قال مصدر أمني لبناني كبير لوكالة "رويترز" إنَّ "حزب الله يعتبر سقوط حمص خط أحمر".
ونقلت رويترز عن المصدر قوله إنَّ "محافظة حمص توفر طرقاً رئيسية لإيران لنقل المعدات العسكرية إلى حزب الله في لبنان"، وأضاف: "حمص مهمة باعتبارها مخزنا لحزب الله والجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران".
ولفت المصدر الى أن "حزب الله أرسل الليلة الماضية عددا صغيراً من القوات المشرفة من لبنان إلى سوريا للمساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص المهمة استراتيجيا".
وأضاف أن "ضباطا كباراً انتشروا الليلة الماضية للإشراف على بعض مقاتلي حزب الله الذين كانوا في سوريا قرب الحدود مع لبنان منذ سنوات".
وأكد أن "فقدان السيطرة على مدينة حمص سيؤدي إلى عزل العاصمة دمشق عن المعاقل الساحلية للحكومة السورية في الغرب".
إلى ذلك، قال تقرير لموقع "بلينكس" الإماراتي إن "التقدُّم الكبير لجماعات المعارضة السورية تجاه حمص، يعتبر مُؤثّراً جداً في لبنان، كون هذه المدينة قريبة للغاية من الحدود الشمالية - الشرقية للبنان"، مشيراً إلى أنَّ "هذه المنطقة تهدد وجود حزب الله داخل لبنان".
وفي السياق، قال الخبير العسكري العميد هشام جابر إنّ منطقة حمص محورية ومركزيّة جدا بالنسبة إلى حزب الله، فهي تعتبر امتدادا له، كما أنها تُشكّل صلة وصل مع منطقة البقاع اللبنانية التي تعتبر أساسا للحزب.
من جهته، يقول الخبير العسكري العميد جورج نادر إنّ حمص قريبة للغاية من منطقة القصير التي سيطر عليها "حزب الله"، وقال: "عمليا، فإنَّ أي تقدُّم للمسلّحين تجاه منطقة حمص، يعني تهديد منطقة البقاع اللبنانية الحدودية مع سوريا".
من ناحيته، يقول الصحافي والإعلامي السوري حيدر مصطفى إنّ "دخول الجماعات المسلحة إلى حمص، سيُتيح لها إمكانية التواصل مباشرةً مع المتشددين في مُختلف المناطق اللبنانية وبكُلِّ سهولة، وهذا حتما سينقل المعركة إلى الداخل اللبناني".
وأضاف: "ما يحصل في سوريا يُهدِّد المنطقة ككل، وذلك في حال تمدّدت الجماعات المسلحة بشكل أوسع. الدولة السورية، حاولت على مدى أكثر من 12 عاما، أن تفهّم العالم حقيقة مواجهتها لإرهاب دولي منظم ومدعوم مِن أطراف إقليمية، لكن بعض الأطراف الدولية أصرَّت على اعتبارها أزمة سياسية فقط، وأسهمت في تعميقها، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن".
وتابع: "الواقع اليوم يدعو جميع دول المنطقة لاتخاذ خطوات جدّية داعمة لسوريا ووحدتها، وإلا فإنّ دول المحيط ستكون أولى المُتأثّرين، وفي مقدّمتها لبنان". (رويترز - بلينكس)