نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن وحدة عسكرية إسرائيليّة ستعمل عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، مشيرة إلى أن هذه الوحدة مؤلفة من وحدات خاصة سابقة تعيش في مستوطنات شمال إسرائيل القريبة من لبنان ولديها معرفة جيدة بالمنطقة هناك.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ هذه الوحدة "مُتاحة مكانياً وفتاكة وتوفر استجابة فورية لسيناريوهات مُختلفة"، موضحاً أن القوة المُشار إليها "بريّة"، ومكونة من جنود احتياط يعيشون في مُرتفعات الجولان والجليل الأعلى.
وكشف التقرير أن دور هذه الوحدة هو التصرف فوراً خلال أي سيناريو يتمثل بتسلل مقاتلين إلى الأراضي الإسرائيلية واحتجاز رهائن وذلك ريثما تصل تعزيزات عسكرية مُختلفة إلى المنطقة.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الوحدة تطبق الدروس المُستقاة من هجوم 7 تشرين الأول عام 2023، وذلك حينما شنّت حركة "حماس" الفلسطينية عملية عسكرية ضدّ مستوطنات غلاف قطاع غزة، ما أسفر عن اختطاف وأسر إسرائيليين.
ويأتي إنشاء هذه الوحدة تزامناً مع وجود الجيش الإسرائيليّ داخل مساحات جغرافية في جنوب لبنان، فيما من المُفترض أن يتمّ الإنسحاب منها خلال شهر كانون الثاني المُقبل على أبعد تقدير، عملاً باتفاقية وقف إطلاق النار التي تمّ إبرامها بين لبنان وإسرائيل مؤخراً ودخلت حيّز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني الماضي.
وخلال الأيام الماضية، سُجلت تجاوزات إسرائيلية عديدة لوقف إطلاق النار، وقد تمثل ذلك بشن غارات على مناطق وبلدات عدّة في جنوب لبنان بالإضافة إلى تنفيذ تقدم عسكري ضمن أكثر من منطقة لبنانية.
ويوم الإثنين الماضي، أطلق "حزب الله" صواريخ باتجاه موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المُحتلة وذلك رداً على الخروقات الإسرائيلية.
وإثر ذلك، شنّت إسرائيل هجمات موسعة، زاعمة أنها استهدفت مخازن ومراكز وبنى تحتية تابعة لـ"حزب الله" في مناطق عديدة.
أمام ذلك، يتهم البروفيسور الإسرائيلي أميتسيا برعام "حزب الله" باتباع نمط منتظم من انتهاك الاتفاقيات، زاعماً أن "هذا الأمر هو جزءٌ من الحمض النووي التنظيمي للحزب"، ويقول: "من المستحيل الثقة بأن حزب الله سيحافظ على التزاماته. خروقاته لم تتوقف والردّ الإسرائيلي على ذلك يجب أن يكون حازماً دائماً".
وفي حديثٍ عبر صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمهُ "لبنان24"، يقول برعام: "حزب الله موجوداً حالياً وهو يعاني من الضعف النسبي بسبب خسارة كبيرة في الذهيرة، وبالتالي فإنَّ وقف إطلاق النار الحالي مُناسب له".
واعتبر برعام أن "حزب الله سيستمر بانتهاك التفاهمات بأي طريقة ممكنة"، مشيراً إلى أن "الخيار الوحيد هو الرد بالنار مقابل كل انتهاك وإلا فإن إسرائيل ستجد نفسها أمام واقع أكثر صعوبة".
وحذر برعام من أن "حزب الله" سيعود بعد الإنسحاب إلى تسليح نفسه وإعادة بناء قواته في المنطقة، ويقول: "إذا لم تصر إسرائيل على أن تقوم المنظمة بتفكيك أسلحتها الثقيلة، فإن حرب لبنان الرابعة ستكون مجرد مسألة وقت خلال عام أو ربما عامين".
إلى ذلك، يقول برعام إنه "على إسرائيل أن توضح أن صيغة التهدئة لم تعد موجودة، وأن أي انتهاك للتفاهمات سيقابل برد فوري وحاسم"، وأضاف: "كلما أصبح الرد الإسرائيلي الآن أكثر وضوحا وقوة، كلما زاد احتمال حدوثه".
وأكمل: "تقديراتي تقول إنّ حزب الله ليس مهتماً في الوقت الراهن بخوض حرب أخرى، ولكن لا ينبغي له أن يتوهم أن إسرائيل سوف تتخلى عن مبادئها الأساسية وهي أنّ أي خرق سيتم الرد عليه بالقوة، وهذا هو مفتاح الحفاظ على الاستقرار على المدى القريب".
وأكد برعام أن "حزب الله يهدف إلى الاستمرار في امتلاك الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ ومدافع الهاون والأسلحة المضادة للدبابات"، وقال: "المستقبل يشير إلى أن الوضع الأمني في المنطقة لا يزال غامضا ومثيراً للقلق. إن مفتاح الحل طويل الأمد يكمن في تشكيل تحالف دولي قوي للضغط على لبنان لنزع سلا حزب الله".