية لمنع استباحة السيادة اللبنانية، وهي ابلغت من يعنيهم الامر انها معنية جدا بالحفاظ على التزاماتها في ما تم التفاهم عليه، الا انها لن تقف مكتوفة اليدين ازاء الصلافة «الاسرائيلية»، التي حولت الساحة اللبنانية الى جزء من المزايدات الداخلية، حيث يريد نتانياهو ارضاء المستوطنين الغاضبين عبر اراقة دماء اللبنانيين.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «الإسرائيليين يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة، وإدارة بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان بعد تبادل إسرائيل وحزب لله إطلاق النار في الأيام الأخيرة».
وأضاف موقع «أكسيوس»: «إذا انهار وقف إطلاق النار، فقد توسِّع إسرائيل عمليتها البرية في جنوب لبنان، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب في المنطقة».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين الاثنين إن «الضربات المتفرقة في الأيام الأخيرة كانت متوقعة، وحدث انخفاض كبير في أعمال العنف، كما أن آلية المراقبة تعمل بكامل طاقتها.. بشكل عام فإن وقف إطلاق النار صامد».
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب لعمل لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار في الجنوب، «ان عضو اللجنة الضابط الفرنسي لم يتم تعيّنه بعد رسمياً لكن قد يتم تعيينه بين ساعة وساعة وسيصل الى بيروت هذا الاسبوع، بالتزامن مع او قبل زيارة وزيري الخارجية جان نويل بارو والدفاع سيباستيان لوكورنو الفرنسيين المقررة مبدئياً نهاية هذا الاسبوع، لمواكبة تطبيق قرار وقف اطلاق النار»، الذي تمادى العدو الاسرايلي في خرقه طيلة ستة ايام بلا وازع ما اضطر المقاومة الى تنفيذ ماوصفته «ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة».
وقالت المصادر لـ«اللواء»: ان اتصالات على أعلى مستوى تجريها فرنسا وبخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون مع الجهات المعنية لا سيما الاميركية والاسرائيلية، بهدف وقف خروقات قوات الاحتلال لإتفاق وقف اطلاق النار. موضحة ان إلتزام العدو الصهيوني قد يتم بعد إنتهاء انتشار الجيش اللبناني في قرى الشريط الحدودي التي يتحرك بها جيش العدو بحرّية نظراً لإنعدام المرجعية القادرة على وقف الخروقات، طالما لم تباشر لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها بعد بإنتظار إنضمام الضابط الفرنسي.
واوضحت ان فترة الستين يوماً التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار هي فترة لمعالجة الخروقات المتوقعة وليتم خلالها انتشار الجيش في قرى جنوب الليطاني كافة حتى الحدود مع فلسطين المحتلة.
وقالت: كلما اسرع الجيش بتنفيذ خطة الانتشار كلما ضاقت رقعة الخروقات.
لكن العدو الاسرائيلي لم يوفر الجيش من خروقاته، ما يؤكد حسب المصادر ذاتها ان الامور بحاجة الى حركة سريعة لا سيما من الجانب الاميركي.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الانتهاكات الإسرائيلية منذ اتفاق وقف إطلاق النار بلغت أكثر من 75 خرقاً» حتى بعد ظهر الاثنين، وهي لا تقتصر على القرى الحدودية، بل تستهدف بلدات في العمق اللبناني، حيث استهدفت غارة من مسيَّرة إسرائيلية بـ3 صواريخ الجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.
اضافت أن مساعي تبذل لمنع توسع الخروقات لوقف النار. وكشفت مصادر لبنانية معنية بالملف أنه تمت تسمية الجنرال غيوم بونشان عضوًا فرنسياً في لجنة المراقبة، مشيرة إلى أنه سيصل بيروت الاربعاء، على أن تعقد اللجنة أول اجتماعاتها الخميس.